الإثنين 21 أبريل 2025 الموافق 23 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي.. وجودنا العسكري في سوريا "حيوي" لحماية أمن إسرائيل

القارئ نيوز

في ظل استمرار التوترات الإقليمية، صرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، بأن التواجد العسكري لقوات الاحتلال في الأراضي السورية، وتحديدًا في الجولان المحتل، يُعد ضرورة أمنية لا غنى عنها، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي يسيطر على مواقع استراتيجية تتيح له مراقبة التحركات المعادية والدفاع عن حدود الدولة العبرية بفاعلية.

جولة ميدانية في الجولان المحتل

جاءت تصريحات زامير، الأحد، خلال زيارة ميدانية أجراها لما تُسميه إسرائيل «المنطقة الأمنية» في الجولان السوري المحتل، برفقة عدد من كبار قادة الجيش الإسرائيلي. وقد شدد رئيس الأركان خلال الزيارة على أهمية هذه المواقع العسكرية التي وصفها بـالمفتاحية، مشيرًا إلى أنها تمكّن الجيش من حماية الجبهة الشمالية لإسرائيل من أي تهديد محتمل.

وأضاف زامير: نحن نتمركز في نقاط استراتيجية على الجبهة السورية، ونقوم بمراقبة التحركات على السلسلة الجبلية، ما يمنحنا تفوقًا أمنيًا حيويًا.

وأكد أن القوات الإسرائيلية ستواصل العمل في هذه المنطقة لضمان الحماية الكاملة للمستوطنين، مضيفًا أن هذا الانتشار لا يهدف فقط للدفاع، بل يشكل عنصر ردع استراتيجي لأي محاولات تهديد عبر الحدود السورية.

سوريا في حالة تفكك.. وإسرائيل تتحرك

في تصريح لافت، قال زامير إن سوريا تعيش حالة من التفكك، وهو ما يبرر وفق تعبيره تحرك الجيش الإسرائيلي للسيطرة على نقاط تعتبرها تل أبيب ضرورية لأمنها القومي.

ويرى مراقبون أن هذه التصريحات تمثل إشارة واضحة إلى أن إسرائيل لن تتراجع عن التمدد العسكري في الجولان السوري، خاصة في ظل التطورات الجارية في الداخل السوري منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.

انتهاك أم دفاع استباقي؟

وكانت إسرائيل قد عدّلت وضع المنطقة العازلة في الجولان، مستغلة الفراغ الأمني الذي خلفه انهيار النظام السوري، ودخلت القوات الإسرائيلية أجزاء من المنطقة العازلة، التي أُنشئت بموجب اتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974 تحت إشراف الأمم المتحدة.

الخطوة الإسرائيلية أثارت ردود فعل دولية غاضبة، حيث اعتبرتها الأمم المتحدة انتهاكًا صريحًا للاتفاقية، إلا أن تل أبيب دافعت عن تحركاتها على أنها "إجراءات أمنية استباقية".

رسائل إسرائيلية في ظل توتر إقليمي

تأتي جولة زامير الميدانية بعد أيام من تصاعد التوترات بين إسرائيل ومحور الممانعة الذي تقوده إيران، وتعمل بعض فصائله انطلاقًا من الأراضي السورية.

ويبدو أن تل أبيب تسعى من خلال هذه التحركات لإيصال رسائل مزدوجة؛ الأولى إلى الداخل الإسرائيلي، مفادها أن الجيش على استعداد دائم لحماية الحدود، والثانية إلى الأطراف الإقليمية والدولية، بأن إسرائيل لن تسمح بوجود أي تهديد قرب حدودها، خصوصًا من الجبهة السورية.

الجبهة الشمالية مرشحة للتصعيد

وبينما تواصل إسرائيل تعزيز وجودها العسكري في الجولان، تبقى الأوضاع على الجبهة الشمالية مرشحة للتصعيد في أي لحظة، خاصة مع استمرار الغارات الإسرائيلية داخل العمق السوري، واستهداف مواقع تقول إسرائيل إنها تابعة لحزب الله أو لإيران.

ويرى محللون أن التصريحات الأخيرة لرئيس الأركان، وما رافقها من تغطية إعلامية رسمية، تشير إلى أن تل أبيب تهيئ الرأي العام المحلي والدولي لمرحلة جديدة من الانخراط العسكري في الملف السوري، تتجاوز مرحلة "الضربات المحددة"، نحو سيطرة ميدانية أوسع.

ردود فعل مرتقبة ومخاوف دولية

ومن المتوقع أن تُثير هذه التطورات ردود فعل من الجانب السوري والدول الداعمة له، في ظل ما يعتبره البعض محاولة إسرائيلية لفرض واقع جديد في الجولان.

وكانت الحكومة السورية قد أعلنت في وقت سابق أن جميع التحركات الإسرائيلية في الجولان "غير شرعية"، مطالبة المجتمع الدولي بضرورة التدخل لوقف ما وصفته بـ الاحتلال المتجدد للأراضي السورية.

 الغموض يلف المشهد

وفي ظل غياب أي مؤشرات على اتفاق سياسي قريب يُنهي النزاع السوري، تستغل إسرائيل حالة الفوضى الأمنية لتحقيق مكاسب استراتيجية في الجولان. ومع استمرار الاحتلال الإسرائيلي لهذه المنطقة منذ عام 1967، تتجدد المخاوف من ترسيخ واقع جديد بقوة السلاح، في وقت يتآكل فيه الإجماع الدولي حول وحدة الأراضي السورية.

تم نسخ الرابط