بينهم 8 سيدات.. الداخلية تكشف تفاصيل القبض على المتهمين بواقعة «الثقب الأسود»

الجمعة 22/أغسطس/2025 - 02:53 م

كشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، في بيان رسمي، تفاصيل واحدة من أبرز الوقائع التي شغلت الرأي العام خلال الساعات الماضية، بعد تداول منشورات مدعومة بمقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تضمنت وجود فتحة أسفل أحد الكباري بمحافظة الجيزة، تستغل كمأوى لمجموعة من الأشخاص الذين يتخذونها وكرًا لممارسة أعمال غير مشروعة، في مقدمتها استغلال الأطفال في أعمال التسول.

بداية القصة.. «ثقب أسفل الكوبري» يثير جدلًا على السوشيال ميديا

البداية كانت مع انتشار مقاطع فيديو عبر منصات التواصل، تظهر فتحة أسفل كوبري بدائرة قسم شرطة الأهرام بالجيزة، يتردد عليها عدد من الأطفال والنساء والشباب، الأمر الذي أثار حالة واسعة من الجدل والتساؤلات بين المواطنين، حول حقيقة المكان وطبيعة النشاط الممارس داخله.

تحرك عاجل من وزارة الداخلية

وعلى الفور، تفاعلت وزارة الداخلية مع ما جرى تداوله، وتم تكليف فرق البحث بسرعة فحص البلاغات المتداولة، والتأكد من صحة المقاطع المنشورة.

وبالفحص الميداني، تمكنت القوات من تحديد موقع الفتحة المشار إليها، ليكتشف رجال الأمن أن المكان بالفعل يتم استغلاله كوكر لمجموعة من الأشخاص، بينهم سيدات وأطفال.

ضبط 20 شخصًا بينهم أطفال وسيدات

وخلال حملة أمنية مكبرة استهدفت الموقع، نجحت الأجهزة الأمنية في ضبط 20 شخصًا داخل الوكر، بينهم 8 سيدات و5 أطفال، بالإضافة إلى سبعة آخرين تبين أن لديهم معلومات جنائية سابقة.

وأسفرت المداهمة عن ضبط 9 قطع أسلحة بيضاء بحوزة 9 من المتواجدين بالمكان.

استغلال الأطفال في التسول

وأشارت التحريات إلى أن هؤلاء الأشخاص كانوا يستغلون الأطفال الأحداث في أعمال التسول واستجداء المارة، إلى جانب بيع بعض السلع بطرق غير مشروعة وبأسلوب إلحاحي في محيط الكوبري، وهو ما يتعارض مع القانون ويشكل خطرًا على أمن وسلامة المجتمع.

إغلاق الفتحة واتخاذ الإجراءات القانونية

وأكدت وزارة الداخلية أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتهمين، والتحفظ على المضبوطات، فيما تم التنسيق مع الجهات المعنية لإغلاق الفتحة المشار إليها نهائيًا، حتى لا يتم استخدامها مجددًا في أي نشاط غير مشروع.

كما جرى التنسيق مع الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة نحو إيداع الأطفال المضبوطين بإحدى دور الرعاية، بما يضمن توفير بيئة آمنة وصحية لهم بعيدًا عن دوائر الاستغلال.

جهود الدولة لمواجهة ظاهرة التسول

تأتي هذه الواقعة في إطار الجهود المستمرة لوزارة الداخلية لمكافحة الجرائم المرتبطة بظاهرة التسول، والتي تعد من الظواهر السلبية التي تؤثر على الصورة الحضارية للمجتمع، وتستغل الأطفال والنساء بشكل غير إنساني.

وتؤكد الوزارة في بياناتها الدورية أن الحملات الأمنية ستظل مستمرة في مختلف المحافظات للتصدي لتلك الممارسات وتجفيف منابعها.

ردود فعل الشارع بعد الضبط

ولاقت الحملة الأمنية إشادة واسعة من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين طالبوا بمزيد من الإجراءات الرادعة ضد المتورطين في استغلال الأطفال، وبتكثيف الرقابة على المناطق المشابهة التي قد تشهد أنشطة مخالفة للقانون.

فيما عبر آخرون عن ارتياحهم بعد إغلاق «الوكر» المعروف إعلاميًا باسم الثقب الأسود، الذي شكل مصدر قلق كبير للأهالي خلال الفترة الماضية.

حماية الأطفال أولوية

من جانبهم، شدد خبراء اجتماعيون على أهمية هذه الخطوة، معتبرين أن إنقاذ الأطفال من قبضة المتسولين يمثل أولوية قصوى، لأن تركهم فريسة لهذه العصابات يعرضهم لمخاطر نفسية وجسدية جسيمة.

وأكدوا أن إيداعهم في دور الرعاية يفتح أمامهم فرصة لبداية جديدة بعيدًا عن طرق الاستغلال.

الداخلية.. الحملات مستمرة

واختتمت وزارة الداخلية بيانها بالتأكيد على استمرار الحملات الأمنية في مختلف المناطق، لملاحقة كل من تسوّل له نفسه استغلال الأطفال أو تهديد الأمن العام، مؤكدة أن أمن المواطن وحماية الفئات الأكثر ضعفًا، خاصة الأطفال، سيظل على رأس أولوياتها.

حوادث