في الذكري الـ 36| لمحة من حياة الأديب نجيب محفوظ
في نفس اليوم منذ 36 عاما، وتحديدا في اليوم الثالث عشر من أكتوبر يعام 1988، تم الإعلان عن فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب.
ويعد نجيب محفوظ أول أديب عربي يحصل على نوبل في الأدب، وفي الذكرى ال36 لفوزه بنوبل.. نقدم لكم لمحة عن حياة نجيب محفوظ.
نشأة نجيب محفوظ
ولد نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا يوم 11 ديسمبر عام1911، في بيت القاضي بحي الجمالية في العاصمة المصرية القاهرة.
ترعرع في أسرة متوسطة، وعمل والده بالتجارة، وكان الفرق بينه وبين قرب اخوته حوالي 10 سنوات
بماذا تأثر نجيب محفوظ خلال نشأته؟
تأثر نجيب محفوظ بحزب الوفد وقياداته السياسية الأولى، وخاصة سعد زغلول ومصطفى النحاس، لكنه لم ينتم إلى الحزب رغم تأثره بهم.
ومن الناحية الفكرية تأثر محفوظ بكل من: بمصطفى لطفي المنفلوطي، الأديب المصري، ومارسيل بروست، الروائي والناقد الفرنسي، وفريدريك نيتشه، الفيلسوف الألماني، ورونيه ديكارت، الفيلسوف الفرنسي وفرانسوا ماري أرويه المعروف باسم فولتير، الأديب الفرنس، فضلا عن تأثره برواد الثقافة المصرية كطه حسين وسلامة موسى وتوفيق الحكيم.
وفي الحقيقة تأثر محفوظ بكل من التراث الإسلامي والعربي والفلسفة والأدب الغربيين، وهو الأمر الذي جعل الدكتور حسن طلب يقول "لقد خسرت الفلسفة أحد أبنائها الموهوبين بتحول نجيب محفوظ إلى الأدب، غير أن ما كسبته الرواية قد عوضنا بلا شك أضعافا مضاعفة".
دراسة نجيب محفوظ
بدأ نجيب محفوظ رحلته التعليمية من الكتاب، كما كان سائدا آنذاك، فتعلم القراءة والكتابة، ثم درس التعليم العام، إلى أن التحق بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول عام 1930، أي جامعة القاهرة حاليا، ليتخرج منها ويحصل على درجة البكالريوس في الفلسفة.
ولم يحصل نجيب على درجة الماجستير، برغم أنه بدأ في إعداد رسالة ماجستير عن "الجمال في الفلسفة الإسلامية"، لكنه كان مهووسا بالأدب لذا لم يكمل دراساته في الفلسفة.
وكان محفوظ الثالث على دفعته أي أنه كان له الفرصة بإكمال دراسة الماجستير بفرنسا، ولكن بسبب تمييز تعرض له بالجامعة فلم يسافر.
وظائف نجيب محفوظ
استمر نجيب نحفوظ بالعمل في الوظائف لأنه كان يرى أن الحياة الأدبية لا توفر له الاستقرار المادي، وبعد فترة بدأ يراها وسيلة للحفاظ على نظامه اليومي الدقيق، فضلا عن أنه اعتبرها ملهمة في الأدب.
فبدأ نجيب محفوظ العمل بوزارة الأوقاف، ين مديرا لمؤسسة القرض الحسن، ثم انتقل بعد ذلك مديرا لمكتب وزير الإرشاد، ثم مديرا للرقابة على المصنفات الفنية، إلى أن تم تعيينه مديرا عاما لمؤسسة دعم السينما ثم رئيسا لها حتى أحيل إلى المعاش في عام 1971.
حياته الأدبية
كتب نجيب محفوظ سيرته الذاتية من سن صغيرة جدا، حيث كان يكتبها تحت عنوان "الأعوام"، كالأيام لطه حسين، لكن في البداية أراد نجيب محفوظ أن يكون لاعبا لكرة القدم، فلم يهتم بالأدب كثيرا.
وبدأ اهتمامه المتنامي بالأدب في مرحلة الشباب، الأمر الذي أدى لاضرابه حول اكمال دراسته في الفلسفة أو أن يهتم بالأدب ويركز عليه، إلى أن رفض سفره فاتجه للأدب.
