الأربعاء 18 يونيو 2025 الموافق 22 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

يوسف السباعي.. فارس الرومانسية الذي لم تعرض كل رواياته على الشاشة

يوسف السباعى
يوسف السباعى

جميعنا يعرف الأديب الكبير يوسف السباعي بلقب «فارس الرومانسية»، ذلك اللقب الذي ارتبط باسمه بسبب الطابع العاطفي الساحر الذي تتسم به معظم أعماله الأدبية، سواء الروائية أو القصصية. 

لكن قليلا ما يشار إلى أن يوسف السباعي، رغم هذه الرومانسية الواضحة، كان صاحب رسالة إنسانية ومجتمعية عميقة، يسعى دائما لإيصالها من خلال كتاباته.

«رد قلبي».. رواية رومانسية بنكهة ثورية

في روايته الشهيرة «رد قلبي»، لم يكن الهدف مجرد تسطير قصة حب بين «إنجي» و«علي» تنتهي بزواج سعيد بعد معاناة، بل كانت الرواية مرآة حقيقية للواقع الاجتماعي والسياسي في مصر قبل ثورة يوليو 1952.

 فقد تناولت الرواية معاناة الطبقات الفقيرة من ظلم الإقطاعيين، وسلطت الضوء على التفاوت الطبقي الحاد الذي كان سببًا رئيسيًا في قيام الثورة.

ورغم النهاية السعيدة للرواية بزواج الحبيبين، فإن المغزى العميق للرواية كان التأكيد على أن «الظلم لا يدوم»، وأن من لا يملك اليوم قد يصبح له شأنٌ عظيم في المستقبل، إذا ما توافرت له الظروف العادلة.

روايات لم تعرض على الشاشة

ورغم أن الكثير من أعمال يوسف السباعي تحوّلت إلى أفلام ومسلسلات لاقت رواجا واسعًا بين الجمهور، إلا أن هناك عددًا من مؤلفاته لم تنل نصيبها من التقديم الدرامي، وظلت حبيسة الورق، رغم ما تحمله من عمق أدبي وفكري.

«بين أبو الريش وجنينة ناميش».. حكايات الحي الشعبي

من بين هذه الأعمال، تأتي المجموعة القصصية «بين أبو الريش وجنينة ناميش»، وهي مجموعة غير مترابطة في أحداثها، لكن ما يربطها هو المكان؛ حيث تدور جميع الحكايات في حي السيدة زينب العريق في قلب القاهرة.

يسرد يوسف السباعي في هذا الكتاب مواقف حقيقية، سمعها أو شهدها بنفسه، ويهدي العمل إلى أخويه «أحمد» و«محمود»، اللذين اعتاد التجول معهما في أزقة وشوارع الحي. أما عنوان الكتاب، فقد استمده من اسم المكان الذي نشأ فيه طفلاً، ليحمل دلالة عاطفية مرتبطة بذكريات الطفولة الأولى.

«طريق العودة».. سيرة ذاتية برؤية أدبية

أما رواية «طريق العودة»، فهي أقرب ما تكون إلى سيرة ذاتية رمزية، يحكي فيها السباعي قصة «إبراهيم»، المهندس المعماري الذي خدم في الجيش، واستفاد من موهبته في الرسم لتصميم وحدات خاصة بالمجندين.

بعد انتهاء خدمته، افتتح «إبراهيم» مكتبًا خاصًا به، وذاع صيته في مجال التصميم، إلا أن طموحه الزائد أوقعه في مأزق، حين قرر دخول مجال المقاولات بنفسه، فكانت النتيجة كارثية، إذ خسر كل ما بناه من نجاح.

 الرواية واقعية في تفاصيلها، وكتبها السباعي ليحاكي تجربة صديق عزيز، محاولًا تقديم النصيحة من خلال سرد أدبي مشوّق، ونهاية يراها الأديب أكثر حكمة وإنصافًا.

أعمال أخرى في انتظار الكاميرا

لا تقتصر الأعمال التي لم تُحول إلى دراما على هاتين الروايتين فقط، بل هناك عناوين أخرى ربما لم تحظَ بالاهتمام الكافي من صناع السينما والتلفزيون، منها: «ابتسامة على شفتيه»، و«ليل له آخر»، و«خبايا الصدور»، و«نائب عزرائيل»… وغيرها من الأعمال التي تستحق أن تخرج من بين دفّات الكتب لتعيش مجددًا على الشاشة.

إحياء تراث السباعي

وربما يكون الوقت قد حان لأن يعيد المخرجون والمنتجون النظر في هذا التراث الثري الذي خلّفه يوسف السباعي، ذلك الكاتب الذي لم يكن مجرد «فارس للرومانسية»، بل كان أيضًا شاهدا على تحولات المجتمع المصري، وناقلاً صادقًا لصراعاته وأحلامه عبر روايات تنبض بالواقعية والعاطفة في آنٍ واحد.

فهل نجد في المستقبل القريب من يتبنى مشروعًا فنيًا لإحياء هذه الأعمال؟ أم تظل هذه الكنوز الأدبية في طيّ النسيان؟

تم نسخ الرابط