تجاوز الموعد.. الكنيست يوافق نهائياً على ميزانية 2025 لإسرائيل

وافق البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) موافقته النهائية على ميزانية الدولة لعام 2025، متجاوزًا الموعد النهائي الذي كان محددًا في 31 مارس، ومتجنبًا انهيار الحكومة.
ميزانية 2025
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن الهيئة العامة للكنيست صادقت على ميزانية 2025، بأغلبية 66 عضو كنيست مقابل 52.
وتتضمن الميزانية زيادة كبيرة في ميزانية الأمن والوزارات في الائتلاف، إلى جانب تخفيضات في ميزانيات إعادة تأهيل المجتمعات المحيطة والشمالية، والشباب المعرضين للخطر، وتوسيع سلة الأدوية.
وتُعد الميزانية، التي تبلغ نحو 620 مليار شيكل، الأعلى في تاريخ إسرائيل، وهتف أعضاء المعارضة "عار" في نهاية التصويت، فيما دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أعضاء الائتلاف إلى "الراحة قليلًا" قبل ميزانية 2026.
تظاهرات أمام الكنيست الإسرائيلي
أغلق متظاهرون إسرائيليون، اليوم الثلاثاء، المدخل الرئيسي للكنيست، احتجاجًا على سياسات الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، وذلك قبل التصويت على ميزانية الدولة.
كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن أن وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وصل إلى الكنيست على متن مروحية عسكرية؛ بسبب مظاهرات واحتجاجات في محيط المبنى.
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، وصل أيضًا إلى الكنيست سيرًا على الأقدام بعد منع المتظاهرين دخول سيارته، فيما دخل إيتمار بن جفير، وزير الأمن الوطني، إلى المقر وسط حراسة مشددة بعد إغلاق الشوارع في محيط المبنى.
وذكرت الصحيفة أن الشرطة اعتقلت متظاهرين، أغلقوا طرقًا في محيط الكنيست؛ احتجاجًا على سياسات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي سياق متصل، قال عضو الكنيست رام بن باراك، إنه "حال تجرأت الحكومة على عدم الامتثال لأمر المحكمة العليا بشأن تجميد إقالة رئيس الشاباك، فإن سيدعو جميع الإسرائيليين إلى عصيان مدني.
يواصل الحصار الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة أسبوعه الرابع، وسط تحذيرات متزايدة من انتشار سوء التغذية بين السكان، خاصة الأطفال، ويستكمل منع دخول المساعدات الإنسانية الأساسية، في حين تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين حاجز الـ50 ألفًا، منذ بدء العدوان قبل نحو 18 شهرًا، بينما يستمر القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة من القطاع، حسبما كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
تصعيد عسكري جديد في غزة
واستكملت إسرائيل موجة جديدة من الهجمات الجوية، الثلاثاء الماضي، ما أسفر عن استشهاد 400 فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، مُنهية بذلك شهرين من الهدوء النسبي في القطاع.
استشهاد عضو حماس
وفي تطور لافت، استشهد صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدينة خان يونس، أمس الأحد.
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة للفلسطينيين في مناطق غرب مدينة رفح الفلسطينية، إذ تواصل قوات الاحتلال عملياتها البرية.
وتضمنت أوامر الإخلاء منع التنقل بالمركبات، في وقت تتعدد فيه التقارير عن استشهاد وإصابة مدنيين في هجمات إسرائيلية على السيارات في غزة، خلال الأيام الأخيرة.
أزمة إنسانية
يواجه سكان غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة مع استمرار الحصار الإسرائيلي الشامل، إذ قطعت إسرائيل الإمدادات عن غزة بعد ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من الهدنة، وفقًا لـ"الجارديان".
وحسب الصحيفة البريطانية، فإن توزيع المساعدات سينخفض تدريجيًا، في حين أن توفير المطابخ المجتمعية التي تطعم نحو مليون شخص سيصبح أكثر صعوبة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الأمم المتحدة مقره في غزة قوله: "في مرحلة ما سننفد من الإمدادات وستصبح الأمور يائسة، لكن حتى لو كانت لدينا إمدادات، فسيكون من الصعب جدًا توزيعها لأن البيئة الأمنية تعني أننا لا نستطيع العمل".
ارتفاع جنوني في الأسعار بغزة
أدى نقص الإمدادات إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية المحدودة المتوفرة، إذ أصبحت غير ميسورة التكلفة للغالبية العظمى من السكان، وارتفع سعر البطاطس إلى ما يعادل 6 دولارات للكيلوجرام، أي خمسة أضعاف سعرها قبل شهر.
وقال الدكتور خميس الإسي، طبيب استشاري كبير في مدينة غزة لـ"الجارديان": "من الواضح جدًا أن الناس يعانون من نقص الوزن، والأطفال يحتاجون إلى الطعام المغذي".
وتابع الدكتور فيروز سيدوا، طبيب طوارئ أمريكي متطوع في غزة، أن عواقب 18 شهرًا من النظام الغذائي السيئ واضحة بين مرضاه، مضيفًا: "نرى بوضوح شديد أن الجميع قد فقدوا وزنهم، يمكنني أن أرى أن جروح العمليات الجراحية التي أجريها لا تلتئم بشكل جيد".
نزوح قسري تحت النار
تفاقمت الأزمة الإنسانية مع استمرار التهجير القسري للسكان، إذ شوهد في مدينة رفح الجنوبية رجال ونساء وأطفال يسيرون على طريق ترابي ويحملون متعلقاتهم بين أيديهم، إذ اضطر معظم سكان غزة إلى الفرار داخل المنطقة، وغالبًا لمرات متعددة.
"إنه نزوح تحت النار".. قالها مصطفى جابر، صحفي محلي يتنقل مع أسرته، للصحيفة البريطانية، "هناك جرحى بيننا. الوضع صعب للغاية"، وفقًا لـ"الجارديان".
وأضاف هشام مهنا، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة: "هناك الكثير من القلق بشأن ما سيحدث، خاصة قلق الآباء على أطفالهم. الأمر لا ينتهي: أوامر الإخلاء، الانفجارات، المستشفيات مليئة بالمصابين، نشهد الآن ندرة في الغذاء. الوضع غير متوقع للغاية".
وأضاف: "يمكننا سماع انفجارات هائلة معظم اليوم. يتم تلقي تقارير عن ضحايا كل ساعة، لكن المسعفين لا يستطيعون الوصول إلى جميع مواقع الهجمات لأنها خطيرة للغاية أو لأنهم لا يملكون وقودًا كافيًا لسيارات الإسعاف".