الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

كيف شكلت الظروف الأسرية مسيرة هدى شعراوي كرمز للنضال النسائي؟

هدى شعراوي
هدى شعراوي

تحل اليوم ذكرى وفاة هدى شعراوي، إحدى أبرز الشخصيات النسائية المصرية التي كرست حياتها للدفاع عن حقوق المرأة والمطالبة بالمساواة بين الجنسين، وُلدت شعراوي عام 1879، وشهدت حياتها العديد من المواقف التي دفعتها إلى أن تكون رمزًا للنضال النسوي في مصر، حيث لعبت دورًا بارزًا في تمكين المرأة من التعليم والعمل ومشاركتها الفعّالة في الحياة العامة، حتى وفاتها عام 1947.

طفولة استثنائية ومصاعب مبكرة

ولدت هدى شعراوي في مدينة المنيا لعائلة تنتمي إلى الطبقة العليا في مصر. كان والدها، محمد سلطان باشا، أحد رؤساء مجلس النواب في عهد الخديوي توفيق، ولكن وفاة والدها وهي لم تتجاوز الخامسة من عمرها، تركت أثرًا كبيرًا في حياتها، حيث أصبحت تحت وصاية ابن عمتها.

تلقت هدى تعليمها في المنزل على يد مدرسين خاصين، وهو ما كان معتادًا في تلك الفترة بالنسبة لفتيات الطبقة العليا، إلا أن شغفها بالعلم اصطدم بقيود المجتمع، حيث واجهت تمييزًا بين حقوقها وحقوق شقيقها في التعليم، ازدادت التحديات بعد زواجها المبكر وهي في سن الثانية عشرة من ابن عمتها علي شعراوي، الذي كان يكبرها بأربعين عامًا وكان متزوجًا ولديه ثلاث بنات.

انفصال مبكر وبداية حياة جديدة لهدى شعراوي

رغم صغر سنها، أظهرت هدى شعراوي شجاعة كبيرة في مواجهة ظروف زواجها غير المرضية، دفعتها الخلافات مع زوجها إلى الانفصال في سن الرابعة عشرة، بمساندة والدتها التي كانت ترى أن هذا الزواج يشكل عبئًا نفسيًا على ابنتها، بعد انفصالها سافرت هدى إلى فرنسا لتحسين حالتها النفسية، حيث تعرضت لتجربة غيّرت نظرتها للحياة.

عودة هدى شعراوي لزوجها

عاد الزوجان للارتباط لاحقًا، لكن هذا الفصل من حياتها منح هدى شعراوي وعيًا أكبر بدور المرأة ومشكلاتها في المجتمع، وهو ما شكل الأساس لنشاطها المستقبلي.

بداية نشاط هدى شعراوي النسوي

بدأت هدى شعراوي مسيرتها في الدفاع عن حقوق المرأة في عام 1909، حيث أسست أول تجمع نسوي غير رسمي يهدف إلى تبادل الأفكار بين النساء من مختلف الطبقات، عملت على دعم حق المرأة في التعليم والعمل، وشجعت النساء على الخروج من دائرة الأدوار التقليدية المحددة لهن.

خلال ثورة 1919، ظهرت شعراوي كرمز وطني بارز، حيث شاركت في تنظيم المظاهرات النسائية ضد الاحتلال البريطاني، وكان هذا الدور النضالي بداية لمرحلة جديدة في حياتها، حيث ازدادت مكانتها كقائدة اجتماعية وسياسية.

الإنجازات الدولية والمحلية

في عام 1923، ترأست هدى شعراوي أول وفد نسائي مصري للمشاركة في مؤتمر دولي عقد في روما، برفقتها حضرت الناشطات نبوية موسى وسيزا نبراوي، وفي العام نفسه، أسست الاتحاد النسائي المصري، الذي كان أول منظمة تهدف إلى تحقيق المساواة بين الجنسين في الحقوق السياسية والاجتماعية.

تمكين المرأة في التعليم

طالبت هدى شعراوي بتمكين المرأة من التعليم العالي، تقييد حق الطلاق، وتحسين أوضاع المرأة العاملة، كما كانت من أوائل من دعوا إلى مشاركة النساء في الحياة الثقافية والفنية، ورفع الحجاب عن المرأة، كرمز لتحررها من القيود الاجتماعية المفروضة عليها.

