الأحد 18 مايو 2025 الموافق 20 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

تخفيف آلام التسنين طبيعيًا.. السيليكون والقماش المبرد في المقدمة

التسنين
التسنين

التسنين من أصعب المراحل التي يمر بها الطفل الرضيع، وغالبًا ما يُسبب له الكثير من الألم والقلق، إلا أن هناك طرقًا «طبيعية» فعّالة يمكن أن تُخفف من تلك المعاناة بشكل آمن ودون اللجوء إلى الأدوية.

أبرز وسائل «التسنين» الطبيعية

تُعد مرحلة «التسنين» مرحلة فارقة في نمو الطفل، حيث تبدأ عادة بين الشهر السادس وحتى الثاني عشر، ويصاحبها عدد من الأعراض المزعجة مثل «الانزعاج»، و«البكاء»، و«تورم اللثة»، وأحيانًا ارتفاع في درجة الحرارة، ومن هنا تأتي أهمية اتباع وسائل طبيعية آمنة لتخفيف تلك الآلام، من أبرزها استخدام «حلقة السيليكون» المبردة التي تُوضع في الثلاجة ثم تُقدم للطفل ليعضّ عليها، فهي تساعد في تخدير اللثة قليلًا وتخفيف حدة الالتهاب، كما تُشعر الطفل بالراحة والهدوء.

أما القماش المبرد فهو وسيلة فعالة أيضًا، ويتمثل في قطعة من القماش النظيف تُبلل بالماء ثم توضع في الثلاجة لفترة وجيزة، وبعدها تُعطى للطفل ليمضغها، مما يُقلل من حرارة اللثة ويمنح إحساسًا بالبرودة يُخفف الألم، هذه الوسيلة مثالية للأطفال الذين لم تظهر لديهم أسنان بعد ولا يستطيعون استخدام العضاضات بسهولة.

متى يبدأ التسنين وكيفية التعامل معه

يختلف توقيت بداية «التسنين» من طفل لآخر، إلا أن معظم الأطفال يبدأون في التسنين بين الشهر الرابع والسابع، وتستمر هذه المرحلة حتى عامين أو أكثر في بعض الحالات، ويتطلب التعامل مع التسنين الصبر والفهم من الأهل، لأن الطفل لا يستطيع التعبير عن ألمه بالكلام، بل بالبكاء أو الانزعاج أو رفض الطعام.

عند ملاحظة علامات «التسنين»، يجب على الأم توفير بيئة مريحة للطفل، وتقديم وسائل آمنة مثل عضاضات مصنوعة من «السيليكون» الخالي من المواد الضارة، أو الأقمشة القطنية المبردة، مع تجنب المواد المصنوعة من البلاستيك القاسي أو المحتوية على سوائل غير آمنة.

التسنين
التسنين

التغذية المناسبة خلال فترة التسنين

من المهم جدًا الانتباه لتغذية الطفل خلال فترة «التسنين»، إذ إن الألم قد يدفعه إلى رفض الرضاعة أو الطعام، لذا يُنصح بتقديم أطعمة طرية وباردة مثل مهروس الفواكه أو الزبادي الطبيعي، والتي تُساعد في تخفيف حدة الالتهاب داخل الفم، وتُسهل عملية البلع.

كذلك، فإن شرب كميات كافية من الماء يساهم في تقليل الالتهاب والحفاظ على رطوبة الجسم، ويمكن أيضًا إعطاء الطفل خضروات مبردة مثل الخيار أو الجزر المبشور البارد، بشرط أن يكون ذلك تحت إشراف مباشر من الأهل لتفادي خطر الاختناق.

علامات تستدعي زيارة الطبيب

رغم أن «التسنين» في الغالب عملية طبيعية ولا تتطلب علاجًا طبيًا، إلا أن هناك بعض الحالات التي تستدعي التوجه للطبيب، مثل استمرار ارتفاع الحرارة لأكثر من يومين، أو وجود إسهال شديد، أو رفض الطعام والشراب لفترة طويلة، كما يجب استشارة طبيب الأطفال إذا لاحظ الأهل تورمًا مفرطًا في اللثة أو نزيفًا أو وجود خراج.

الطبيب قد يُوصي أحيانًا باستخدام جل موضعي لتخفيف الألم، لكن يُفضل الاعتماد أولًا على الوسائل الطبيعية المذكورة، لضمان سلامة الطفل والابتعاد عن أي مواد قد تسبب حساسية أو آثار جانبية.

دور الرضاعة في التخفيف من ألم التسنين

تلعب الرضاعة الطبيعية دورًا مهمًا في تخفيف آلام «التسنين»، فهي لا توفر فقط التغذية الكاملة للرضيع، بل تساعده أيضًا على الشعور بالراحة النفسية والجسدية، كما أن عملية المص نفسها تعمل على تهدئة الألم في اللثة، ويُنصح في هذه المرحلة بأن تكون الأم صبورة ومتجاوبة مع احتياجات الطفل حتى لو زادت عدد مرات الرضاعة عن المعتاد.

العناية بنظافة الفم خلال التسنين

من الضروري الحفاظ على نظافة فم الطفل منذ بداية «التسنين»، حتى لو لم تخرج الأسنان بعد، ويُمكن تنظيف اللثة بلطف باستخدام قطعة شاش مبللة بالماء، وبعد ظهور أول سن يجب استخدام فرشاة صغيرة مخصصة للأطفال، بدون معجون أو بكمية قليلة جدًا منه، وذلك لمنع تكون البكتيريا وحماية اللثة من الالتهاب.

إهمال نظافة الفم في هذه المرحلة قد يؤدي إلى مشاكل مستقبلية في صحة الأسنان، لذا يجب الاهتمام بالنظافة بشكل يومي ومنتظم منذ اللحظة الأولى لظهور علامات «التسنين».

الدعم العاطفي للطفل خلال التسنين

الجانب العاطفي لا يقل أهمية عن العلاج الجسدي، فالطفل الذي يمر بمرحلة «التسنين» يكون بحاجة ماسة إلى «الاحتضان»، و«الاطمئنان»، و«الحنان»، لأن الألم يؤثر على حالته المزاجية ويُصيبه بالتوتر، ومن هنا تظهر أهمية التفاعل الإيجابي مع الطفل، وتوفير وقت كافٍ للعب والغناء والاحتكاك الجسدي الذي يمنحه الأمان.

التسنين ليس مرضًا لكنه تحدٍ للأم والطفل

يجب أن تدرك الأسرة أن «التسنين» ليس مرضًا وإنما مرحلة طبيعية في نمو الطفل، تتطلب التعامل معها بذكاء وصبر واستخدام الوسائل «الآمنة»، فكل طفل يمر بهذه التجربة بطريقته الخاصة، لكن الدعم والحب والاهتمام يمكن أن يُحوّل هذه المرحلة إلى تجربة أقل ألمًا وأكثر قربًا بين الطفل وأهله.

تم نسخ الرابط