جاء اجتماع الرياض في توقيت مناسب ونشاهد ويشاهد العالم بأسره المملكة العربية السعودية التي تصنع السلام العالمي لكل الأزمات بإنتهاك سياسة دبلوماسية السلام التي نجحت في جمع العالم عدة مرات في عاصمة السلام الرياض، والمجتمع الدولي الذي فشل في حل الأزمات العربية في غزة وسوريا وغيرها من الصراعات في عدة دول عربية أخرىّ، والأزمات العالمية في أوكرانيا و مانيمار وغيرها، تجمعه السعودية الآن في عاصمة السلام ليضطلع بمسئولياتها تجاه بلورة حلول عملية للقضايا العالقة، ويأتي اجتماع "الرياض" إمتداداً لاجتماع العقبة والكويت التي دعت فيها المنظومة الخليجية والعربية إلى سرعة إنجاز المسار السياسي في سوريا، والمطالبة برفع العقوبات المفروضة عليها.
اجتماع الرياض من أجل سوريا
وجمعت السعودية العالم من أجل سوريا، وهذا يُعد سبق تاريخي في لم الشمل العربي تحت رايه واحدة "السعودية والحضن العربي" وتستضيف الرياض دول عربية وإسلامية وأوروبية في إجتماع الرياض بشأن سوريا، والذي تتجه أنظار العالم باكمله نحو هذا الإجتماع المهم والتاريخي ويترقبوا نتائجه، فضلاً عن؛ أن هذا الإجتماع سيرسخ رساله مهمه للعالم الغربي بأن العالم العربي دخل مرحله جديد وجميع الملفات العربية العالقة سيتم حلها عربيا ً دون الحاجه لأي تدخل خارجي، وحضور مندوب الأمين العام للأمم المتحدة والمندوب الأممي لسوريا والإتحاد الأوروبي يُعد خطوة متقدمة للدبلوماسية السياسية التى تجعل المجتمع الدولي أمام مسئولياته.
مشاركة وزير الخارجية السوري في اجتماع الرياض
ووجود وزير الخارجية السوري "أسعد شيباني" على نفس الطاولة التي يجتمع عليها الوزراء العرب تعتبر نقطة تحول مهمة ولحظة تاريخية، ودول المنطقة تتحمل مسؤولية كبيرة في توجيه تطورات الوضع في سوريا نحو الاتجاه الصحيح، ووحدة وسلامة الأراضي السورية وسيادتها ويجب أن تظل المبادئ الأساسية التي نبني عليها جميع جهود المجتمعين الآن في الرياض، وأن مؤشرات العودة إلى الوضع الطبيعي في سوريا نشاهدها وهي تتعزز يوماً بعد يوم في هذه المرحلة الحرجة، ويتوجب على الجميع بأن يعملوا كقوة موازنة، مع مراعاة التوازن بين توقعات المجتمع الدولي والحقائق التي تواجهها الإدارة الجديدة في سوريا، ونرىّ أنه من الممكن أن يتم إنشاء آلية تنسيق، أو لجان لتفعيل جهود الجميع بشكل أكثر فاعلية حول سوريا، في الفترة المقبلة، كما يتوجب على الجميع تحديد القطاعات الأولوية للحصول على إعفاءات أكبر من العقوبات.
وألفت: في مقالي هذا لجميع الحضور في إجتماع الرياض إلى أن إستمرار العقوبات سيعرقل طموحات الشعب السوري، ولاسيما: الذين تم تهجيرهم ومازالوا خارج سوريا حتى الآن مع تأكيد؛ أهمية تقديم الدعم لتهيئة البيئة المناسبة لعودة جميع اللاجئين السوريين بشكل آمن، وإستمرار الدعم الإنساني والإقتصادي لسوريا ورفع العقوبات الدولية عن سوريا يجب أتكون من أول الملفات المهمة في إجتماع الرياض، وأهمية الضغط على إسرائيل للإلتزام بالقرارات الأممية بشأن سوريا وضرورة الإنسحاب من الجولان المحتلة وإحترام السيادة السورية، وأن اجتماع وزراء الخارجية العرب المقام حالياً في العاصمة السعودية «الرياض» بشأن الأوضاع في دولة سوريا تأتي ضمن رؤية إستراتيجية لتعزيز الأمن والإستقرار في المنطقة.
وهذه التحركات تنبع من إدراك أهمية توحيد الصف العربي والإسلامي لدعم الدول العربية التي تعاني من أزمات سياسية وإقتصادية بهدف تخفيف التوترات وتعزيز التوازن الإقليمي، وجهود السعودية ودول الخليج تُظهر الرغبة الحقيقية من دول مجلس التعاون لتحقيق إستقرار مستدام في المنطقة بتحركات متوازنة تراعي المعطيات الإقليمية والدولية مع التركيز على الحلول السياسية والدعم التنموي بدلاً من المواجهة أو التصعيد حتى تنعم المنطقة بإستقرار وأمن وسلام وتحقيق تطلعات الشعوب العربية لحياة كريمة في اوطانهم، ونأمل في إجتماع مثل هذا لمناقشة الأزمة في غزه وإنهاء معانه الفلسطينيين المستمره لقرابة العام ونصف حتى يتثنى دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة دون عوائق، فضلاً عن؛ عن وضع حد لغطرسة رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"وحكومتة اليمينية المتطرفة في المنطقة بأكملها.
