السبت 26 يوليو 2025 الموافق 01 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

انفجار عنيف داخل مبنى في غزة يصيب 8 جنود إسرائيليين بجروح خطيرة

القارئ نيوز

في ضربة جديدة لقوات الاحتلال الإسرائيلي بغزة، أعلنت وسائل إعلام عبرية، اليوم الثلاثاء، عن إصابة 8 جنود من وحدة النخبة بجروح خطيرة إثر انفجار وقع داخل أحد المباني في قطاع غزة، وذلك أثناء عملية عسكرية برية لا تزال تفاصيلها طي الكتمان.

 ويمثل الحادث أحدث حلقة في سلسلة الخسائر المتصاعدة التي تتعرض لها قوات الاحتلال منذ توغلها في عمق المناطق السكنية بالقطاع.

تفاصيل أولية غامضة وتحقيقات داخلية

وبحسب ما نشرته القناة 12 الإسرائيلية وصحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن الانفجار دوّى في مبنى يعتقد أن القوة العسكرية الإسرائيلية كانت تتحصن فيه أو تستخدمه كنقطة مراقبة، ولم تفصح مصادر الجيش عن طبيعة المهمة التي كانت تنفذها القوة أو سبب وجودها في الموقع، إلا أن التحقيقات الأولية تشير إلى احتمال أن يكون الانفجار ناجمًا عن عبوة ناسفة مزروعة مسبقًا أو فخّ تفجيري معدّ بدقة من قبل عناصر المقاومة الفلسطينية.

وأضافت المصادر أن الجنود المصابين ينتمون إلى وحدة عسكرية خاصة، وقد تم إخلاؤهم تحت نيران كثيفة من قبل طائرات مروحية تابعة للجيش الإسرائيلي، إلى مستشفى «سوروكا» في بئر السبع، حيث وصفت حالتهم بـ«الحرجة للغاية»، وأُعلن عن خضوع عدد منهم لعمليات جراحية معقدة.

صمت رسمي وتكتم عسكري

حتى ساعة كتابة هذا التقرير، لم يصدر بيان رسمي عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بشأن الحادث، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة للتقليل من حجم الخسائر النفسية والمعنوية التي يتكبدها الجيش، لا سيما في ظل حالة التذمر الداخلي التي تتصاعد في الأوساط الإسرائيلية إزاء استمرار الحرب على غزة منذ أكثر من 9 أشهر، والتي كبدت الجيش خسائر بشرية فادحة تجاوزت أكثر من 650 قتيلاً، وفقًا لبيانات إسرائيلية.

ووفقاً لمحللين عسكريين إسرائيليين، فإن الانفجار يمثل "فشلًا استخباراتيًا جديدًا" في قراءة المشهد الميداني في غزة، خاصة مع اعتماد الجيش على أجهزة استشعار وطائرات استطلاع في تمشيط المناطق قبل دخول القوات إليها. 

وقد تكون المقاومة الفلسطينية قد استخدمت تقنيات خداع أو زرعت العبوات في مواقع لا يُتوقع أن تكون فيها كمائن.

المقاومة تواصل استنزاف الاحتلال

من جهتها، لم تعلن أي فصائل فلسطينية مسؤوليتها المباشرة عن التفجير، إلا أن كتائب القسام وسرايا القدس أعلنتا في بيانات منفصلة خلال الساعات الماضية تنفيذ عدة عمليات استهداف لقوات الاحتلال عبر تفجير منازل مفخخة، وإطلاق صواريخ موجهة على آليات متوغلة داخل مناطق مختلفة جنوب ووسط قطاع غزة.

وتؤكد مصادر ميدانية من داخل غزة أن فصائل المقاومة تعتمد بشكل متزايد على تكتيك «تفخيخ المباني»، خاصة في المناطق التي انسحبت منها القوات سابقًا ثم عادت إليها، مستفيدة من معرفتها الجغرافية الدقيقة والتخطيط الهندسي للمباني.

تداعيات سياسية وأمنية

الحادث يعمّق المأزق العسكري والسياسي الذي تواجهه حكومة بنيامين نتنياهو، في ظل تصاعد الضغوط من عائلات الجنود الأسرى والقتلى، وارتفاع الأصوات المنادية بوقف الحرب والبحث عن حلول سياسية تُنهي المعاناة المستمرة. 

كما يأتي في توقيت حساس للغاية، حيث تشهد إسرائيل خلافات داخل الائتلاف الحكومي بشأن استراتيجية التعامل مع غزة والمستقبل الأمني للقطاع.

ويرى محللون إسرائيليون أن استمرار خسائر الجيش بهذا الشكل قد يؤثر بشكل مباشر على معنويات الجنود ويدفع وحدات بأكملها إلى إعادة النظر في خطط انتشارها، لا سيما بعد أن تبين أن المقاومة لا تزال تحتفظ بقدرات فنية وتكتيكية عالية رغم الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية في غزة.

شهادة من الميدان

أحد الجنود المصابين، بحسب ما نقلته القناة 13 الإسرائيلية، تحدّث لفريق طبي عقب وصوله إلى المستشفى قائلاً: «لم نتوقع الانفجار.. دخلنا المبنى بعد تمشيطه بواسطة روبوت، وبعد دقائق دوّى الانفجار من تحت الأرض».

 هذه الشهادة أثارت جدلاً واسعًا بين المحللين العسكريين، الذين أشاروا إلى تطور في أسلوب المقاومة واستخدامها لوسائل تشويش على أجهزة الكشف المتقدمة.

ختامًا.. حرب استنزاف لا تنتهي

الحادث الذي أسفر عن إصابة 8 من جنود الاحتلال بجروح خطيرة يعيد التأكيد على أن المقاومة الفلسطينية لا تزال تملك القدرة على المبادرة والمباغتة، في وقت باتت فيه إسرائيل تغرق أكثر في مستنقع غزة. 

ومع تواصل المعارك في مناطق متفرقة من القطاع، تبقى يد المقاومة هي العليا ميدانيًا، حتى في ظل التفوق الجوي والتكنولوجي الإسرائيلي، ما يجعل الحرب مفتوحة على كل الاحتمالات خلال الأسابيع المقبلة.

تم نسخ الرابط