للمرة الثالثة ترامب يتراجع: ما طرحته بشأن غزة كان من زاوية تجارية
![ترامب](/UploadCache/libfiles/3/1/800x450o/872.jpg)
أثار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الجدل للمرة الثالثة وتراجع بشأن المخطط الأمريكى الإسرائيلى لقطاع غزة، مشيرا إلى أن ما طرحته بشأن غزة كان من زاوية تجارية تجلب السلام وسنعالج الأمر بروية، حسبما ذكرت وسائل إعلام أمريكية.
تراجع ترامب من جديد
قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إنه لا داعى للعجلة بشأن تنفيذ خطة غزة، حسبما ذكرت وسائل إعلام أمريكية.
أكد ترامب أن أمريكا لن تمول استثمارات فى غزة وجهات أخرى ستفعل ذلك، مشيرا إلى أنه “لا حاجة لنشر جنود أمريكيين فى غزة”.
أضاف ترامب " نريد أن نرى استقرارا طويل الأمد فى الشرق الأوسط"، مؤكدا: " ندرس كل شيء يخص غزة".
ضغوط دبلوماسية مصرية
يأتى هذا التراجع بعد ضغط دبلوماسى مصرى كبير لمنع تنفيذ هذه الخطة الخبيثة.
اتصالات مكثفة لوزير الخارجية مع نظرائه العرب لتأكيد رفض تهجير الفلسطينيين
في إطار تنسيق المواقف العربية والتشاور بشأن مستجدات القضية الفلسطينية والأوضاع الكارثية في قطاع غزة والضفة الغربية، أجرى بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة اتصالات مكثفة على مدار الساعات الماضية بتوجيهات من رئيس الجمهورية مع عدد من نظرائه العرب، والتي شملت اتصالات مع وزراء خارجية السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين (الرئيس الحالي للقمة العربية) والأردن والعراق والجزائر وتونس وموريتانيا والسودان.
شهدت الاتصالات تبادل الرؤي حول تطورات أوضاع القضية الفلسطينية، والتأكيد على ثوابت الموقف العربي إزاء القضية الفلسطينية، الرافض لأية إجراءات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، أو تشجيع نقلهم إلى دول أخرى خارج الأراضي الفلسطينية، على ضوء ما تمثله هذه التصورات والأفكار من انتهاك صارخ للقانون الدولي، وتعديًا على الحقوق الفلسطينية وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة وتقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.
كما عكست الاتصالات اجماعًا على ضرورة السعي نحو التوصل لحل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال المسار العملى الوحيد، والذي يتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمقررات الشرعية الدولية.
وقد استعرض الوزير عبد العاطي جهود مصر الرامية لضمان استدامة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كافة بنوده بمراحله الزمنية الثلاث، ونفاذ المساعدات الإنسانية بوتيرة متسارعة، والمساعي للمضي قُدمًا في مشروعات وبرامج التعافي المبكر وإزالة الركام وإعادة الإعمار، دون خروج الفلسطينيين من غزة، مشددًا على دعم مصر للحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.
تم التوافق بين الوزراء العرب على تكثيف الاتصالات بينهم خلال الفترة المقبلة واستمرار التشاور والتنسيق مع باقي الوزراء العرب.
كيف علقت الصحف العالمية على رد فعل مصر الرافض للتهجير القسرى للفلسطينيين؟
أبرزت مجموعة من الصحف ووكالات الأنباء العالمية موقف مصر الرافض لمخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؛ مشيرة إلى البيان الصادر عن وزارة الخارجية بهذا الشأن.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مصر تضغط ضد خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من سكان قطاع غزة فى وقت تحدث فيه بعض مسؤولى الحكومة الإسرائيلية عن الاستعداد لتنفيذ هذا المخطط.
وقالت الصحيفة إن مصر كثفت حملة دبلوماسية ضد مخطط التهجير، محذرة من أن طرد الفلسطينيين من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة.
من جهتها، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن مصر ترفض اقتراح ترامب "بأن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة وهو الأمر الذى من شأنه أن يضر باتفاق وقف إطلاق النار و"يحرض على عودة القتال".
وبحسب الصحيفة، أمر وزير الدفاع الإسرائيلى "إسرائيل كاتس" الجيش بإعداد خطة للسماح بـ "المغادرة الطوعية" للأشخاص من غزة، حسبما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى البيان الذى أصدرته الخارجية المصرية وحذرت خلاله من العواقب الكارثية لهذا العمل غير المسؤول الذى يضعف مفاوضات استمرار وقف إطلاق النار، ومن شأنه أن يؤدى إلى عودة القتال.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن مصر بذلت جهودا كبيرة، إلى جانب قطر والولايات المتحدة، فى التوسط من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الذى أدى إلى وقف القتال فى غزة الشهر الماضي.
وأشارت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إلى موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين من غزة منذ البداية، وأوضحت الصحيفة أن مصر شددت على الحاجة إلى إعادة إعمار قطاع غزة "دون نقل الفلسطينيين".
وسلطت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية اليوم الخميس فى تقرير لها الضوء على موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين، وقالت الوكالة إن مصر تقود حملة دبلوماسية مكثفة لرفض أى محاولات لإجبار الفلسطينيين على مغادرة قطاع غزة.
تحذيرات مصر من التهجير
وأكد التقرير أن السلطات المصرية حذرت من أن أى خطة تهدف إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج أراضيهم قد تؤدى إلى تصعيد خطير فى المنطقة.
وفى تقرير آخر نشرته وكالة أنباء "رويترز" أوضحت أن الموقف المصرى يأتى ضمن موجة انتقادات عربية ودولية لاقتراح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإعادة توطين الفلسطينيين فى دول مجاورة مثل مصر والأردن.
وأوضحت أن المسؤولين المصريين اعتبروا هذا الاقتراح محاولة لـ "التطهير العرقي"، مما يعكس رفضا قاطعا لأى حلول لا تحترم حقوق الشعب الفلسطيني.
وذكر موقع "فورشن" الإخبارى أن مصر تقود حملة دبلوماسية مكثفة بشكل خاص ضد اقتراح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين، وحذرت مصر من أن تنفيذه سيعرض اتفاق السلام الذى وقعته مع إسرائيل قبل أكثر من نصف قرن للخطر.
وأشار موقع العربية الإخبارى فى نسخته باللغة الإنجليزية إلى أن إدارة ترامب خففت بالفعل من بعض جوانب الخطة بعد رفضها واسع النطاق على المستوى الدولي.
كما نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل الإسرائيلى موقف مصر الرافض لتهجير أهالى غزة خارج القطاع، مُشيرة إلى أن السلطات المصرية أعربت عن رفضها بشكل خاص لمقترح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة، وأضافت الصحيفة أن مصر حذرت من أن هذا المخطط من شأنه أن يقوض معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
كما نقل موقع ديفدسكورس الإخبارى موقف مصر الرافض بشكل قاطع أى اقتراحات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، منتقدة خطة السيطرة الأمريكية على المنطقة.
بيان الخارجية المصرية
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا أكدت فيه رفضها القاطع لأى محاولات لتهجير الفلسطينيين قسرا من قطاع غزة، محذرة من التداعيات الخطيرة لمثل هذه المخطط على الأمن الإقليمى واستقرار المنطقة.
وأوضحت مصر أن الحل العادل للقضية الفلسطينية يكمن فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وليس فى ترحيل الفلسطينيين من أراضيهم.