الأحد 28 سبتمبر 2025 الموافق 06 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

نبيل أبوالياسين: استجابة لدعوة السعودية.. منصة الأمم المتحدة تكرس ازدواجية العدالة

القارئ نيوز

في بيان صحفي تاريخي صدر عنه اليوم«الأحد»، قال نبيل أبوالياسين، الحقوقي والباحث البارز في الشأن العربي والدولي: في لحظة تكشف فيها الأمم عن ضميرها أو غيابه، وقف العالم على منبر الأمم المتحدة ليشهد مفارقة مأساوية تكاد تكون سوريالية، حيث يمنح المجرم منصة ليخطب بالعالم بينما يُحرم الضحايا حتى من حق الحضور والاستماع إليهم. 

إن السماح لرئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، بالوقوف على ذلك المنبر المقدس، هو بمثابة طعنة نجلاء في خاصرة الضمير الإنساني وخرق فاضح لجميع المواثيق والأعراف الدولية، إنه احتفاء بالإفلات من العقاب وإعلان لموت العدالة في مهدها.

صوت المملكة.. نداء الإنسانية والشرعية

أشاد أبوالياسين بالخطاب التاريخي الذي ألقاه وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، على منبر الأمم المتحدة، معتبراً أنه مثل «صوت العقل والشرعية في أروقة أصبحت تعج بالتناقضات».

 وأوضح أن الموقف السعودي كان شاملاً وحاسماً، حيث أشار إلى تركيزه على: 

الكارثة الإنسانية في غزة: وتصريح الوزير بأن «ما يحدث في غزة صُنف بالمجاعة رسميًا في ظل الممارسات الوحشية من سلطات الاحتلال»، مؤكداً أن هذه الكلمات تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته التاريخية.

 الحل السياسي: ولفت أبوالياسين إلى أن الدعوة السعودية الواضحة لجميع البلدان للاعتراف بدولة فلسطين ودعم مسار حل الدولتين، تمثل "الخارطة الطريق الوحيدة نحو السلام الحقيقي، وليس السلام الوهمي الذي يكرس الاحتلال".

 دعم لبنان واستقرار المنطقة: مؤكداً أن وقوف المملكة إلى جانب لبنان ودعمها لحصر السلاح بيد الدولة هو «دعم للاستقرار الإقليمي في مواجهة سياسة الفوضى».

كولومبيا وأمريكا: انهيار النظام الدولي على أعيننا

انتقل البيان إلى الأزمة الدبلوماسية المتفجرة بين كولومبيا والولايات المتحدة، والتي وصفها أبوالياسين بأنها «علامة فارظة في انهيار هيبة النظام الدولي الحالي». 

وأكد أن قرار واشنطن إلغاء تأشيرة الرئيس الكولومبي جوستابو بيترو بعد تنديده العلني بالإبادة الجماعية في غزة، هو «اعتراف أمريكي غير مباشر بأن صوت الحق يزلزل أركانها».

 ووضح قائلاً: لقد فضحت هذه الحادثة حقيقة الموقف الأمريكي الذي لم يعد يكتفي بدعم الجريمة، بل أصبح يعاقب كل من يتجرأ على وصفها باسمها الحقيقي. 

دعوة الرئيس بيترو لتشكيل جيش عالمي لتحرير فلسطين هي صيحة يأس من نظام أممي عاجز، وبداية البحث عن بديل.

نتنياهو: مهزوم في قاعة الأمم.. ومطارد في الداخل

أشار أبوالياسين إلى المشهد المهين لرئيس الوزراء الإسرائيلي خلال خطابه في الجمعية العامة، قائلاً: تفاجأ نتنياهو بانسحاب الوفود أثناء كلمته، ما أربكه وجعله يهرتل، فانكشف أمام العالم كمهزوم ومأزوم، وتأكد للجميع أن كيانه وتحالفه أصبحوا في عزلة عالمية غير مسبوقة. 

كما لفت إلى التهم التي تلاحقه من الداخل، مستشهداً بعائلات الأسرى الإسرائيليين الذين وصفوه بـ «ملك الموت» وهددوا بمطاردته «على امتداد كل الأجيال» إذا عرقل صفقة تبادل. 

وعلق على ذلك بالقول: حتى أولئك الذين كان من المفترض أن يكونوا في جانبه، باتوا يرونه عقبة أمام إنقاذ أبنائهم، فكيف بحق الشعوب التي دمر بيوتها وأباد أبناءها؟.

التكنولوجيا تتنصل: مايكروسوفت نموذجاً

نوه أبوالياسين إلى تطور غاية في الأهمية، حيث بدأت شركات التكنولوجيا الكبرى تحاول التتنصل من المشاركة في الجريمة.

 وأكد أن قرار شركة مايكروسوفت تعطيل خدماتها لوحدة تابعة للجيش الإسرائيلي بعد اكتشاف استخدامها في نظام مراقبة موسع ضد الفلسطينيين، هو «اعتراف عملي بأن إسرائيل تستخدم التكنولوجيا لقتل أعداد هائلة من المدنيين، وهي جريمة حرب». 

وأضاف: هذه الخطوة، وإن جاءت متأخرة، فهي إشارة واضحة أن الحساب القانوني والإنساني قادم، وأن جدران الصمت بدأت تتشقق.

وختم نبيل أبوالياسين بيانه الصحفي قائلاً: السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح أمام ضمير الإنسانية: إلى متى سيبقى العالم أسيراً لنظام دولي مختل، يمنح الصوت للجلاد ويصم أذنيه عن صراخ الضحايا؟ لقد أصبحت الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمحاكم الدولية، جزءاً من المشكلة بعد أن كانت مفترضة للحل. 

إن مشهد احتضان مجرم حرب مثل نتنياهو في قاعة تضم أعلام العالم، بينما ترفض تأشيرة رئيس دولة لمجرد أنه قال كلمة حق، هو مشهد يسقط عن النظام الدولي آخر ورقة توت تتدثر بها. 

إن الرسالة التي تبعثها هذه المفارقة الشنيعة هي أن العدالة انتقائية، والقانون لمن يملك القوة، والإنسانوية خطاب نخبوي، لكن التاريخ يعلمنا أن جدران الظلم، مهما علت، لا تقوى أمام إرادة الشعوب. 

إن الدماء التي تسيل في غزة، والصمود الأسطوري لشعبها، والصوت الشجاع لدول مثل السعودية وكولومبيا، هي التي ترسم ملامح النظام العالمي الجديد، نظام تقوده القيم لا المصالح، والإنسانية لا القوة.

 إن النهاية الحتمية لهذا المشهد المأساوي هي انهيار شرعية المحتل وأعوانه، وقيام عدالة حقيقية تنتظرها البشرية منذ فجر التاريخ.

تم نسخ الرابط