فن هادئ وبصمة واضحة.. ماذا ترك هشام سليم لجمهوره؟
تحل اليوم الذكرى الثالثة لوفاة الفنان المصري الراحل هشام سليم، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2022، تاركًا خلفه بصمة فنية عميقة في السينما والدراما العربية.
لم يكن هشام سليم مجرد فنان عادي، بل كان ابنًا لواحد من أعظم الشخصيات في تاريخ الرياضة العربية، الكابتن صالح سليم، أسطورة النادي الأهلي.
وعلى الرغم من ذلك، اختار هشام أن يصنع اسمه بجهده وموهبته الفطرية، ليُثبت أن الموهبة لا تورث، بل تُصقل وتنمو بالإصرار والصدق.
«إمبراطورية ميم».. انطلاقة مبكرة نحو النجومية
لم ينتظر هشام سليم طويلًا ليُثبت جدارته الفنية. فقد بدأت رحلته مبكرًا عندما وقف في سن المراهقة أمام سيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة، في فيلم «إمبراطورية ميم».
كان حضوره الطفولي وبراءته اللافتة كفيلين بأن يأسرا قلوب المشاهدين، وأن يرسما له طريقًا خاصًا في عالم الفن.
لم يعتمد هشام على شهرة والده الأسطورية، بل اعتمد على موهبة فطرية وشخصية محبوبة، جعلت الجمهور يتلقاه بحب واحترام منذ ظهوره الأول، أصبح هذا الدور أحد أبرز محطات مسيرته، وخطوته الأولى نحو بناء تاريخ فني مستقل.
وقد شهدت مسيرته في مرحلة الشباب العديد من الأعمال السينمائية التي أظهرت تنوعًا في أدواره، كان لديه حضور هادئ ولكنه قوي، يجمع بين الجاذبية والقدرة على التعبير عن المشاعر المعقدة، مما جعله محط أنظار المخرجين والنقاد على حد سواء، ومهد الطريق لمرحلة النضج الفني.
الدراما التليفزيونية.. «علي البدري» وأيقونة «ليالي الحلمية»
إذا كانت السينما قد عرفته كنجم واعد، فإن الدراما التليفزيونية هي التي جعلت منه أيقونة لا تُنسى. يُعد دور «علي البدري» في مسلسل «ليالي الحلمية» أحد أهم وأبرز أدواره على الإطلاق.
فمن خلال هذا العمل الخالد، تمكن هشام سليم من تجسيد شخصية «علي» بأبعادها المختلفة عبر مراحل زمنية طويلة، بدءًا من الشباب وصولًا إلى النضج.
لقد أصبح «علي البدري» رمزًا لأجيال كاملة، وشخصية محورية في أحد أهم الأعمال في تاريخ الدراما العربية.
ولم يتوقف تألقه عند هذا الدور، بل واصل تأكيده على موهبته في مسلسلات أخرى لا تقل أهمية.
ففي «أرابيسك»، قدم أداءً فريدًا، وفي «هوانم جاردن سيتي»، أثبت قدرته على التنوع، كما أبدع في «حد السكين»، وغيرها من الأعمال التي جعلته من أعمدة الشاشة الصغيرة.
كان هشام سليم يمتلك القدرة على التلون بين الأدوار، ما بين الكوميديا والتراجيديا، ليخطف قلوب الجمهور في كل عمل يقدمه.
حضور سينمائي فريد وحياة شخصية متواضعة
على الصعيد السينمائي، كان لهشام سليم بصمة واضحة، حيث شارك في أعمال سينمائية مهمة وقدم أدوارًا لا تُنسى.
وقف أمام نجوم كبار مثل عمر الشريف في فيلم «الأراجوز»، وحقق نجاحًا كبيرًا في فيلم «تزوير في أوراق رسمية»، وهو ما عزز مكانته كنجم سينمائي له جمهور عريض.
كان يتميز بأسلوبه التمثيلي الهادئ، الذي يعتمد على التعبير بالعينين والإيماءات الدقيقة، مما جعله مختلفًا عن غيره من النجوم في جيله.
وعلى الصعيد الشخصي، كان هشام سليم شخصية متواضعة ومحبوبة، بعيدة عن صخب الشهرة والأضواء، وتزوج مرتين، الأولى من ميرفت النحاس وأنجب منها ثلاثة أبناء: نور وزين وعصمت.
أما الثانية، فكانت من نادية الغالب، والتي بدأت قصتهما بطريقة إنسانية ومؤثرة، عندما أرسلت له رسالة تعزية وقت وفاة والده، لتتطور العلاقة لاحقًا إلى زواج استمر حتى وفاته.
نهاية مؤلمة.. معركة مع المرض على خطى «الأسطورة»
في سنواته الأخيرة، خاض هشام سليم معركة قاسية مع مرض السرطان، الذي كشف عن إصابته به قبل وفاته بأشهر قليلة.
رحل هشام سليم صباح الخميس، الموافق 22 سبتمبر 2022، عن عمر يناهز 64 عامًا، بعد معاناته من سرطان الرئة.
وقد واجه المرض بقوة وعزيمة، دون أن يفقده ذلك روحه المرحة وتفاؤله، مقتفيًا بذلك خطى والده، الكابتن صالح سليم، الذي رحل هو الآخر في عام 1998 بعد صراع مع سرطان الكبد.
لا تزال ذكرى هشام سليم حاضرة في قلوب محبيه، ليس فقط بأعماله الفنية التي تُعرض حتى اليوم، بل أيضًا بشخصيته الإنسانية التي تركت أثرًا طيبًا.
فقد كان فنانًا حقيقيًا، نجح في بناء مجده بنفسه، وحفر اسمه بأحرف من نور في تاريخ الفن العربي، ليصبح نجمًا لن تغيب شمس موهبته عن سماء الدراما والسينما.
- هشام سليم
- المرض
- سرطان الكبد
- الشاشة
- تلفزيون
- النحاس
- دية
- المصري
- الأعمال
- مسلسلات
- بدر
- السينما
- شاهد
- الفن
- الكبد
- وقت
- السينما والدراما
- عمر الشريف
- صالح سليم
- مصر
- التمثيل
- سرطان
- السرطان
- الأهلي
- أعماله
- نادى الأهلي
- الدراما العربية
- سرطان الرئة
- تزوير
- العالم
- مرض
- بعد صراع مع مرض السرطان
- فاتن حمامة
- البدري
- العالم العربي
- شهرة
- اسطوره النادي الاهلي
- فيلم إمبراطورية ميم
- مسلسل ليالي الحلمية
- النادي الاهلي
- مرض السرطان
- البدر
- ليل
- إبر
- خطف
- العربية
- الدراما
- العرب
- صباح
- الخميس
- التلف
- غال
- الكابتن
- التلفزيون
- الرئة
- الجمهور
- جاردن سيتى
- حلم
- مال
- امبراطورية ميم
- الصعيد
- بصمة واضحة
- القارئ نيوز
