الجمعة 15 أغسطس 2025 الموافق 21 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

في ذكرى ميلادها.. حكاية بهية التي تحدت الأسرة لتصبح «هدى سلطان»

هدى سلطان
هدى سلطان

تحل اليوم الجمعة 15 أغسطس، ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة هدى سلطان، إحدى النجمات اللاتي تركن بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن المصري والعربي، بصوتها العذب وأدائها التمثيلي المميز. 

ورغم مرور ما يقرب من عقدين على رحيلها، فإن إرثها الفني والإنساني ما زال حاضرًا في ذاكرة الجمهور.

بداية من أسرة محافظة إلى نجومية لامعة

وُلدت هدى سلطان، واسمها الحقيقي بهية عبد الغني محمد الحوّا، عام 1925 في أسرة محافظة بمحافظة الغربية، وكانت الشقيقة الصغرى للفنان الراحل محمد فوزي. 

عارضت الأسرة دخولها مجال الفن بشدة، لكنها تحدّت الأعراف السائدة وقتها، لتبدأ رحلتها في عالم الغناء والتمثيل بإصرار وشغف.

صوت قوي وحضور فني مؤثر

بدأت هدى سلطان مشوارها الفني كمطربة، وامتلكت صوتًا قويًا مفعمًا بالإحساس الصادق، جعلها تحجز مكانًا بارزًا بين نجمات الغناء في خمسينيات وستينيات القرن الماضي. 

قدمت العديد من الأغنيات التي لاقت نجاحًا كبيرًا، وأسهمت في ترسيخ اسمها بين عشاق الطرب الأصيل.

الانطلاقة نحو الشاشة الكبيرة

فتحت السينما أبوابها أمام هدى سلطان، لتشارك في أعمال أصبحت من كلاسيكيات السينما المصرية، منها «امرأة في الطريق»، و«وصمة عار»، و«الجريح»، و«الماضي لم يعد ملكي».

أثبتت موهبتها وقدرتها على التنقل بين الأدوار المختلفة، فكانت الأم الحنون، والمرأة القوية، والزوجة المظلومة، وحتى صاحبة المواقف الحادة، دون أن تفقد مصداقيتها الفنية أو حضورها القوي.

ثنائية فنية مع فريد شوقي

ارتبطت هدى سلطان بالفنان فريد شوقي زواجًا وفنًا، وشكلا معًا ثنائيًا سينمائيًا ناجحًا قدّم عددًا من الأعمال التي حُفرت في ذاكرة المشاهدين.

 ورغم انفصالهما لاحقًا، ظل كل منهما يكنّ التقدير للآخر، وظلت أعمالهما المشتركة علامة فارقة في السينما المصرية.

حياة مليئة بالتحديات

لم تكن حياة هدى سلطان خالية من الصعوبات، فقد واجهت انتقادات حادة في بداياتها بسبب جرأتها على دخول المجال الفني، كما مرت بتجارب زواج وانفصال عدة.

 ومع ذلك، لم تتخلّ عن شغفها بالفن، وظلت تقدم أعمالًا ذات قيمة فنية حتى السنوات الأخيرة من حياتها.

حضور في الدراما التلفزيونية

لم يقتصر عطاؤها على السينما والمسرح، بل شاركت أيضًا في العديد من الأعمال التلفزيونية التي تركت أثرًا في قلوب الجمهور. 

وكان من أبرز هذه الأعمال مسلسل «سلالة عابد المنشاوي» الذي عُرض عام 2005، وجمعها بعمالقة التمثيل مثل محمود ياسين وماجدة الخطيب والسيد راضي.

 تناول المسلسل قصة أسرة المنشاوي بأجيالها المختلفة، في معالجة درامية تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل.

إرث فني وإنساني خالد

رحلت هدى سلطان في 5 يونيو 2006، بعد مسيرة فنية امتدت لعقود من الإبداع. تركت وراءها إرثًا متنوعًا يضم عشرات الأغاني والأفلام والمسلسلات التي لا تزال تعرض حتى اليوم، كما تركت إرثًا إنسانيًا يتمثل في حب جمهورها ووفائه لذكراها.

تكريم دائم من جمهورها ومحبيها

مع حلول ذكرى ميلادها كل عام، يحرص محبوها على استعادة أجمل لحظاتها الفنية ومشاركة مشاهد من أفلامها وأغانيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 وتبقى هدى سلطان رمزًا للفنانة التي جمعت بين القوة والحنان، بين الصدق الفني والجرأة الإنسانية.

 هدى سلطان.. مدرسة في الصدق الفني 

هدى سلطان لم تكن مجرد صوت جميل أو وجه على الشاشة، بل كانت مدرسة في الصدق الفني والإحساس الإنساني.

 جمعت بين موهبة الغناء وقدرة التمثيل، فكانت مثالًا للفنانة الشاملة التي تمنح جمهورها جزءًا من روحها في كل عمل.

 ورغم رحيلها، يبقى اسمها محفورًا في ذاكرة الفن المصري، وستظل أعمالها تروي قصة نجمة استثنائية لا يكررها الزمن.

وبرغم مرور السنوات على رحيلها، ما زالت هدى سلطان حيّة في ذاكرة عشاق الفن، وصوتها العذب وأدوارها المؤثرة يظلان شاهديْن على مسيرة فنية لا تتكرر في تاريخ مصر.

تم نسخ الرابط