في ظل الحرب.. نتنياهو يخضع لعملية تنظير قولون في مستشفى شعاري تسيدك
في توقيت لافت يتزامن مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، خضع بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، لعملية طبية روتينية لتنظير القولون داخل مستشفى «شعاري تسيدك» بمدينة القدس المحتلة، وذلك تحت التخدير الكامل.
تفاصيل العملية وحضور الطبيب الشخصي
وذكر مكتب نتنياهو، في بيان رسمي صدر مساء الخميس، أن العملية الطبية أُجريت بحضور الطبيب الشخصي لرئيس الوزراء، الدكتور هيرمان بيركويتز، وتُعد جزءاً من الفحوصات الدورية التي يخضع لها نتنياهو في إطار المتابعة الطبية لحالته الصحية.
وأوضح البيان أن العملية مضت كما هو مخطط لها، دون تسجيل أي مضاعفات، وتم الاطمئنان على حالته الصحية بعد انتهاء الإجراء الطبي، الذي تطلب تخديره كلياً لفترة قصيرة.
قلق صحي سابق وتكهنات بالإصابة بالسرطان
تأتي هذه الخطوة الطبية بعد أسابيع قليلة من خضوع نتنياهو لجراحة لاستئصال البروستاتا، ما أثار موجة من التكهنات في الأوساط السياسية والإعلامية بشأن احتمال إصابته بمرض السرطان، خاصة مع غياب الشفافية الكاملة في بعض التقارير الطبية السابقة، بحسب ما أوردته بعض وسائل الإعلام العبرية.
وكان نتنياهو قد غاب عن عدة اجتماعات رسمية خلال تلك الفترة، ما دفع البعض للتساؤل حول مدى تأثير وضعه الصحي على قدرته في إدارة شؤون الحكومة، لا سيما في ظل التصعيد العسكري المستمر في قطاع غزة والضغوط الداخلية المتزايدة في إسرائيل.
عدوى بولية وتضخم في البروستاتا
وفقاً للبيان الطبي الصادر عن مكتب رئيس الوزراء، فإن السبب المباشر لإجراء عملية تنظير القولون هو اكتشاف الأطباء عدوى في المسالك البولية، ناجمة عن «تضخم حميد في البروستاتا»، وهو ما استدعى اتخاذ تدابير وقائية إضافية للتأكد من سلامة الأمعاء والجهاز الهضمي.
وأشار البيان إلى أن الفحوصات الروتينية جاءت في إطار المتابعة الطبية المستمرة لحالة رئيس الوزراء، الذي تجاوز عامه الرابع والسبعين، مما يفرض جدولاً صحياً دقيقاً يشمل فحوصات دورية تشمل القلب، الجهاز البولي، والقولون.
تساؤلات حول توقيت العملية وسط أزمة غزة
اللافت في المشهد أن الإجراء الطبي جاء بينما تعيش إسرائيل حالة تأهب قصوى في ظل استمرار العمليات العسكرية ضد قطاع غزة، التي دخلت شهرها الثامن، وسط تصاعد في عدد الضحايا الفلسطينيين، وضغوط دولية متزايدة على الحكومة الإسرائيلية لوقف إطلاق النار والامتثال للمطالب الإنسانية.
ويرى محللون أن خضوع نتنياهو لتخدير كامل خلال هذه المرحلة الحساسة يطرح تساؤلات حول من تولى صلاحياته خلال فترة الغياب المؤقت، ومدى جاهزية المؤسسة السياسية والعسكرية في التعامل مع المستجدات على الأرض دون حضوره الفعلي.
محاولات طمأنة داخلية وخارجية
وسعى مكتب نتنياهو إلى طمأنة الرأي العام الإسرائيلي والدولي بشأن قدرته على مواصلة مهامه بشكل طبيعي، مؤكداً أن العملية لا تُعد خطيرة أو طارئة، بل تأتي ضمن إطار الفحوصات الطبية الدورية المقررة.
وأكد مصدر حكومي أن نتنياهو عاد إلى مقر إقامته بعد خروجه من المستشفى، وأنه سيواصل متابعة الملفات السياسية والعسكرية فور استعادته لكامل عافيته خلال ساعات.
صحة نتنياهو تحت المجهر
ليست هذه هي المرة الأولى التي تثار فيها تساؤلات حول الوضع الصحي لبنيامين نتنياهو، الذي يواجه ضغوطاً غير مسبوقة سواء على الجبهة العسكرية أو السياسية، حيث يواجه انتقادات داخلية بسبب فشل ملف صفقة تبادل الأسرى مع حماس، وتنامي المعارضة الداخلية لسياسته داخل الائتلاف الحاكم.
كما تتصاعد المطالب داخل المجتمع الإسرائيلي بنقل صلاحياته مؤقتاً إلى شخصية بديلة في حال تكرار غيابه عن المشهد السياسي لأسباب صحية، خاصة في ظل أزمة أمنية متعددة الجبهات مع لبنان والضفة الغربية وغزة.
حالة من القلق العام بشأن استقرار الحكومة الإسرائيلية
عملية تنظير القولون التي خضع لها رئيس وزراء الاحتلال، ورغم طابعها «الروتيني» بحسب البيانات الرسمية، تعكس حالة من القلق العام بشأن استقرار قيادة الحكومة الإسرائيلية في ظل ظروف سياسية وأمنية شديدة التعقيد.
وفي الوقت الذي يخوض فيه الجيش الإسرائيلي واحدة من أكثر الحروب تعقيدًا في تاريخه، لا تزال صحة نتنياهو عنصرًا محوريًا في رسم ملامح المرحلة المقبلة، سواء على مستوى السياسة الداخلية أو المواجهة المستمرة مع المقاومة الفلسطينية.
