الذرة الصفراء وصحة الجهاز الهضمي.. علاقة أقوى مما تتخيل

الذرة واحدة من أكثر المحاصيل الزراعية انتشارًا في العالم ولا يقتصر استخدامها على الأطعمة الشعبية والمأكولات السريعة فحسب بل تلعب دورًا فعالًا في دعم «صحة الجهاز الهضمي» بطريقة طبيعية وآمنة حيث تمتاز الذرة الصفراء بأنها غنية بالألياف والعناصر الغذائية المهمة التي تعزز وظائف الهضم وتخفف من مشكلات المعدة والأمعاء وتقدم للجسم فوائد صحية قد يجهلها الكثيرون.

تركيبة فريدة تغذي الجهاز الهضمي

تحتوي الذرة على مزيج فريد من الألياف القابلة وغير القابلة للذوبان والتي تعمل معًا على تحسين حركة الأمعاء وتنظيم عملية الإخراج بطريقة طبيعية مما يساعد في الوقاية من «الإمساك المزمن» ويقلل من فرص الإصابة باضطرابات القولون العصبي كما أن هذه الألياف تساهم في «تنظيف الجهاز الهضمي» من السموم وبقايا الطعام غير المهضوم.

لا تقتصر فوائد الذرة على الألياف فقط بل إنها تحتوي أيضًا على كميات جيدة من «الفيتامينات» مثل فيتامين ب1 وب5 والفولات وهي عناصر ضرورية لدعم العمليات الحيوية التي تحدث داخل الجهاز الهضمي كما تسهم هذه الفيتامينات في دعم عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والدهون مما يؤدي إلى تحسين قدرة المعدة على هضم الأطعمة المختلفة.

الذرة والأمعاء الدقيقة.. توازن بكتيري مثالي

من أبرز الفوائد التي تقدمها الذرة الصفراء للجهاز الهضمي قدرتها على دعم التوازن البكتيري داخل الأمعاء الدقيقة حيث إن تناول الذرة بانتظام يساعد على تغذية «البكتيريا النافعة» الموجودة في الجهاز الهضمي والتي تلعب دورًا مهمًا في حماية الجسم من العدوى وتعزيز مناعة الأمعاء.

وتشير بعض الدراسات إلى أن الذرة تحتوي على سكريات طبيعية تعرف باسم «البريبايوتكس» وهي مركبات تغذي البكتيريا المفيدة وتزيد من نشاطها الحيوي مما يحسن من امتصاص العناصر الغذائية ويخفف من مشكلات الغازات والانتفاخ ويمنح الجهاز الهضمي راحة أكبر خلال عملية الهضم.

الذرة ومرضى القولون.. دعم طبيعي بدون أدوية

يعاني الكثير من الأشخاص من متلازمة القولون العصبي والتي ترتبط بخلل في حركة الأمعاء وتقلصات متكررة وشعور بعدم الراحة وقد أظهرت التجارب أن الذرة الصفراء يمكن أن تكون حلاً مساعدًا في تهدئة هذه الأعراض بفضل احتوائها على «الألياف غير القابلة للذوبان» التي تنظم حركة القولون وتقلل من التقلصات.

كما أن الذرة تحتوي على مضادات أكسدة مثل «اللوتين» و«الزياكسانثين» وهي مركبات نباتية تساهم في تقليل التهابات الأمعاء وتحمي بطانة الجهاز الهضمي من التهيج والتلف خصوصًا عند المرضى الذين يعانون من اضطرابات هضمية مزمنة.

طريقة التحضير تفرق كثيرًا

رغم أن الذرة مفيدة جدًا لصحة الجهاز الهضمي إلا أن طريقة تحضيرها تؤثر بشكل كبير في قيمتها الغذائية وصحة المعدة فمثلاً الذرة المسلوقة تعتبر خيارًا ممتازًا حيث تحتفظ بنسبة كبيرة من الألياف والفيتامينات بينما الذرة المشوية تحتوي على طعم لذيذ ولكن قد تتأثر فيها بعض العناصر الحساسة للحرارة.

أما الذرة المعلبة أو المعالجة والتي تحتوي على كميات عالية من الملح أو المواد الحافظة فقد تفقد جزءًا من فوائدها للجهاز الهضمي بل وقد تسبب بعض الأضرار خصوصًا لمن يعانون من «القولون العصبي» أو من مشاكل في الامتصاص لذلك يُفضل دائمًا تناول الذرة في شكلها الطبيعي أو المسلوق مع تجنب الإضافات الصناعية.

الذرة في نظامك الغذائي اليومي

لتحقيق أقصى فائدة من الذرة ينصح بإدخالها ضمن النظام الغذائي بشكل معتدل حيث يمكن تناولها كوجبة خفيفة أو إضافتها إلى السلطة أو الشوربة أو طهيها مع الخضروات الأخرى مما يعزز محتوى الوجبة من الألياف ويساعد في الشعور بالشبع لفترة أطول دون التسبب في ثقل أو اضطرابات هضمية.

ويمكن للأطفال والكبار الاستفادة من الذرة بطرق متنوعة بشرط الانتباه للكميات وطريقة التحضير حيث إن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى الشعور بالانتفاخ أو زيادة نسبة الكربوهيدرات في الجسم خصوصًا لدى من يتبعون حمية منخفضة الكربوهيدرات.

الذرة.. غذاء ودواء

في المجمل يمكن القول إن الذرة ليست مجرد عنصر غذائي تقليدي بل هي «غذاء وظيفي» يدعم «صحة الجهاز الهضمي» بفضل ما تحتويه من ألياف طبيعية وعناصر مغذية ومركبات تحمي الأمعاء وتساعد في تحسين وظائفها الحيوية بطريقة آمنة وبسيطة.

تناول الذرة بانتظام يمثل خيارًا ممتازًا لكل من يبحث عن وسيلة طبيعية لتحسين صحة المعدة والأمعاء وتخفيف أعراض الاضطرابات الهضمية دون اللجوء إلى الأدوية أو العلاجات الصناعية التي قد يكون لها آثار جانبية.