الخميس 19 يونيو 2025 الموافق 23 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

رحيل من علمته الحياة.. الشيخ محمد حسان يودع والدته بكلمات مؤثرة

الشيخ محمد حسان
الشيخ محمد حسان

في لحظة محملة بالحزن والأسى، أعلن الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان، مساء الأربعاء 18 يونيو 2025، عن وفاة والدته عبر منشور مؤثر نشره بنفسه على صفحته الرسمية، حمل بين سطوره ألم الفقد ومرارة الرحيل، لكنه جاء أيضًا حافلا بالوفاء والتقدير لما قدمته والدته في حياته العلمية والدعوية.

كلمات الوداع.. دموع تعلن فجيعة القلب

كتب الشيخ محمد حسان في منشوره: «إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أمي، يا نبض قلبي ونور عيني ومعلمتي لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لله وإنا إليه راجعون».

بهذه الكلمات، أطل الشيخ الذي اعتاد الملايين سماعه في خطب الجمعة والمنابر الدعوية، لكن هذه المرة ليس كداعية يوجه القلوب، بل كابن منكسر يودع أمه التي كانت تمثل له مصدر للسكينة والإيمان، والمعلم الأول في طريق الدعوة.

الأم التي صنعت منه داعية الأمة

طوال سنوات دعوته، لم يخف الشيخ محمد حسان الدور المحوري الذي لعبته والدته في تكوين شخصيته، ليس فقط كابن، بل كطالب علم شرعي وكخطيب مفوه ومجدد في الفكر السلفي الوسطي.

تحدث في أكثر من لقاء عن فضل والدته عليه، قائلا في أحد مجالسه:
«أمي هي أول من حفظني القرآن، وهي أول من دفعتني لحضور دروس العلماء، وكانت تجهز لي الطعام بيد، وتحمل كتبي في اليد الأخرى، حتى لا أتأخر عن الدروس».

لم تكن مجرد أم في البيت، بل كانت سنده الدعوي وروحه الملهمة، وعندما واجه ضغوطا بسبب مواقفه السياسية أو آرائه الفقهية، كانت هي الداعم الأول بكلماتها وثقتها في صدقه.

رحيل في لحظة من السكينة.. وصلاة الجنازة من قريته الأم

أعلن عن إقامة صلاة الجنازة عقب صلاة المغرب في مجمع أهل السنة بقرية «دموه» التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، وهي ذات القرية التي نشأ فيها الشيخ وتعلم في كتاتيبها، ومنها خرج للعالم الإسلامي كواحد من أبرز دعاة عصره.

وتحولت قرية «دموه» منذ لحظة إعلان الوفاة إلى وجهة لعشرات المحبين والطلاب والمريدين، الذين حضروا لتقديم واجب العزاء، مستذكرين مواقف الأم التي صنعت شيخًا حمل راية الدعوة لسنوات.

تفاعل واسع عبر مواقع التواصل.. ودعوات بالرحمة والمغفرة

تصدر اسم الشيخ محمد حسان مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء الأربعاء، حيث تفاعل الآلاف مع منشور النعي، مقدمين التعازي ومرددين الأدعية للفقيدة بالرحمة والمغفرة، وللشيخ بالصبر والثبات.

وكتب أحد متابعيه: «رحم الله من أنجبتك ووجهتك إلى طريق العلم والدعوة، عزاؤنا لك يا شيخنا العزيز، ولكل من عرف أمك المباركة».

وغرد آخر: «علمت فأحسنت، وربت فأنبتت علما وحكمة.. رحمها الله وأعلى مقامها».

كيف تأثر الشيخ نفسيا بوفاة والدته؟

بحسب مقربين منه، فإن الشيخ يمر بحالة نفسية صعبة منذ فجر اليوم، حيث لازم العزلة لعدة ساعات قبل أن يخرج بمنشور النعي المؤلم.

 ووصفه بعض من حضروا الجنازة بأنه «منكسر الجناحين»، متأمل النظرات، باك على صدرها الذي رباه صغيرا ودعا له كبيرا.

وقال أحد تلاميذه: «منذ أكثر من 40 عاما وهو لا يلقي خطبة أو درسا إلا ودعا فيها لوالدته، حتى بعد وفاتها، لا شك سيبقى يدعو لها ما دام فيه نفس».

رجل عرف كيف يكون بارا.. وأبكى الجميع لحظة الوداع

عرف الشيخ محمد حسان دوما ببره الشديد بوالدته، حتى في خضم شهرته وازدحام برنامجه الدعوي.

 وكثيرا ما تحدث عن أهمية البر، مقرنا كلامه بتجربته الشخصية.

وقال في أحد دروسه: «ما رأيت بركة في حياتي إلا وكان وراءها دعوة أمي في جوف الليل».

ولذلك لم يكن مستغربًا أن يكون وداعه لها مؤلما إلى هذا الحد، فهي لم تكن فقط الأم، بل كانت المدرسة التي خرج منها الداعية والخطيب والمعلم الذي تأثرت به أجيال من المسلمين.

 الرحيل الذي يهز الروح.. لكنه يُبقي الأثر

فقد الشيخ محمد حسان والدته، لكنه لم يفقد رسالتها، ولم تغب عنه وصاياها، سيظل صوتها في وجدانه، وسيرتها حاضرة في دعوته، وسيظل دعاؤه لها حاضنا لكل ذكرى عاشها معها.

رحم الله أم الشيخ محمد حسان، وجعل مثواها الجنة، وربط على قلبه وقلب كل محب صادق، وعوّضه عنها برضوان لا ينقطع.

تم نسخ الرابط