استشاري مناعة يحذر.. «أجهزة الجيم» مأوى للبكتيريا الصامتة

الجيم أصبح اليوم جزءًا أساسيًا من حياة الكثير من الشباب والرجال والسيدات الذين يحرصون على ممارسة الرياضة بشكل يومي، إلا أن تحذيرات جديدة من «استشاري مناعة» أثارت قلق رواد هذه الأماكن، بعدما كشف أن أجهزة الجيم قد تكون أكثر خطورة من دورات المياه العامة من حيث تراكم البكتيريا والجراثيم، وهو ما يدق ناقوس الخطر حول أهمية الاهتمام بالنظافة الشخصية وتعقيم الأدوات بشكل مستمر.
تحذيرات «استشاري مناعة»
أكد «استشاري مناعة» أن أجهزة الجيم تحتوي على نسب عالية من البكتيريا تفوق ما يوجد في المراحيض العامة بأكثر من 70 مرة، موضحًا أن السبب يعود إلى الاستخدام الجماعي للأجهزة وعدم تنظيفها بين كل متدرب وآخر، وأضاف أن العرق الذي يلتصق بالمقاعد والمقابض يشكل بيئة خصبة لتكاثر أنواع خطيرة من البكتيريا التي قد تنتقل بسهولة بين الأشخاص.
وأشار «استشاري المناعة» إلى أن خطورة الأمر تكمن في أن بعض هذه البكتيريا لا تظهر أعراضها سريعًا، بل تظل صامتة وتنتقل من شخص لآخر من خلال ملامسة الجلد أو الجروح البسيطة، ما يجعل «أجهزة الجيم» مصدرًا خفيًا للأمراض المعدية.
«أجهزة الجيم» بيئة مناسبة للبكتيريا
أوضح المتخصصون أن طبيعة «الجيم» المغلق وازدحام المتدربين فيه لساعات طويلة يجعلان من الأجهزة والحوائط والمفارش أرضًا خصبة للبكتيريا، خاصة مع الرطوبة الناتجة عن التعرق المستمر، ولفت «استشاري مناعة» إلى أن البكتيريا التي تنتقل عبر الأجهزة تشمل أنواعًا تسبب «التهابات جلدية» خطيرة، وأحيانًا مشاكل في الجهاز التنفسي إذا لم تتم مراعاة أسس التعقيم الجيد.
كما حذر من أن مشاركة زجاجات المياه أو المناشف بين المتدربين داخل «الجيم» يزيد من احتمالية انتشار العدوى بشكل واسع، حيث يمكن أن تنتقل البكتيريا بسهولة عبر الأدوات الشخصية.
نصائح لتقليل المخاطر داخل «الجيم»
قدم «استشاري المناعة» مجموعة من النصائح المهمة للحد من انتشار العدوى داخل «الجيم»، أبرزها ضرورة مسح وتعقيم الأجهزة قبل وبعد الاستخدام، مع استخدام المناشف الخاصة لتغطية المقاعد والمقابض، إضافة إلى غسل اليدين جيدًا بعد انتهاء التمرين، كما شدد على أهمية الاستحمام فور العودة من التمرين للتخلص من أي بكتيريا عالقة بالجسم.
ونصح أيضًا بارتداء الملابس القطنية التي تساعد على امتصاص العرق، وتغييرها مباشرة بعد مغادرة «الجيم»، وعدم تركها لفترات طويلة، لأن الملابس المبللة بالعرق تصبح بيئة مناسبة لنمو الفطريات.
دور إدارات الأندية الرياضية
أشار «استشاري المناعة» إلى أن المسؤولية لا تقع فقط على عاتق المتدربين، بل أيضًا على إدارات «الجيم» التي يجب أن تضع خطة واضحة للتعقيم الدوري للأجهزة والمكان، من خلال استخدام مواد مطهرة فعالة، وتوفير مناديل ومعقمات في صالات التدريب، بالإضافة إلى تدريب العاملين على متابعة النظافة بشكل مستمر.

كما دعا إلى توعية الأعضاء بشكل دوري عبر نشر لافتات وإرشادات داخل «الجيم» للتذكير بأهمية النظافة الشخصية، وضرورة استخدام كل متدرب لأدواته الخاصة وعدم مشاركتها مع الآخرين.
البكتيريا الصامتة وأثرها على الصحة
لفت «استشاري المناعة» الانتباه إلى أن «البكتيريا الصامتة» التي تتواجد على أجهزة الجيم قد تكون أكثر خطورة من البكتيريا العادية، لأنها قد لا تسبب أعراضًا مباشرة، بل تبقى داخل الجسم لفترة طويلة قبل أن تظهر مضاعفاتها، وأوضح أن بعض أنواع البكتيريا قد تؤدي إلى التهابات في الجهاز التنفسي أو الجهاز البولي، وأحيانًا قد تسبب تسممًا غذائيًا إذا لامست اليد الملوثة الطعام.
وحذر من أن الفئات الأكثر عرضة لهذه المخاطر هم الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة، مثل كبار السن أو مرضى السكري أو أصحاب الأمراض المزمنة، لذلك فإن الالتزام بإجراءات الوقاية داخل «الجيم» يعتبر مسألة حياة أو مرض.
كيف تحمي نفسك في الجيم
من أهم الخطوات التي يمكن للمتدرب القيام بها لحماية نفسه داخل «الجيم» استخدام مطهر اليدين قبل وبعد لمس الأجهزة، وتجنب لمس الوجه أو العين أثناء التمرين، إضافة إلى حمل منشفة نظيفة مخصصة لتغطية الأجهزة، وكذلك الحرص على شرب المياه من زجاجة شخصية لا تُشارك مع الآخرين.
كما نصح «استشاري المناعة» بعدم ممارسة التمارين إذا كان الشخص مصابًا بجروح مفتوحة أو التهابات جلدية، حتى لا يعرض نفسه والآخرين لخطر العدوى، مؤكدًا أن «أجهزة الجيم» لن تكون خطرًا إذا التزم الجميع بإجراءات الوقاية.
رسالة استشاري المناعة
في نهاية تصريحاته شدد استشاري المناعة على أن الرياضة هي أساس الصحة، ولكن ممارستها داخل «الجيم» تتطلب وعيًا كاملًا بالمخاطر الصحية المرتبطة بانتشار البكتيريا، وأكد أن «النظافة هي خط الدفاع الأول ضد الأمراض»، وأن التزام المتدربين والإدارة معًا سيحول «الجيم» من مكان قد يحمل الجراثيم إلى بيئة صحية وآمنة للجميع.