السبت 28 يونيو 2025 الموافق 03 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

ايران تحذر من «رد مدمر».. والحرس الثوري يصف تصريحات ترامب بـ«العبثية»

الحرس الثوري
الحرس الثوري

في تصعيد جديد بين واشنطن وطهران، حذر المتحدث باسم الحرس الثوري الايراني، العميد علي‌ محمد نائيني، من أن أي اعتداء أمريكي جديد على الأراضي الايرانية «سيقابل برد مختلف وأكثر قوة وتدميرًا من أي وقت مضى»، وذلك في أعقاب التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أثارت موجة من الردود الغاضبة داخل إيران.

نبرة حاسمة من طهران

وفي تصريحات بثتها قناة «العالم» الإيرانية اليوم السبت، شدد نائيني على أن طهران لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي تهديد أو اعتداء، قائلًا: «الرد على أي اعتداء جديد سيكون مختلفا وأشد قوة وأكثر تدميرا».

مضيفا أن «لدى الجمهورية الإسلامية القدرة والإرادة الكاملة لحماية أمنها القومي وحقوقها السيادية».

وأكد المتحدث باسم الحرس الثوري أن بلاده لم تعد تُفاجأ من تصريحات الرئيس الأمريكي، لكنها هذه المرة «تعكس درجة غير مسبوقة من الارتباك والعبثية»، على حد وصفه، في إشارة إلى تصريحات ترامب التي هدد فيها بإعادة قصف إيران إذا ما عادت إلى تخصيب اليورانيوم.

نائيني يهاجم ترامب.. سياسات مهزومة

واتهم نائيني الرئيس الأمريكي بممارسة «سياسات عبثية ناتجة عن الهزيمة الثقيلة التي منيت بها واشنطن أمام إيران»، داعيًا ترامب إلى الكف عن «استعراض القوة اللفظي الذي لم يعد يخيف أحدًا».

وأضاف: «الولايات المتحدة جربت المواجهة المباشرة معنا مرات عديدة، وفي كل مرة كانت النتيجة لصالح ايران، اليوم، إذا فكر أحد في اللعب بالنار، فإننا لن نكرر ردودنا السابقة، بل سنضرب بيد من حديد».

تهديدات ترامب تشعل التوتر

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال، في تصريحات له خلال لقاء تليفزيوني مساء الجمعة، إنه «سيفكر في قصف ايران مجددا إذا عادت لتخصيب اليورانيوم»، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لا يريد أن تمتلك ايران سلاحًا نوويًا تحت أي ظرف.

وقال ترامب: «نريد أن تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو أي جهة نحترمها من تفتيش المواقع النووية الإيرانية، قلت منذ سنوات إنه لا يمكن السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وهذا آخر ما يجب أن يفكر فيه الإيرانيون الآن».

ولم يكتف ترامب بذلك، بل وجه انتقادًا مباشرًا للمرشد الإيراني علي خامنئي، قائلاً: «أنقذته من موت شنيع ومشين»، في إشارة إلى تراجعه في اللحظات الأخيرة عن توجيه ضربة عسكرية لإيران عقب إسقاط طائرة أمريكية في الخليج عام 2019، مضيفًا: «قررت آنذاك إلغاء رفع العقوبات رغم إعلانهم النصر».

الموقف الإيراني.. التصعيد لن يُجدي

وفي أعقاب التصريحات الأمريكية، سارعت الخارجية الإيرانية بالتأكيد على أن التهديدات لا تؤتي ثمارها مع طهران، وأن العودة إلى الاتفاق النووي تتطلب التزامًا حقيقيًا وليس لغة التهديد.

وبحسب مصادر دبلوماسية إيرانية تحدثت لوسائل إعلام محلية، فإن أي محاولة لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية ستكون بمثابة «شرارة لحرب إقليمية شاملة لن تستطيع واشنطن التحكم بمسارها أو عواقبها».

أبعاد التوتر المتصاعد

ويرى مراقبون أن التصريحات المتبادلة تأتي في وقت حساس، خصوصًا مع تزايد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، وتصاعد المخاوف الدولية من اندلاع مواجهة جديدة في الخليج.

ويأتي هذا في ظل استمرار تعثر المفاوضات النووية غير المباشرة، ووجود إشارات متضاربة بشأن نوايا الطرفين تجاه استئناف الحوار، مع تزايد الضغوط من قبل الحلفاء الأوروبيين على طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد ترامب عام 2018.

 المنطقة على صفيح ساخن

بين التهديدات المتبادلة وتصاعد اللهجة العدائية، يبقى مستقبل العلاقة بين واشنطن وطهران مفتوحًا على كافة الاحتمالات، وسط ترقب دولي لأي تحرك ميداني قد يشعل المنطقة مجددًا.

وحتى ذلك الحين، تظل لغة التهديد والردع سيدة الموقف، بينما تنتظر الشعوب نتائج المواجهة الكلامية، التي قد تتحول في لحظة إلى اشتباك تتجاوز نيرانه حدود التصريحات.

تم نسخ الرابط