وخلال الجامعة نشر نجيب مقالات فلسفية بمجلتي "الرسالة" و"المجلة الجديدة" التي كان سلامة موسى رئيس تحريرها، ولكن لم يكن ينشر نجيب محفوظ أعماله باستمرار، فكان هذه الفترة أقرب لممارسة هواية.
وكانت نقطة البداية في دخوله عالم الأدب بالكامل هب رواية "عبث الأقدار" عام 1939، والتي تأثر فيها بالحضارة الفرعونية بشدة، ثم نشر روايتي "رادوبيس" عام 1943 و"كفاح طيبة" 1944.
أما عن سبب دخوله عالم الأدب في المقام الأول ملت رغبته في إحياء التاريخ الفرعوني، إلا أنه تحول للروايات الواقعية المجتمعية التي يصف من خلالها المجتمع وصفا دقيقا، حيث اعتمد في أغلب رواياته على ذكر مناطق وشخصيات واقعية.
ونشر نجيب عدة روايات بدأت "بالقاهرة الجديدة" 1945 وصولا إلى ثلاثية القاهرة "السكرية" 1957 وبينهما 8 روايات لم تكن ءات باعةطويل في الأدب العربي.
الأمر الذي أدى لتوقفه عن الكتابة لمدة 3 سنوات لاعتقاده بفقدان قدرته على الكتابة، ما جعله يتجه للسنيما وكتابة السيناريو، فشارك في الكتابة مع المخرج صلاح أبو سيف.
لكن بدأت روايته "أولاد حارتنا" في الظهور، بين 1959 و 1960 وفيها ترك أسلوب الكتابة الواقعية متجها للكتابة الرمزية بأسلوب ابتكره هو.
ونشر بعدها العديد من الأعمال الأدبية مثل: "اللص والكلاب"، "دنيا الله"، "الطريق"، "الشحاذ" وصولا إلى روايته الشهيرة "الحرافيش".
ولم يكن نجيب محفوظ مشهورا في ذلك الوقت ولم يحصل على شهرته ولم تتجه إليه أعين النقاد إلا بعد روايته السادسة "زقاق المدينة" 1947، وذلك عقب إشادة طه حسين به، ونقد سيد قطب له.
وتميز نجيب محفوظ بأسلوبه الذي جمع بين الواقعية، الرمزية، بالإضافة للكتابة البوليسية، وحتى الرومانسية.
مؤلفات نجيب محفوظ
نشر نجيب محفوظ في حياته حوالي 35 رواية و19 مجموعة قصصية وكتابا مترجما، بإضافة إلى العديد من سيناريوهات الأفلام التي شارك فيها وعشرات المقالات التي كتبها في شبابه، ومن أشهر أعماله الروائية:
(عبث الأقدار، رادوبيس، كفاح طيبة، خان الخليلي، زقاق، المدق، السراب، قصر الشوق، بين القصرين، السكرية، أولاد حارتنا، اللص والكلاب، ثرثرة فوق النيل، الحرافيش، حديث الصباح والمساء)
أما مجموعاته القصصية وهي مجموعة القصص التي كتبها أثناء فترة الدراسة الجامعية، ونشر أيضا:
(دنيا الله، خمارة القط الأسود، حكاية بلا بداية بلا نهاية، الحب فوق هضبة الهرم، الشيطان يعظ، محاولة الاغتيال)
وتوقف نجيب محفوظ عن الكتابة بسبب طعنة تعرض لها عام 1994 من أحد المسلحين أمام منزله لاعتباره أن نجيب محفوظ سخر من اللله والأنبياء في روايته "أولاد حارتنا"، الأمر الذي أثر على قدرته على الكتابه، فلم يكتب نجيب محفوظ بعدها وما نشر بعد ذلك مان من مسوداته.
جوائز حصدها
حصل نجيب محفوظ على العديد من الجوائز والأوسمة، أهمها:
1- جائزة نوبل في الأدب عام 1988 عن مجمل أعماله، وقد أشادت اللجنة بـ "ثلاثية القاهرة"، و"الحرافيش"، و"زقاق المدق".
2- جائزة الدولة في الأدب عام 1957.
3- وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1962.
4- قلادة النيل العظمى عام 1988.
وفاة نجيب محفوظ
توفي نجيب محفوظ يوم 30 أغسطس 2006 وذلك في حي العجوزة بالجيزة عن عمر ناهز 95 عاما.