شورى إيران يكشف الحقيقة حول انفجار ميناء بندر عباس..«لا علاقة بالقطاع العسكري»

أكدت لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني أن الانفجار الذي وقع في ميناء شهيد رجائي بمدينة بندر عباس في محافظة هرمزغان جنوبي إيران لا علاقة له بالقطاع الدفاعي الإيراني، بعد تردد شائعات حول ارتباط الحادث بأنشطة عسكرية. 

وقد جاء هذا التأكيد بعد أن كان هناك بعض التكهنات الإعلامية التي تشير إلى أن الحادث قد يكون ناتجًا عن خلل في القطاع الدفاعي أو الصناعي الإيراني.

تفاصيل الحادث وتداعياته

وقع الانفجار في ميناء شهيد رجائي يوم السبت بعد الظهر، حيث وقع انفجار ضخم في مستودع للمواد الكيميائية في الميناء، ما أسفر عن مقتل 28 شخصًا وإصابة أكثر من 1139 شخصًا، وفقًا للتقارير الرسمية التي قدمتها السلطات الإيرانية. 

وكان الانفجار قويًا لدرجة أنه سُمع في جزيرة قشم، التي تبعد حوالي 20 كيلومترًا عن مكان الحادث. كما أدت قوة الانفجار إلى تحطم الزجاج في النوافذ على مسافة عدة كيلومترات.

وقد نقلت وسائل الإعلام الإيرانية، بما في ذلك وكالة فارس للأنباء، أن الحريق الذي تسببت فيه المواد الكيميائية في المستودع قد نجم عن اشتعال النار في خزانات للوقود. 

ولكن في ظل الظروف الحالية، من الصعب تحديد السبب الدقيق للانفجار في هذا الوقت المبكر.

موقف الحكومة الإيرانية والتوضيحات

بعد الحادث، خرج إبراهيم رضائي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني، ليؤكد أن الحريق في ميناء شهيد رجائي ليس له أي علاقة بالقطاع الدفاعي الإيراني. 

وكتب عبر حسابه في منصة «إكس» قائلاً: «وفقًا للتقارير الأولية، فإن الحريق في ميناء شهيد رجائي لا علاقة له على الإطلاق بالقطاع الدفاعي للبلاد». 

وأوضح أن التحقيقات جارية لتحديد الأسباب الكامنة وراء الانفجار، لكن الحكومة مستعدة لتوضيح الوضع في حال توفر مزيد من التفاصيل.

الإجراءات التي اتخذتها السلطات الإيرانية

في أعقاب الانفجار، أكدت فاطمة مهاجراني، الناطقة الرسمية باسم الحكومة الإيرانية، أنه تم إصدار أوامر للتحقيق في الحادث على الفور.

 وصرحت في تصريحاتها أن الحادث وقع في مستودع للمواد الكيميائية، وأنه لم يتم بعد تحديد السبب الدقيق للحريق. وقد أشار التقرير الرسمي إلى أن الشرطة الإيرانية بدأت في التحقيقات لتحديد المسؤولين عن هذا الحادث.

وفي الوقت نفسه، شددت السلطات الإيرانية على أن الحريق الذي نشب في الميناء ليس مرتبطًا بأي شكل من الأشكال بالقطاع العسكري أو الدفاعي، وهو ما جاء ليطمن الرأي العام حول حقيقة الوضع في إيران.

الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية للانفجار

يعتبر ميناء شهيد رجائي من أهم الموانئ التجارية في إيران، حيث يتم من خلاله تصدير واستيراد العديد من السلع الأساسية مثل الوقود والمواد الكيميائية، ما يجعل الحادث ذا تأثير كبير على الاقتصاد المحلي.

 وفي ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي تمر بها إيران، يعد هذا الانفجار ضربة أخرى للقطاع التجاري، بالإضافة إلى التأثيرات السلبية على حركة التجارة في المنطقة.

لكن الانفجار لم يتسبب في تأثيرات فورية على التجارة الدولية، حيث لم يتم الإبلاغ عن أي تعطيل كبير في حركة السفن. 

ومع ذلك، قد تكون التداعيات طويلة المدى على المستوى المحلي بسبب الخسائر البشرية والمالية التي تكبدها الميناء والسلطات الإيرانية.

حجم الخسائر البشرية والمادية

الانفجار أدى إلى مقتل 28 شخصًا، بينما أصيب أكثر من 1139 شخصًا، وفقًا للتقارير الأولية التي نشرتها الوكالة الإيرانية الرسمية للأنباء. 

وأشار المسؤولون إلى أن المستودعات التي وقع فيها الانفجار كانت تحتوي على مواد كيميائية قابلة للاشتعال، ما ساهم في شدة الانفجار.

وتسبب الانفجار أيضًا في دمار واسع في المنشآت والمباني المحيطة، كما أدى إلى تدمير العديد من النوافذ على مسافة عدة كيلومترات من الموقع. 

بالإضافة إلى ذلك، تسببت الحادثة في حالة من الذعر بين العاملين في الميناء والمواطنين الذين كانوا في المناطق المجاورة.

التفاعل الدولي مع الحادث

في حين أن الحادث كان محليًا، إلا أنه كان له صدى دولي، حيث تحدثت وسائل الإعلام العالمية عن الحادث، وتساءلت عن علاقة الانفجار بالأوضاع الإقليمية المتوترة في الشرق الأوسط. 

وعلى الرغم من التصريحات الرسمية الإيرانية التي تنفي أي علاقة لهذا الحادث بالنشاط العسكري، إلا أن التحقيقات الجارية قد تفتح المجال لمزيد من التساؤلات حول العوامل التي أدت إلى وقوعه.

مستقبل ميناء شهيد رجائي بعد الحادث

من المتوقع أن يستمر التحقيق في الحادث لفترة طويلة، حيث ستحاول السلطات الإيرانية تحديد السبب الدقيق والانتهاء من التحقيقات.

 وفي الوقت نفسه، سيظل ميناء شهيد رجائي أحد الموانئ الحيوية التي تساهم في الاقتصاد الإيراني، ومن المرجح أن يتم إصلاح الأضرار في أسرع وقت لضمان استمرار حركة التجارة في المنطقة.