الأحد 13 أبريل 2025 الموافق 15 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

رسوم جمركية جديدة.. شركات السيارات تعيد النظر في شحناتها لأمريكا

السيارات
السيارات

مع بداية الأسبوع الأول من أبريل بدأ تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية ليدخل معها قطاع السيارات مرحلة من الاضطراب وعدم اليقين خاصة بالنسبة للشركات التي تعتمد على التصدير ولا تمتلك منشآت تصنيع داخل الأراضي الأمريكية، وقد أدت هذه الرسوم إلى تغييرات فورية في حركة التجارة الدولية حيث أظهرت البيانات تراجعًا ملحوظًا بنسبة 25٪ في واردات السيارات العابرة للحدود وهو ما دفع عددًا من كبار مصنعي السيارات إلى تعليق شحناتهم نحو السوق الأمريكي في خطوة تعكس حجم المخاوف من الآثار المحتملة لهذا القرار.

أودي توقف شحناتها بشكل كامل إلى السوق الأمريكي

من بين أبرز الشركات المتأثرة تأتي شركة أودي الألمانية التي اتخذت قرارًا بوقف جميع الشحنات الموجهة إلى الولايات المتحدة، حيث أصدرت الشركة مذكرة رسمية إلى وكلائها تُفيد بتعليق إرسال السيارات التي تُشحن عبر الموانئ الأمريكية بعد تاريخ 2 أبريل، أما الشحنات التي وصلت قبل هذا التاريخ فسيتم توزيعها على الوكلاء مع إلصاق ملصق خاص يوضح أن هذه السيارات غير خاضعة للرسوم الجمركية الجديدة.

هذا التوقف الشامل في شحنات أودي لا يبدو مؤقتًا فحسب بل قد يمتد لفترة غير محددة حيث لم تعلن الشركة عن جدول زمني محدد لاستئناف عمليات الشحن مجددًا، ويُتوقع أن تواجه بعض الطرازات مثل أودي Q5 والتي تُصنع في المكسيك رسومًا جمركية تصل إلى 50٪ في حال قررت الشركة استئناف الشحن في ظل القوانين الحالية، مع الأخذ في الاعتبار أن سيارات Q5 لا تستفيد من اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك مما يجعلها ضمن الفئات الأكثر تأثرًا.

شركات كبرى تتخذ إجراءات مماثلة

لم تكن أودي وحدها في هذا التوجه، إذ تبعتها شركات أخرى تنتمي إلى نفس مجموعة فولكس فاجن، حيث أفادت مصادر من داخل القطاع أن شركتي فولكس فاجن وبورشه اتخذتا قرارًا مشابهًا بتعليق شحناتهما نحو السوق الأمريكي دون إعلان رسمي عن مواعيد استئناف العمليات، وقد زاد الغموض في الموقف مع امتناع الشركتين عن الإدلاء بأي تصريحات توضح خططهما المستقبلية تجاه هذا الملف المعقد.

كذلك انضمت شركة لوتس البريطانية إلى قائمة المصنعين المتأثرين، حيث أكدت مجلة “كار آند درايفر” أن الشركة أوقفت شحناتها إلى الولايات المتحدة لأجل غير مسمى، ما يعكس اتساع نطاق التأثير ليشمل ليس فقط المصنعين الألمان بل الأوروبيين بشكل عام، في ظل مخاوف متصاعدة من أن تجر هذه الرسوم معها تداعيات أكبر على حركة التجارة في قطاع السيارات.

خلفيات القرار الأمريكي وتذبذب السياسات

الرسوم الجمركية التي بدأت تؤتي آثارها على الأرض في أبريل الجاري لم تكن وليدة اللحظة، بل تعود جذورها إلى التوجهات التجارية التي تبناها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منذ توليه المنصب، حيث أعلن حينها عن فرض رسوم بنسبة 25٪ على بعض السلع المستوردة بما فيها السيارات، إلا أن هذه الرسوم تم إلغاؤها لاحقًا ضمن حزمة من التعديلات الاقتصادية، ثم عادت من جديد في صورة أمر تنفيذي دخل حيز التنفيذ مطلع أبريل.

هذا التذبذب في السياسة الجمركية الأمريكية خلق حالة من التوتر لدى الشركات العالمية المصنعة للسيارات، إذ لا يمكن التنبؤ باستقرار القوانين الجمركية لفترة طويلة، ما يجعل التخطيط طويل الأمد صعبًا ومحفوفًا بالمخاطر، خاصة في القطاعات المعتمدة على التصدير عبر الحدود.

خيارات الشركات ومواقف الانتظار

في ضوء هذه المتغيرات المتسارعة باتت الشركات المصنعة أمام خيارات محدودة، فإما الاستمرار في الشحن وتحمّل الرسوم العالية التي قد تؤثر سلبًا على القدرة التنافسية لمنتجاتها في السوق الأمريكي، أو تعليق الشحنات إلى حين اتضاح الرؤية، وهو الخيار الذي اختارته أغلب الشركات حتى الآن.

ومع أن بعض الشركات قد تلجأ إلى حلول بديلة مثل إنشاء خطوط إنتاج محلية داخل الولايات المتحدة أو نقل التصنيع إلى دول مشمولة باتفاقيات تجارية مع أمريكا، إلا أن هذه الحلول تحتاج إلى وقت واستثمارات كبيرة لا يمكن تنفيذها خلال فترة قصيرة.

تداعيات على السوق والمستهلكين

الانعكاسات المباشرة لهذه الرسوم لن تقتصر على المصنعين فقط بل ستطال المستهلك الأمريكي أيضًا، إذ يُتوقع أن تشهد أسعار السيارات المستوردة ارتفاعًا واضحًا في حال استمرت الرسوم الجديدة على حالها، كما قد تتأثر توافر بعض الطرازات في السوق ما يؤدي إلى تغير في سلوك الشراء واتجاه الطلب نحو السيارات المحلية أو الأقل تأثرًا بالرسوم.

وفي الوقت نفسه قد تتأثر الأسواق العالمية الأخرى التي ترتبط بشكل مباشر بالولايات المتحدة سواء كمصادر للإنتاج أو كمراكز توزيع، مما يجعل من هذه الرسوم نقطة محورية في سلسلة التوريد العالمية.

مستقبل غير واضح المعالم

في ظل كل هذه المؤشرات لا يبدو أن مستقبل سوق السيارات في أمريكا سيسير بوتيرة معتادة خلال الأشهر المقبلة، بل من المرجح أن يشهد موجة من التعديلات على خطط الشركات واستراتيجيات التسويق والإنتاج، كما قد تتحول الولايات المتحدة إلى ساحة اختبار لسياسات تجارية جديدة من قبل الإدارات القادمة.

المؤكد حتى الآن أن حالة الترقب والانتظار التي تعيشها الشركات لن تطول كثيرًا، فإما أن تتضح الصورة وتبدأ الشركات في التأقلم، أو أن تُتخذ قرارات إضافية تُعيد صياغة العلاقة بين أمريكا ومصنعي السيارات العالميين.

تم نسخ الرابط