كامل العدد.. طريقة التعامل مع مضايقات الأطفال من زملائهم زى مكة

شهدت منصات التواصل الاجتماعي حالة من الجدل والتفاعل بعد ظهور مكة محمد صلاح، ابنة نجم الكرة العالمي محمد صلاح، لأول مرة في عمل فني من خلال مشاركتها في مسلسل “كامل العدد” الجزء الثالث، والذي يعرض خلال موسم دراما رمضان 2025، حيث أثار المشهد الذي ظهرت فيه تفاعلاً واسعاً من الجمهور.
شخصية مكة فى كامل العدد
ظهرت مكة بشخصيتها الحقيقية خلال أحداث المسلسل، ولفتت الأنظار بظهورها العفوي الذي يجسد تجربة بعض الأطفال مع العنف والمضايقات من زملائهم، في أحد المشاهد تعرضت مكة لمضايقات من أبناء الشخصية التي تجسدها دينا الشربيني، حيث طلبوا منها تصوير مقطع فيديو كونها شخصية مشهورة، لكنها رفضت الاستجابة لهذا الطلب، مما أدى إلى تعرضها للعقاب من جانبهم.
هذا المشهد سلط الضوء على قضية مهمة يعاني منها العديد من الأطفال في الواقع وهي العنف والمضايقات داخل البيئة المدرسية أو بين الأصدقاء، مما دفع الكثيرين للتساؤل عن كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف لحماية الأطفال ودعمهم نفسياً.

تأثير العنف والمضايقات على الصحة النفسية للأطفال
في هذا السياق، أكدت إيمان عبد الله، استشارية العلاقات الأسرية والصحة النفسية، أن تعرض الطفل للنبذ أو المضايقات من زملائه سواء كان بدافع العقاب أو المزاح، يترك آثارًا نفسية سلبية عميقة، وأوضحت أن هذا السلوك يؤدي إلى شعور الطفل بالعزلة والكراهية تجاه التواصل الاجتماعي، مما قد يؤثر على علاقاته المستقبلية وثقته بنفسه.
وأضافت أن تعرض طفل واحد للإقصاء أو التهميش في مجموعة من الأطفال يخلق لديه مشاعر سلبية مثل الحزن والرفض، مما قد يؤدي إلى انخفاض تقديره لذاته، وقد تتطور هذه المشاعر إلى خوف من التفاعل الاجتماعي أو الانسحاب من الأنشطة الجماعية، وأشارت إلى أن هذه التجربة قد تجعل الطفل أكثر حساسية تجاه النقد وتزيد من شعوره بعدم الأمان في البيئات الجماعية.
دور الأسرة في مواجهة العنف والمضايقات
أكدت إيمان عبد الله أن للأسرة دورًا محوريًا في مساعدة الطفل على تجاوز هذه التجارب السلبية، وشددت على أهمية أن يبدأ الوالدان بـالاستماع الجيد لطفلهما لفهم مشاعره والتجارب التي مر بها، كما دعت إلى إظهار التعاطف وتقدير ما يشعر به الطفل، لأن هذا التصرف يمنحه إحساسًا بالأمان والثقة في والديه، مما يشجعه على التعبير عن مشاعره دون خوف أو تردد.
وأوصت استشارية العلاقات الأسرية بأن يعمل الآباء على طرح أسئلة مفتوحة حول تجربة الطفل، مثل: “كيف شعرت عندما حدث ذلك؟” أو “ماذا يمكننا أن نفعل لتحسين الوضع؟”، لأن هذا النوع من الحوار يساعد الطفل على التعبير عن نفسه بحرية، كما شددت على أهمية تعزيز اللمس الجسدي الإيجابي مثل العناق وربت الكتف، لأن هذه الممارسات تعزز الشعور بالأمان والطمأنينة.
استراتيجيات فعالة لدعم الطفل نفسيًا
من أهم النصائح التي قدمتها إيمان عبد الله لمساعدة الطفل على التعامل مع العنف والمضايقات:
1.الحديث عن مشاعر الطفل: من المهم أن يتحدث الوالدان مع الطفل عن كيفية الشعور عندما يتعرض للنبذ أو العزل، ما يساعده على التعرف على مشاعره والتعامل معها بطريقة صحية.
2.تعليم تقبل الاختلافات: يجب تعزيز فكرة أن الناس لديهم مشاعر وآراء مختلفة، وأنه من المهم احترام هذه الاختلافات.
3.تعزيز الثقة بالنفس: تشجيع الطفل على الأنشطة التي يحبها ويساعده على تحقيق نجاحات صغيرة يعزز ثقته بنفسه وقدرته على مواجهة التحديات.
4.تعليم طرق الرد الصحيحة: يمكن للآباء تدريب أطفالهم على كيفية التعامل مع المضايقات من خلال تعليمهم عبارات بسيطة وحازمة للتعبير عن رفضهم لأي سلوك سلبي.
5.خلق بيئة داعمة: من الضروري أن يشعر الطفل بأن المنزل هو مكان آمن للتعبير عن مشاعره دون خوف من اللوم أو العقاب.
أهمية المشاركة في الأنشطة الجماعية
أوضحت إيمان عبد الله أن على الأمهات والآباء تشجيع أطفالهم على الانخراط في أنشطة جماعية مثل الرياضة أو الفنون أو الفرق الكشفية، لأن هذه التجارب تعزز من مهارات الطفل الاجتماعية وتساعده على كسر حاجز الخوف من التفاعل مع الآخرين.
كما شددت على أهمية بناء شبكة دعم من الأصدقاء والأقارب الذين يشعر الطفل معهم بالأمان، مما يمنحه فرصًا متعددة للتفاعل الاجتماعي الإيجابي.
مسلسل كامل العدد
لم يكن ظهور مكة محمد صلاح في مسلسل “كامل العدد 3” مجرد تجربة فنية لابنة نجم عالمي، بل سلط الضوء على قضية مجتمعية مهمة يعاني منها العديد من الأطفال. من خلال هذا المشهد، تم تسليط الضوء على أهمية التصدي للعنف بين الأطفال ودور الأسرة في تقديم الدعم العاطفي والنفسي للطفل، وهي رسالة تلامس واقعًا يعيشه الكثير من الأسر.
مع استمرار عرض مسلسل كامل العدد 3 في دراما رمضان 2025، يتوقع أن يفتح المزيد من النقاش حول كيفية حماية الأطفال من أي سلوك مؤذٍ وتعزيز بيئة آمنة وصحية لنموهم النفسي والاجتماعي.