وتستضيف العاصمة السعودية الرياض الإجتماع العربي الدولي بشأن سوريا اليوم الأحد، بمشاركة وزراء خارجية دول عربية وأوروبية، في أول قمة من نوعها بشأن سوريا منذ سقوط نظام الأسد، ووصل وزير الخارجية السوري "أسعد الشيباني" إلى الرياض مساء السبت، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، كما تشهد القمة حضور وزراء خارجية السعودية ومصر والإمارات وقطر والبحرين والعراق والأردن، وفق الوكالة، وإن قمة "الرياض " ستكون على جلستين؛ الأولى: على مستوى الدول العربية، والثانية: بمشاركة أوسع تشمل تركيا وفرنسا والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وتشارك في الإجتماع دول مجلس التعاون الخليجي ولجنة الإتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، بالإضافة إلى مشاركة الولايات المتحدة، وفرنسا، وتركيا، والمملكة المتحدة، وإسبانيا، وإيطاليا، وألمانيا، والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وجاء في البيان الختامي الصادر عن رئاسة اجتماعات الرياض بشأن سوريا، بحث خطوات دعم الشعب السوري الشقيق وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة المهمة من تاريخ البلاد، ومساعدتةُ في إعادة بناء وإعمار سوريا كدولة عربية موحدة ومستقلة وآمنة لكل مواطنيها، ولا خرق لسيادتها، أو الاعتداء على أراضيها من أي جهة كانت كما بحث المجتمعون دعمهم لعملية إنتقالية سياسية سورية تتمثل فيها القوى السياسية السورية وتحفظ حقوق جميع السوريين وبمشاركة مختلف مكونات الشعب السوري، والعمل على معالجة أي تحديات أو مصادر للقلق لدى مختلف الأطراف عبر الحوار، وتقديم الدعم والنصح والمشورة بما يحترم إستقلال سوريا وسيادتها، وأخذاً بعين الإعتبار أن مستقبل سوريا هو شأن السوريين، مؤكدين وقوفهم إلى جانب خيارات الشعب السوري وإحترام إرادتةُ.
وعبّر المجتمعون عن رفضهم الكامل بشأن توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا، والمواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة،
بإعتباره إحتلالاً وعدواناً ينتهك القانون الدولي وإتفاق فض الإشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل، مطالبين بالإنسحاب الفوري لقوات الإحتلال الإسرائيلي من الأراضي السورية المحتلة، وأكدوا: على أهمية إحترام وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، ورحب المجتمعين بقرار الولايات المتحدة إصدار الترخيص العام 24 بشأن الإعفاءات المتصلة بالعقوبات على سوريا، وطلبوا من الأطراف الدولية برفع العقوبات الأحادية والأممية المفروضة على سوريا، والبدء عاجلاً بتقديم كافة أوجه الدعم الإنساني، والاقتصادي وفي مجال بناء قدرات الدولة السورية، ما يهيئ البيئة المناسبة لعودة اللاجئين السوريين.
اجتماع الخارجية الألمانية بشأن سوريا
وقد أعلنت الخارجية الألمانية خلال الاجتماع بشأن سوريا التي تم انعقاده في العاصمه السعودية الرياض عن تخصيص 50 مليون يورو إضافية كمساعدات إنسانية لدعم المرحلة الإنتقالية في سوريا مما يسهم في إستقرار البلاد، وأكدت: أن دعم ألمانيا عملية سياسية داخلية وإعادة الإعمار لتحقيق مستقبل أفضل للسوريين، وشددت؛ على إستمرار العقوبات ضد نظام الأسد وأعوانه مع تقديم تسهيلات عاجلة للسكان المدنيين تشمل البنية التحتية والطاقة والقطاع المالي، وقد أدركت السعودية وجميع الدول العربية بأن هذه الفرصة غير مسبوقة ويتوجب على الجميع اغتنامها دون تراخي، وهي ملئ الفراغ الإيراني الذي سيطر على أربع دول في المنطقة مما جعل المنطقة في حالة توتر وعدم إستقرار لقعود، وأن أمن وإستقرار المنطقه أصبحت أولوية عربية عظمى ولن تأتي إلا بتوحيد الصف العربي.
وأختم مقالي: حيث أقول؛ إن اجتماع "الرياض" جاء في توقيت مناسب ومهم جداً،لانه برز الدور السوري على الساحة الدولية، وأظهر الديبلوماسية السورية الجديدة للعالم، وأزال جميع المخاوف والتحفظات لدىّ بعض الدول الغربية، وأكد؛ على السيادة السورية ووحدة أراضيها، وفي هذا الإجتماع توحّد جميع المختلفون، واجتمع من لم يجتمعوا منذ عدة سنوات، ليس لأنهم قرروا فجأة أن يتفقوا بل لأن الرياض بحنكتها الساسية إستطاعت أن تكون مركز الجاذبية، وأن تجعلهم يدركون أن ما يجمعهم أعظم بكثير مما يفرقهم، وأن المنطقة تتعرض لخطر حقيقي وآن الآوان لوحدة الصف العربي.