الجمعة 18 أكتوبر 2024 الموافق 15 ربيع الثاني 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

في ذكرى وفاتها.. ماذا تعرف عن مي زيادة "فراشة" الأدب العربي؟

 مي زيادة
مي زيادة

مي زيادة هي مؤلفة ومترجمة فلسطينية لبنانية اشتهرت بقلمها، وافتتاحها لصالونا ثقافيا في منزلها، تسامر فيه الأدباء ويتبادلون جميل الكلم، وأسرت زيادة قلوب الرجال ومنهم جبران خليل جبران، ولكنها عاشت بدون زواج.

ولادة مي زيادة

ولدت ماري إلياس زيادة في 11 فبراير 1886، وذلك في مدينة الناصرة بفلسطين، واختارت لنفسها اسم مي زيادة واشتهرت به.

كان والدها معلما فب الناصرة، وأمها نزهة خليل معمر فلسطينية من أصل سوري.

وكانت ماري وحيدة أسرتها، حيث توفي أخوها وهو صغير، وتربت في منزل يؤمن بتعدد المعتقدات وشغوفا بالثقافة والتعليم، فنشأت محبة للكتب متعلقة بالأدب.

وعاشت مي زيادة طفولتها بين لبنان وفلسطين، كما ذهبت لمصر في بداية فترة شبابها، الأمر الذي كون لديها انتماءات متعددة.

دراسة مي زيادة

حصلت مي زيادة على تعليمها الأساسي بالناصرة، قبل انتقالها إلى لبنان لتواصل دراستها الثانوية بمدرسة الراهبات بقرية "عينطورة" بلبنان.

ثم انتقلت زيادة إلى مصر وتعلمت الأدب والتاريخ الإسلامي بكلية الآداب بجامعة القاهرة، لكنها لم تكمل دراستها لانشغالها بالتأليف والكتابة فضلا عن الأنشطة الثقافية المختلفة.

وأتقنت مي زيادة الفرنسية خلال فترة تعليمها الأساسية، ثم تعلمت بعض اللغات الأخرى كالإنجليزية والإيطالية والألمانية والإسبانية والرومانية والسريانية، بالقاهرة.

تجربتها الأدبية

كانت مي زيادة حاضرة وقت الحراك الثقافي وللتحرر الي ساد في مصر أثناء للنهضة الفكرية العربية في بداية القرن العشرين، مما أتاح لها الفرصة بالدخول في عالم الصحافة والإعلام من أوسع أبوابهما.

واهتمت زيادة بالكتابة باللغة العربية تأثرا بالأدبتء الذين حاولوا إعادة اللغة العربية لرونقها، وزاد من اهتمام مي زيادة باللغة العربية والكتابة بها أن والدها أصبح مسؤولا ومالكا لجريدة "المحروسة" عام 1909.

وأصدرت مي زيادة ديوان شعر باللغة الفرنسية بعنوان  "أزهار حلم" وذلك في عام 1911. واستخدمت توقيع باسم مستعار هو إيزيس كوبيا والذي كتبت به عدة مقالات أخرى. 

كما نشرت عدة مقالات أدبية في كلا من  "الأهرام" و"الهلال" و"المقتطف" ما زاد من شهرتها في الساحة الأدبية.

وكونت زيادة علاقات فكرية مع الكثير من رموز الثقافة آنذاك، وتم اختيارها لإلقاء خبطة تأبين لبعض الأساتذة بكلية الآداب بعام 1918، فأعجب بها الجمهور.

واستخدمت مي زيادة قلمها في الدفاع عن المرأة، وأبرز القضايا التي اهتمت بها هي حق البنات في التعليم.

صالونها الأدبي

في عام 1913 أعلنت زيادة أنها ستفتتح صالونا ثقافيا يوم الثلاثاء من كل أسبوع، وقالت ذلك أثناء كلمة كانت تلقيها في الجامعة بمناسبة تكريم الشاعر خليل مطران.

واستفاد الصالون من ثراء أسرة زيادة الأمر الذي أتاح له الفرصة في الانتظام وجمع عددا كبيرا من الكتاب والشعراء وعلية القوم.

وكان الصالون مقتصرا على الأدب وتجري فيه النقاشات حول الشعر ونقده والتأليف، ما جعله يستقطب أبرز الكتاب والأدباء في مصر آنذاك، وأبرزهم طه حسين، أحمد شوقي، خليل مطران، إبراهيم المازني، ومحمود العقاد، فضلا عن عدد كبير من رموز الصحافة والأدب.

حبيب واحد

ورغم محاولة العديد من الشعراء الفوز بقلبها، إلا أنها كانت متعلقة بجبران خليل جبران ولم يستطع أحد غيره أسر قلبها، لذا كانت ترفض زيادة أي محاولات للقرب منها، وظلت دون زواج.

مرحلة حزينة من حياة مي زيادة

توفي والدها في عام 1929، وبعده بفترة قليله رحل جبران 1931، الأمر الذي تركها وحيدة وتعاني ألم الفقد، وقبل أن تستوعب أحزانها توفيت والدتها عام 1932، ما أدى لانهيارها وانعزالها عن الناس.

دخول مي زيادة مستشفى الأمراض النفسية

وزارت مي زيادة أهلها في لبنان بعام 1936 بعد أن طلبها أهلها، ولكن عندما أنهت مدة زيارتها وأرادت العودة لمصر، لم يسمح لها أقاربها بالرجوع واستولوا على أموالها، كما أدخلوها مستشفى الأمراض النفسية "بالعصفورية"، ما زاد من شعورها بالظلم والاضطهاد وزادت مشكلاتها الصحية.

ورغم الظلم الذي تعرضت له، لم تتوقف عن الكتابة فكتبت مذكراتها "باسم الحياة ألقاني الأقارب في دار المجانين.. أحتضر على مهل وأموت شيئا فشيئا".

وعندما انتشر الخبر، تدخل زملاءها السابقين وحاولوا انقاذها وسافروا إلى لبنان من أجلها، فعادت لحياتها مرة أخرى وألقت محاضرات في الجامعة الأميركية في بيروت، ولكنها بعد ذلك رجعت لمصر وأصيبت بالفصام.

مؤلفات مي زيادة

لمي زيادة مؤلفات كثيرة متنوعة بين المقالات والمحاضرات التي تعالج مشكلات المجتمع، فضلا عن الكتب الأدبية وقضايا التحرر والمساواة بين الرجل والمرأة، وأبرز مؤلفاتها: 

("المساواة"، "باحثة البادية"، "رجوع الموجة"، "سوانح فتاة"، "ظلمات وأشعة"، "عائشة تيمور"، "غاية الحياة"، "ابتسامات ودموع")

وفاتها

توفيت مي زيادة يوم 19 أكتوبر 1941 في مستشفى المعادي بالقاهرة، عقب اصابتها بالإعياء والإغماء الشديد.

تم نسخ الرابط