أزمة في الوسط الفني.. خفاجي يقاضي السبكي بسبب «روكي الغلابة»

الأحد 24/أغسطس/2025 - 10:34 م

شهد الوسط الفني المصري تطور جديد مثير للجدل بعد أن تقدم المؤلف محمد فريد خفاجي ببلاغ رسمي ضد المنتج الشهير محمد أحمد السبكي، الممثل القانوني لشركة «السبكي فيلم للإنتاج الفني»، بسبب ما اعتبره «تعدي صريح» على حقوقه الأدبية والفكرية.

القضية تتعلق بفيلم «روكي الغلابة» الذي عُرض مؤخرًا، والذي يرى خفاجي أنه مستوحى بالكامل من عمله الأدبي «زبادي جارد» المودع رسميًا لدى المجلس الأعلى للثقافة منذ ديسمبر 2022.

القضية فتحت الباب مرة أخري للنقاش حول أزمة حقوق الملكية الفكرية في مصر، ومدى احترام بعض شركات الإنتاج لحقوق المؤلفين، خصوصًا في ظل تكرار شكاوى مشابهة خلال السنوات الماضية.

تفاصيل البلاغ

وفقا لما ورد في البلاغ، أوضح محامي خفاجي الدكتور حسام لطفي أن موكله فوجئ بتحويل نصه الأدبي «زبادي جارد» إلى فيلم سينمائي بعنوان «روكي الغلابة»، من إنتاج شركة السبكي.

وأشار إلى أن العمل تم تغييره بشكل طفيف، حيث جرى استبدال بعض العناصر الثانوية وإضافة أخرى، بينما ظل الهيكل الأساسي للقصة والمعالجة الدرامية كما هي.

وأكد خفاجي أن هذا التحويل تم دون الرجوع إليه أو الحصول على موافقته، وهو ما يعد «اعتداءً واضحًا» على حقوقه كمؤلف، وفق ما ينص عليه القانون رقم 82 لسنة 2002 الخاص بحماية حقوق الملكية الفكرية.

محاولات ودية لم تنجح

وكشف البلاغ أن خفاجي لم يتجه مباشرة إلى القضاء، بل حاول أولا حل الأزمة بالطرق الودية. فقد تواصل مع شركة السبكي للإنتاج الفني، وطرق باب نقابة المهن التمثيلية على أمل التوصل إلى تسوية تحفظ حقه الأدبي والمادي، إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل، بعد أن تجاهلت الشركة.

وبعد هذا التجاهل، لم يجد خفاجي بدا من التوجه إلى الجهات القضائية المختصة لتقديم بلاغ رسمي، مؤكدا أنه لن يتنازل عن حقوقه الفكرية مهما طال النزاع.

الأساس القانوني للبلاغ

أوضح محامي خفاجي أن فعل الشركة المنتجة يشكل «تعدي صارخ» على الحقوق الأدبية والمالية للمؤلف، والتي يحميها الكتاب الثالث من القانون رقم 82 لسنة 2002.

ويمنح هذا القانون للمؤلف الحق في الاستغلال الحصري لمصنفاته، سواء بالنشر أو التحويل أو الاقتباس أو أي شكل آخر من أشكال الاستغلال.

كما أشار البلاغ إلى أن التعدي على هذه الحقوق لا يقتصر على الجانب المدني فقط، بل يمتد إلى شبهة جنائية قد تستوجب العقوبة، إذا ثبت أن هناك تعمدًا في استغلال العمل الأصلي دون إذن صاحبه.

ردود الأفعال في الوسط الفني

القضية أثارت ردود فعل متباينة داخل الوسط الفني، فبينما أبدى عدد من النقاد تعاطفهم مع المؤلف، معتبرين أن ما حدث يعكس استمرار ظاهرة «السطو الأدبي» في السينما المصرية.

رأى آخرون أن الحكم في مثل هذه القضايا يحتاج إلى لجان فنية وقانونية متخصصة للفصل فيما إذا كان هناك تطابق حقيقي بين العملين أو مجرد تشابه في الفكرة.

ويرى بعض المراقبين أن هذه الأزمة قد تؤثر على سمعة المنتج محمد السبكي، المعروف بتاريخ طويل من الأفلام التجارية الناجحة، لكنها في الوقت نفسه كثيرًا ما تعرضت للانتقاد بسبب مضمونها أو طريقة إنتاجها.

جدل الملكية الفكرية في مصر

ليست هذه هي المرة الأولى التي يُثار فيها جدل حول سرقة الأفكار الأدبية في مصر، فقد شهدت السنوات الأخيرة عدة قضايا مشابهة بين مؤلفين ومنتجين أو مخرجين، انتهى بعضها بالتصالح والبعض الآخر بصدور أحكام لصالح المؤلفين.

ويرى خبراء القانون أن المشكلة الأساسية تكمن في ضعف الوعي بحقوق الملكية الفكرية، وعدم وجود آلية صارمة لمراجعة النصوص الفنية قبل تحويلها إلى أعمال مرئية.

وهذا ما يفتح الباب أمام الكثير من النزاعات التي تسيء إلى صورة الصناعة السينمائية المصرية.

موقف النقابات الفنية

حتى الآن لم تُصدر نقابة المهن التمثيلية أو نقابة السينمائيين بيانا رسميا حول القضية، لكن من المتوقع أن تتحرك النقابات في الفترة المقبلة لضمان الحفاظ على حقوق أعضائها وحماية المجال الفني من أي ممارسات قد تضر بمصداقيته.

ويؤكد مراقبون أن النقابات مطالبة بتبني دور أكثر فاعلية في مثل هذه النزاعات، من خلال لجان تحقيق سريعة أو فرض عقوبات على الشركات التي يثبت تعديها على حقوق المؤلفين.

ترندات