سوريا وفلسطين على طاولة المفاوضات.. جولة جديدة من المشاورات بين أنقرة وموسكو
كشفت مصادر مطلعة في وزارة الخارجية التركية عن عقد جولة جديدة من المشاورات الثنائية بين تركيا وروسيا بشأن تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط، ومن المقرر أن تُجرى هذه المشاورات يوم الجمعة 25 أبريل 2025 في مدينة إسطنبول التركية، وستُعقد على مستوى نواب وزراء الخارجية، حيث سيمثل الجانب التركي نائب الوزير نوح يلماز، بينما سيترأس الوفد الروسي نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط.
تأتي هذه الجولة في إطار الحوار المستمر بين البلدين في ظل التحديات السياسية والإقليمية التي تشهدها المنطقة.
وتُعد المشاورات المرتقبة فرصة لتعزيز التنسيق بين أنقرة وموسكو في ظل التغيرات السريعة التي تحدث في الأوضاع في سوريا وفلسطين.
سوريا وفلسطين في صدارة المناقشات
سيكون ملفا سوريا وفلسطين على رأس أجندة المباحثات بين المسؤولين الأتراك والروس، مع تطور الأوضاع الميدانية والسياسية في كلا البلدين، تُعد هذه المشاورات فرصة لتبادل وجهات النظر حول كيفية تعزيز التعاون في معالجة الأزمات المستمرة.
فيما يتعلق بالأزمة السورية، من المتوقع أن يناقش الجانبان سبل تعزيز التنسيق بينهما لتحقيق تسوية سياسية للصراع المستمر منذ أكثر من عشر سنوات.
تحاول كل من تركيا وروسيا أن تلعبا دورًا محوريًا في مسار التسوية السورية، حيث تدعمان أطرافًا مختلفة على الأرض، مما يجعل التنسيق بينهما أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق استقرار المنطقة.
أما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فهي تبقى قضية محورية في السياسة الخارجية للبلدين، خصوصًا في ظل التصعيد المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ووسط التصعيد الأخير في التوترات في غزة والقدس، يتوقع أن يبحث الجانبان سبل دفع عملية السلام ودعمهما للحقوق الفلسطينية في المحافل الدولية.
دور ميخائيل بوغدانوف.. قائد السياسة الروسية في الشرق الأوسط
من الجدير بالذكر أن ميخائيل بوغدانوف يُعد من أبرز الخبراء الروس في شؤون الشرق الأوسط، وهو شخصية محورية في صياغة السياسة الروسية تجاه المنطقة.
منذ سنوات، ساهم بوغدانوف في تشكيل العديد من المبادرات السياسية التي تهدف إلى إيجاد حلول للأزمات الإقليمية، وخصوصًا في سوريا وفلسطين، ولذلك، يُعتبر تعيينه على رأس الوفد الروسي تأكيدًا على أهمية هذه الجولة من المشاورات.
وقد لعب بوغدانوف دورًا محوريًا في السياسة الروسية تجاه الشرق الأوسط منذ فترة طويلة، حيث تركز جهوده على الحفاظ على العلاقات القوية مع الحلفاء الإقليميين، مثل إيران وسوريا، وكذلك تعزيز النفوذ الروسي في المنطقة.
التحديات الإقليمية الراهنة وتعزيز التنسيق الثنائي
تأتي هذه المشاورات في وقت حساس حيث تواجه المنطقة تحديات كبيرة، خاصة في سوريا وفلسطين. وتحاول تركيا وروسيا، كدولتين مؤثرتين في الشرق الأوسط، تعزيز التنسيق بينهما لمواجهة هذه التحديات.
فيما يتعلق بسوريا، تواصل روسيا دعمها القوي لنظام بشار الأسد، بينما تسعى تركيا إلى دعم المعارضة السورية وتكريس وجودها العسكري في شمال البلاد.
وفي هذه الظروف، يُتوقع أن تتوصل المشاورات إلى آليات جديدة لتعزيز التعاون بين البلدين لتحقيق تسوية سلمية للصراع السوري.
أما في فلسطين، فإن الوضع يتفاقم بسبب التصعيد المستمر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو ما يتطلب تعاونًا بين القوى الكبرى مثل روسيا وتركيا لدعم الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام، ومن خلال هذه المشاورات، قد تضع تركيا وروسيا آلية للتنسيق الفعّال لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات الحالية.
دور المشاورات الثنائية في تعزيز الاستقرار الإقليمي
يُعد الحوار الثنائي بين تركيا وروسيا عنصراً أساسياً في تعزيز الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط، ورغم الخلافات المستمرة في بعض الملفات، إلا أن الجانبين نجحا في تأسيس قنوات تواصل فعّالة تعزز من التعاون المشترك في قضايا عدة، مثل مكافحة الإرهاب، وإدارة الأزمات الإنسانية، وتنسيق السياسة في سوريا وفلسطين.
وتسعى أنقرة وموسكو من خلال هذه المشاورات إلى إيجاد حلول طويلة الأمد للأزمات الإقليمية التي تؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، ستكون هذه المشاورات فرصة للجانبين لتبادل وجهات النظر حول كيفية تعزيز التعاون في مجالات أخرى، مثل الطاقة، والتجارة، والاستثمار.
الآفاق المستقبلية للعلاقات التركية الروسية
يُتوقع أن تفتح هذه المشاورات آفاقًا جديدة للتعاون بين تركيا وروسيا في ملفات أخرى تتعلق بالشرق الأوسط، على الرغم من أن هناك تحديات كبيرة تبرز على الساحة، إلا أن التعاون بين الدولتين قد يسهم في خلق بيئة سياسية مستقرة تساهم في معالجة الأزمات الإقليمية.
في الختام، تبقى هذه المشاورات فرصة مهمة لتعزيز التنسيق بين تركيا وروسيا حول قضايا الشرق الأوسط الشائكة، وتقديم حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المتزايدة في المنطقة.
