الأحد 18 مايو 2025 الموافق 20 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

ما لا يصح تركه في «العمرة».. 3 واجبات حددها الفقهاء

الإحرام
الإحرام

العمرة هي عبادة عظيمة يتقرب بها المسلم إلى الله عز وجل، وتحتوي على «واجبات» محددة لا تكتمل هذه الشعيرة إلا بالالتزام بها، وقد بيّن الدكتور «علي جمعة»، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن من أهم «واجبات العمرة» ثلاثة أمور رئيسية، وهي «الإحرام من الميقات»، و«طواف الوداع»، و«اجتناب المحظورات» التي حددتها الشريعة، وهو ما يفتح باب التساؤل: كيف تنقسم هذه الواجبات، وما شروطها، وما التفاصيل التي ينبغي على المعتمر معرفتها والالتزام بها؟

واجبات العمرة كما بينها العلماء

أوضح الدكتور «علي جمعة» في بيان مفصل، أن «الميقات» في العمرة ينقسم إلى قسمين أساسيين، أولهما ميقات زماني، وثانيهما ميقات مكاني، ولكل منهما ضوابط شرعية ينبغي الوقوف عليها بدقة، إذ أن الإخلال بأي من الواجبات قد يؤثر في صحة أداء العمرة، لذا فإن معرفة هذه الأمور من شأنه أن يعين المعتمرين على أداء مناسكهم بشكل صحيح ومقبول بإذن الله.

الميقات الزماني للعمرة

الميقات الزماني للعمرة، كما أشار إليه العلماء، يشمل «جميع أيام السنة»، أي أن أداء العمرة يمكن أن يتم في أي وقت من العام بالنسبة لمن لا يكون منشغلا بأداء الحج، وتظل العمرة مستحبة في سائر الأيام، إلا أن أفضل وقت للقيام بها هو شهر رمضان، حيث وردت الأحاديث التي تدل على فضل العمرة في هذا الشهر الفضيل، وهو ما يجعل الإقبال على العمرة يزداد خلال هذا التوقيت من العام، إلا أن الفقهاء من المذهب الحنفي قد ذهبوا إلى أن العمرة «تكره تحريما» في يوم عرفة، ويوم النحر، واليومين التاليين له، وهو ما استندوا فيه إلى حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: «حلت العمرة في السنة كلها إلا في أربعة أيام: يوم عرفة ويوم النحر ويومان بعد ذلك»، وذلك لأن هذه الأيام مخصصة للحج، وأداء العمرة خلالها قد يؤدي إلى التقصير أو الانشغال عن شعائر الحج، لذا فالأفضل تجنب أداء العمرة فيها.

الميقات المكاني للعمرة

أما الميقات المكاني للعمرة، فقد فصله الدكتور علي جمعة إلى ثلاثة أنواع من المسلمين، أولهم الآفاقي، وهو من كان سكنه أو منشؤه خارج نطاق المواقيت المكانية، وقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم المواقيت الخاصة بالآفاقيين على النحو التالي:

ذو الحليفة (أبيار علي)، وهي ميقات أهل المدينة ومن يمر بها، وتبعد عن مكة نحو 450 كم

الجحفة، وهي ميقات أهل الشام ومصر والمغرب ومن في طريقهم، وتبعد عن مكة نحو 187 كم

قرن المنازل (السيل الكبير)، وهي ميقات أهل نجد والطائف، وتبعد عن مكة قرابة 75 كم

يلملم (السعدية)، ميقات أهل اليمن، وتبعد عن مكة حوالي 92 كم

ذات عرق (الضريبة)، ميقات أهل العراق ومن يمر بهم، وتبعد نحو 94 كم عن مكة

أما المسلم الذي يسكن داخل نطاق المواقيت أو يحاذيها أو يكون دونها حتى مكة فيُسمى «الميقاتي»، وهؤلاء يبدأون العمرة من منازلهم أو من الحل كما قال الحنفية، بينما يرى المالكية أن الميقاتي يحرم من داره أو مسجده، بينما ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن الميقاتي يحرم من القرية التي يسكنها بشرط ألا يجاوزها بدون إحرام.

أما «الحرمي» وهو من يسكن مكة أو الحرم، فعليه أن يخرج إلى الحل لأداء العمرة، ولو بخطوة واحدة، لأن ميقاته خارج الحرم، وقد استند العلماء في ذلك إلى حديث عائشة رضي الله عنها، عندما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أخاها عبد الرحمن أن يخرج بها إلى التنعيم حتى تؤدي العمرة، وهذا يدل على أن من كان في مكة لا يحرم من داخل الحرم، بل يجب عليه الخروج إلى الحل.

الطواف وأثره في العمرة

طواف الوداع هو أحد «الواجبات» المهمة للمعتمر، وقد أشار الدكتور علي جمعة إلى اختلاف المذاهب الفقهية حول وجوبه، فالشافعية يرون أن «طواف الوداع» واجب حتى على المكي إذا أراد السفر، بينما يراه المالكية سنة، ويعد واجبًا عند الحنابلة إلا لمن كان مكيًا أو منزله في الحرم، أما الحنفية فقد قالوا إنه لا يجب طواف الوداع على المعتمر، بل يستحب فقط خروجا من الخلاف، لأنهم يعتبرونه من «مناسك الحج» وليس العمرة.

اجتناب المحظورات من واجبات العمرة

من أبرز «واجبات العمرة» كذلك، ما يتعلق بـ «اجتناب المحرمات» التي قد تفسد الإحرام أو تنقص من أجر العمرة، ومن ذلك قص الشعر أو الأظافر أثناء الإحرام، أو التطيب، أو عقد النكاح، وغيرها مما ورد النهي عنه، فإذا وقع شيء من هذه المحظورات، فإن على المعتمر فدية بحسب نوع المخالفة، وهو ما يدل على أهمية الوعي بهذه المحظورات قبل أداء العمرة، حتى لا يقع المسلم في المحظور وهو لا يدري.

العمرة عبادة تحتاج إلى فقه

«العمرة» ليست مجرد زيارة إلى مكة وأداء مناسك محددة، بل هي عبادة تحتاج إلى «فقه وعلم» والتزام تام بما جاء به الشرع، من تحديد المواقيت الزمانية والمكانية، إلى أداء الطواف بشكل صحيح، واجتناب المحظورات أثناء الإحرام، وكل هذه «الواجبات» لا بد من مراعاتها كي تُؤدى العمرة على الوجه الأكمل، وهذا ما يدعو كل مسلم إلى التزود بالعلم قبل الإقبال على العمرة، خاصة في ظل كثرة الفتاوى واختلاف المذاهب، وهو ما يحتاج إلى وعي وفهم دقيق لما هو واجب، وما هو سنة، وما هو مكروه.

تم نسخ الرابط