الأحد 03 أغسطس 2025 الموافق 09 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«سكبوا عليه البنزين وأشعلو النيران بجسده».. تفاصيل واقعة مرعبة بجيش الاحتلال

القارئ نيوز

في واقعة صادمة تكشف حجم الانهيار والانفلات داخل صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، أُصيب جندي شاب بحروق بالغة بعدما أُضرمت النار في جسده داخل إحدى القواعد العسكرية، بأمر مباشر من أحد الضباط، على خلفية قيام الجندي بإشعال سيجارة داخل القاعدة.

تفاصيل الواقعة

وبحسب ما كشفته منصة i24NEWS الإسرائيلية، فقد جرت الحادثة داخل قاعدة «لواء باران» العسكرية، حين كان الجندي «كان جليب»، البالغ من العمر 19 عامًا، ينتظر أحد قادته في ركن التدخين، فقام بإشعال سيجارة، إلا أن ما حدث بعد ذلك كان خارج حدود المنطق العسكري وحتى الإنساني.

فور إشعاله السيجارة، أمر أحد الرقباء في القاعدة، أحد الجنود بسكب علبة بنزين على السيجارة المشتعلة، بينما لا تزال في يد «جليب».

 وأدى هذا التصرف المتهور إلى اشتعال النيران في جسد الجندي الشاب على الفور، متسببة في إصابته بحروق خطيرة امتدت إلى نحو 30% من جسده، غالبيتها في الجزء العلوي من الجسم.

كما أسفرت الحادثة عن إصابة جندي آخر كان بالقرب من موقع الحريق، لكن حالته لم تذكر بالتفصيل.

نقل إلى المستشفى.. وصراع من أجل الحياة

وتم نقل الجندي المصاب إلى المستشفى في حالة وُصفت بـ«المتوسطة»، إلا أن عائلته أكدت في تصريحاتها أنهم يعيشون حالة من الرعب والقلق على حياته، واصفة الوضع بأنه «صراع من أجل البقاء»، إذ يُعالج من حروق خطيرة تستلزم رعاية طبية فائقة.

ونقلت المنصة عن العائلة استياءها الشديد من غياب أي تواصل من قادة الكتيبة أو الجيش، حيث أكدوا أن أحدًا لم يأتِ لتقديم أي اعتذار، أو حتى لشرح ما حدث، كما لم تُكلّف الشرطة نفسها بجمع الشهادات من موقع الحادث.

تحقيق داخلي بارد

وفي محاولة لامتصاص الغضب، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي فتح تحقيق داخلي في الواقعة، دون أن يُفصح عن أي تفاصيل أو خطوات فعلية لمحاسبة المسؤولين عن الجريمة، الأمر الذي زاد من حدة الغضب لدى عائلة الجندي، التي اعتبرت ما حدث «تعاملاً غير إنساني ومهينًا»، خاصة بعد أن تُرك ابنهم يصارع الموت في المستشفى، دون أي تحرك جاد من القيادة العسكرية.

العائلة وجهت اتهامات واضحة للقادة بالتقصير والإهمال، بل والاشتراك في الجريمة من خلال السكوت عنها، مشيرة إلى أن «هذه ليست بيئة آمنة لأبنائنا.. بل أقرب إلى بيئة عصابات لا تعرف الانضباط أو الرحمة».

السياق النفسي والعسكري

الواقعة تفتح الباب أمام تساؤلات عدة حول طبيعة الأجواء داخل صفوف الجيش الإسرائيلي، خاصة في ظل التقارير المتكررة عن ارتفاع معدلات الانتحار والتسرب والانهيار النفسي في صفوف الجنود، لا سيما بعد اشتداد الحرب على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، وتوالي الصدمات التي يتعرض لها الجنود في الميدان وفي المعسكرات.

فحادثة مثل هذه، حيث يتم حرق جندي عمدًا وبقرار من قائده، ليست مجرد مخالفة سلوكية، بل تكشف خللًا عميقًا في البيئة العسكرية الإسرائيلية، التي باتت تتسم بالفوضى والعنف الداخلي، وتفتقد إلى أبسط معايير الانضباط واحترام الكرامة الإنسانية.

انتقادات داخلية تتصاعد

وفي الوقت الذي تحاول فيه القيادة العسكرية التقليل من حجم الكارثة، بدأت بعض الأصوات داخل إسرائيل في التعبير عن غضبها مما جرى، معتبرة أن ما حدث يُعد جريمة كاملة الأركان، يجب أن يُحاسب مرتكبوها جنائيًا.

ودعت منظمات حقوقية داخلية إلى محاسبة الضابط الذي أصدر الأمر، والتحقيق في سلسلة التجاوزات التي تحدث داخل المعسكرات، مؤكدين أن الجيش "فقد بوصلته الأخلاقية" وتحول إلى بيئة غير صالحة للخدمة.

هل تكشف الواقعة هشاشة الجيش من الداخل؟

تحمل الحادثة دلالات أكبر من مجرد تصرف فردي شاذ، حيث تُشير إلى حالة من التدهور والانفلات الذي يضرب بنية الجيش الإسرائيلي، لا سيما في صفوفه الداخلية، وبين قياداته المتوسطة، التي يُفترض أنها حلقة الضبط والسيطرة.

وإذا كانت مثل هذه الحوادث تحدث داخل القواعد العسكرية، فماذا يحدث في ميادين القتال؟ وكيف يُعامل الجنود بعضهم البعض في ظل انعدام الانضباط؟

ويبقى الجندي «كان جليب» يرقد في المستشفى، يكافح من أجل الحياة، بينما تواصل عائلته الصراخ في صحراء الصمت، دون استجابة.

 ومع كل يوم يمر، تتكشف المزيد من الشقوق داخل منظومة الاحتلال، وتبدو صورة «الجيش الأخلاقي» التي يدّعيها الاحتلال، مجرد كذبة تنهار أمام كل واقعة جديدة.

تم نسخ الرابط