تفاصيل «إعلان القاهرة» خلال قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، التي تعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة تحت عنوان "الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة: نحو تشكيل اقتصاد الغد"، بحضور قادة الدول الأعضاء بالمنظمة وعدد من قادة الدول النامية والمنظمات الإقليمية والدولية.
اعتماد إعلان القاهرة
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس قد تسلم الرئاسة الدورية للمنظمة، وذلك خلال الجلسة الأولى القمة، حيث ألقى الرئيس الكلمة الافتتاحية، التي ركزت على سبل تعزيز التعاون بين الدول النامية في مواجهة التحديات الدولية كما تم اعتماد إعلان القاهرة.
جاء نص الإعلان بالقمة الثماني كما يلي:
اعتمدت لجنة منظمة الـ D-8 خلال جلستها الـ48 التي عُقدت في 19 ديسمبر 2024، إعلان القاهرة 2024 في ختام قمتها الحادية عشرة التي استضافتها العاصمة المصرية في 19 ديسمبر 2024. الاجتماع الذي جمع رؤساء الدول والحكومات أو ممثليها من ثماني دول أعضاء في منظمة الـ D-8، وهي جمهورية بنجلاديش الشعبية، جمهورية مصر العربية، جمهورية إندونيسيا، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ماليزيا، الجمهورية الفيدرالية النيجيرية، الجمهورية الإسلامية الباكستانية، وجمهورية تركيا، جاء تحت شعار “الاستثمار في الشباب ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة: تشكيل اقتصاد الغد”.
وفي إطار هذا الإعلان، أكد القادة على التزامهم المشترك بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفقًا لمبادئ الأخوة، والسلام، والحوار، والعدالة، والمساواة، وسيادة القانون والديمقراطية، وهي المبادئ التي أُسست عليها المنظمة منذ انطلاقتها، مع التأكيد على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء.
أهمية الاستفادة من الإنجازات الماضية
وشددوا على أهمية الاستفادة من الإنجازات الماضية كدافع لتجديد الجهود والتركيز على مواجهة التحديات الراهنة، خاصة في ظل التغيرات العالمية المتسارعة.
دعم قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
وفي هذا السياق خلال قمة الدول الثماني، أشاروا إلى ضرورة تعزيز التعاون في مجموعة من المجالات الحيوية مثل الزراعة، والأمن الغذائي، والطاقة، والعلوم، والتكنولوجيا، والصناعة، والبنية التحتية، إلى جانب دعم قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتجارة، والاستثمار، والنقل.
وفي خطوة لرفع مستوى التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، تم التأكيد على أهمية تنفيذ خارطة الطريق العشرية للـ D-8 للفترة من 2020 إلى 2030، والتي تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
أهمية تعزيز التعاون بين دول الجنوب
في سياق متصل، أعرب القادة عن إيمانهم العميق بالتعددية وأهمية تعزيز التعاون متعدد الأطراف، خاصةً في إطار التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية الأخرى، مثل اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي (COMCEC)، وأكدوا أهمية تعزيز التعاون بين دول الجنوب من أجل تحقيق تنمية مستدامة، تعزيز السلام، ومواجهة تحديات عالمية مثل الفقر وتغير المناخ.
ضرورة تسريع تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية بين دول الـ D-8
وفيما يخص التجارة البينية، شدد الإعلان على ضرورة تسريع تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية بين دول الـ D-8، مثل اتفاقية التجارة التفضيلية (D-8 PTA) والاتفاقية الجمركية (D-8 Customs Agreement) واتفاقية تبسيط إجراءات التأشيرات لرجال الأعمال (D-8 Visa Agreement). كما تم التأكيد على أن تحويل اتفاقية التجارة التفضيلية إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة سيسهم بشكل كبير في تعزيز القوة الاقتصادية للمنظمة.
تعزيز الاستثمار في القطاعات الجديدة
كما أشار الإعلان إلى ضرورة تعزيز الاستثمار في القطاعات الجديدة مثل التجارة الرقمية، والتجارة الإلكترونية، والتكنولوجيا المالية، مع التركيز على دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتحقيق النمو الشامل. كما تم التأكيد على أهمية التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا، خاصة في ظل التطورات التي يشهدها العالم في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، لدعم أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
مواجهة التحديات المرتبطة بتغير المناخ
وفيما يخص قضايا البيئة، أشار الإعلان إلى ضرورة مواجهة التحديات المرتبطة بتغير المناخ، مع التأكيد على أهمية التعاون بين الدول الأعضاء للتصدي لتدهور التنوع البيولوجي والتصحر. كما تم الإشارة إلى الجهود المصرية في الترويج لمقاربة متكاملة بين اتفاقيات الأمم المتحدة المختلفة لمكافحة تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.
في ختام القمة، أعرب القادة عن تقديرهم البالغ لجمهورية بنجلاديش الشعبية على قيادتها الحكيمة وجهودها المتواصلة منذ توليها رئاسة المنظمة في أبريل 2021، والتي ساهمت بشكل كبير في تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، وتوسيع نطاق التعاون الدولي، وزيادة الظهور الدولي للمنظمة.
إعلان القاهرة 2024 يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التكامل الاقتصادي بين دول الـ D-8، ويؤكد على التزام الدول الأعضاء بالعمل معًا من أجل تحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي الشامل الذي يعود بالفائدة على شعوبهم.