إرث لا يُنسى

ظلت هدى شعراوي تدافع عن قضايا المرأة حتى وفاتها في 12 ديسمبر 1947، شكلت حياتها نقطة تحول في تاريخ الحركة النسائية في مصر، حيث كانت رمزًا للجرأة والتحدي في مواجهة التقاليد والموروثات المجتمعية.

تبقى ذكرى هدى شعراوي مصدر إلهام لكل من ينادي بحقوق المرأة، فهي نموذج للمثابرة والإصرار على تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين.

وفى عام 1914 أسست هدى شعراوى الجمعية الفكرية للمرأة المصرية، وفى عام 1923، أسست الاتحاد النسائى المصرى (EFU)، والذى كان عليها أن تظل نشطة طوال حياتها، ويتألف اتحاد النقابات المصريين من نساء مصريات من الطبقة العليا والمتوسطة، وكان فى أوجها حوالى 250 عضوة.

وكانت شعراوى منخرطة بشكل كبير فى النضال القومى المصرى، وكانت لاعباً مركزياً فى تنظيم مسيرة لنساء الطبقة العليا والمتوسطة ضد البريطانيين فى عام 1919، وفى عام 1920، أصبحت رئيسة اللجنة المركزية للمرأة فى الوفد، مما أثار استياء الشعراوى والناشطات الأخريات، بعد الاستقلال، رفض الحكومة الجديدة حق المرأة فى التصويت، بعد ذلك بوقت قصير، عندما منعت الحكومة النساء من افتتاح البرلمان المصرى، قادت شعراوى وفدا من النساء للاعتصام فى الافتتاح.

كشف المتظاهرون عن الترابط بين معتقداتهم النسوية والقومية، وأصدروا قائمة تضم 32 مطلبًا نسويًا واجتماعيًا وقوميًا.

فى نهاية المطاف، فى عام 1924، انفصلت شعراوى عن اللجنة المركزية للوفد، وبدأت فى تكريس وقتها لوحدة الاتحاد الأفريقى.

وفى شهر مارس 1923 تلقت دعوة من الاتحاد النسائى الدولى لحضور المؤتمر الذى يعقد فى روما، وكانت الدعوة موجهة إلى نساء مصر، وكانت لجنة الوفد المركزية للسيدات المصريات هى الهيئة النسائية البارزة، ومن هنا جاء تفكيرها فى تشكيل جمعية الاتحاد النسائى المصرى من بين أعضاء لجنة الوفد، وقد انتدبت الجمعية عنها وفدا لحضور هذا المؤتمر مكونا منها وزميلتها نبوية موسى وسيزا نبراوي.

ونتيجة لهذه الدعوة وجهت هدى شعراوى رسالة لبعض السيدات المصريات، وطالبت النساء بالتوجه إلى منزلها للاشتراك وتأليف لجنة للعمل وانتخاب من يمثلها فى المؤتمر، وقد ترتب على هذا الاجتماع بدء تشكيل الاتحاد النسائى المصري، على حد قولها، وجاء فى القانون الأساسى لهذا الاتحاد:

المادة الأولى: تأسست فى شهر مارس 1923، جمعية باسم الاتحاد النسائى المصري.

المادة الثانية: أغراض الجمعية هى رفع مستوى المرأة الأدبى والاجتماعى للوصول بها إلى حد يجعلها أهلا للاشتراك مع الرجال فى جميع الحقوق والواجبات.

المادة الثالثة: تسعى الجمعية بكل الوسائل المشروعة لتنال المرأة المصرية حقوقها السياسية والاجتماعية.

وكان برنامج الاتحاد الذى تم إلقاءه فى المؤتمر يرتبط بشكل مباشر بحقوق المرأة:

ورفع المستوى الأدبى والخلقى لتحقيق المساواة السياسية والاجتماعية بالرجل من وجهتى القوانين والآداب العامة.

والمطالبة بمنح الطالبات حرية الالتحاق بالمدارس العالية.

وإصلاح العوائد لجارية فيما يتعلق بطلب الزواج حتى يتيسر للطرفين أن يتعارفا قبل التعاقد.

ومحاربة الخرافات وبعض العوائد التى لا تتفق مع العقل.

ونشر الدعوة بمباديء الجمعية بواسطة الصحافة.

وحددت الجمعية بعد الانتهاء من مؤتمر روما، والعودة إلى مصر مطلبين أساسيين:

 فتح باب التعليم الثانوى والعالى فى وجه الفتيات.

 سن قانون يمنع زواج البنت قبل سن الـ16.

تم نسخ الرابط