تيتا نوال ووئام.. ثنائي السوشيال ميديا الذي أبكانا بفراقه

في لحظة خاطفة، توقفت عقارب الزمن لدى الفنانة الشابة وئام مجدي، بعد أن استيقظت على وقع الفقد الكبير.. وفاة جدتها تيتا نوال، التي لم تكن مجرد جدة تقليدية عابرة في حياتها، بل كانت الحكاية كلها.
ليست لحظة عادية، ولا نعيًا روتينيًا، بل هو انكسار قلب خسر حضنًا لا يُعوّض، ودفئًا لا يُعاد، ورفقة كانت رغم فارق العمر والسنين، الأقرب إلى القلب والعقل والروح.
علاقة لا تعرف الفجوة بين الأجيال
«عاشت وحلمت واستمتعت بأجمل وأحن وألطف اللحظات والحكايات والمواقف»... هكذا وصفت وئام مجدي علاقتها بجدتها في كلمات موجعة نشرتها على حسابها الرسمي، لتعكس بذلك عمق الارتباط العاطفي الذي جمع بين قلبين لم يعرفا حواجز الجيل، ولا حدود العمر، ولا فروق الزمن.
كانت تيتا نوال بالنسبة لوئام، الصديقة التي تلجأ إليها عندما تفيض الدنيا، والمشجعة الأولى عندما تخطو أي خطوة، والمصدر الدائم للضحكة والونس والكلمات الطيبة التي تُرمم الروح.
ثنائي السوشيال ميديا
لم تقتصر العلاقة بين وئام وجدتها على الخصوصية العائلية، بل أصبحت أيضًا ظاهرة محبوبة على مواقع التواصل الاجتماعي. إذ اشتهر الثنائي بعدد من الفيديوهات القصيرة والمقاطع الطريفة، التي جمعت بين خفة ظل الجدة وروح الشباب عند الحفيدة.
وكانت هذه المقاطع تلقى تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، الذي تعلّق سريعًا بتيتا نوال، ووجد فيها نموذجًا للجدة المصرية الأصيلة.. المرحة، الطيبة، الحنونة، صاحبة النظرة الناصحة والروح الخفيفة.
لم تكن فيديوهات مصطنعة، بل كانت تعبيرًا عفويًا عن علاقة حقيقية لا تعرف التكلّف، علاقة ترجمها الجمهور إلى حب حقيقي في قلوبهم للجدة والحفيدة معًا.
الفقد الثقيل.. بساط الريح اختفى
«لتستيقظ وتفيق فجأة الفنانة وئام مجدي وتجد بساط الريح والهناء والأمل لا أثر له بوفاة جدتها تيتا نوال».. بهذه الكلمات عبّرت وئام عن التحول الكبير الذي أحدثه رحيل جدتها في حياتها.
فتيتا نوال لم تكن فقط الونس، بل كانت الأمان العاطفي، والبسمة في لحظات الانكسار، والحضن الذي لا يُشبهه حضن.
غيابها فجّر لدى وئام شعورًا عميقًا بالوحدة، رغم وجود الأضواء والنجاحات من حولها، فبعض العلاقات حين تنتهي، تترك فراغًا لا يملؤه شيء.
تزامن الفقد مع نجاحات فنية
المفارقة العجيبة أن فاجعة وفاة تيتا نوال جاءت في توقيت كانت وئام فيه تحصد نجاحًا كبيرًا على المستوى الفني، بعد مشاركتها اللافتة في موسم دراما رمضان 2025.
وئام تشارك في «الكابتن»
شاركت وئام في مسلسل «الكابتن»، وهو عمل اجتماعي مكون من 15 حلقة، من تأليف عمرو الدالي وإخراج معتز التوني، وقصة أيمن الشايب، ومن إنتاج كريم أبو ذكري.
شاركت في بطولته مع نخبة من النجوم، أبرزهم آية سماحة، وسوسن بدر، وميمي جمال، وسامي مغاوري، وعمر شوقي، وغيرهم.
وقدّمت وئام شخصية نالت استحسان الجمهور، وأثبتت بها تطورها كممثلة قادرة على أداء أدوار مركبة وواقعية.
وفي «أهل الخطايا»
لم يكن «الكابتن» العمل الوحيد، إذ تألقت أيضًا في مسلسل «أهل الخطايا»، الذي جمعها بنجوم كبار مثل جمال سليمان، سوسن بدر، محمد ثروت، وفرح الزاهد، في عمل من تأليف أحمد أنور ومحمد عبد القوي، وإخراج رؤوف عبد العزيز.
وجسّدت وئام دورًا إنسانيًا ضمن حبكة درامية عميقة، تناولت القيم والخطايا والندم والخلاص، وهو ما زاد من تعلق الجمهور بها.
وئام مجدي.. قلب مثقل بالحب والحزن
رغم النجاحات، ورغم ضوء الكاميرا، تبقى الفنانة وئام مجدي في هذه اللحظات إنسانة تئن من فقد قلب طالما نبض لها.
ولعل جمهورها، الذي أحبها وأحب تيتا نوال من خلالها، يتقاسم معها لحظة الحزن هذه، ويرى في نعيها الصادق ما يتجاوز الفن، ويصل إلى جوهر العلاقات الإنسانية التي لا تصنعها الشهرة، بل تصنعها القلوب.
وداعًا تيتا نوال.. الحضور الدائم رغم الغياب
رحلت تيتا نوال، لكن حكايتها مع وئام لن تُنسى. ستظل في ذاكرة الجمهور، وفي قلب حفيدتها، مصدرًا للحنين، وسببًا للابتسام كلما ذُكرت.
وئام مجدي لم تخسر فقط جدة.. بل خسرت قطعة من قلبها.
رحم الله تيتا نوال، وأسكنها فسيح جناته.