السبت 04 أكتوبر 2025 الموافق 12 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

حماس تقطع الطريق على «ترامب» وترمي الكرة في ملعب نتنياهو بردها التاريخي

القارئ نيوز

في تصريح صحفي تاريخي يخترق صمت المؤسسات الدولية المنكسة لإرادة القوى العظمى، قال نبيل أبو الياسين، الحقوقي والمحلل البارز الباحث في الشأن العربي والدولي، إن العالم اليوم أمام مفترق طرق تاريخي، يشهد فيه على أخطر عملية تزوير سياسي وأخلاقي في العصر الحديث. 

وأوضح أن ما يسمى «صفقة القرن المزيفة» أو «خطة ترامب للسلام» ليست سوى الوجه الآخر لعميلة الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، والتي تجسدت في صورة إنذار أخير وتهديد سافر بحرق ما تبقى من القطاع

وأكد أبو الياسين أن الشعب الفلسطيني، الذي قدم أكثر من ستة وستين ألف شهيد، لن يقبل بديلًا عن حريته وكرامته، وأن مقاومته الباسلة هي وحدها من يُمسك بشرارة الأمل في مواجهة مشروع تصفية القضية.


كشف الخديعة: خطة الاستسلام لا السلام

وأشار أبو الياسين إلى أن ما يتم تداوله تحت مسمى «خطة ترامب للسلام» هو في حقيقته «خديعة كبرى» و«عملية تضليل» تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

 ولفت إلى أن الكشف عن بعض بنود هذه الخطة المشبوهة والمزيفة من قبل بعض القادة العرب كشف عن حقيقتها، مما أدى إلى تراجع واشنطن ومطالبتها بتوضيحات. 

وانتقد بشدة الادعاء الأمريكي بأن «كل الدول العظيمة في الشرق الأوسط وافقت»، ووصف هذا الادعاء بأنه «كذب وتضليل» لا يقوم على أي أساس من الصحة، مؤكدًا أن شعوب المنطقة وقادتها الشرفاء لن تنخدع بهذه المسرحية الهزيلة.

شهادة دولية: جرائم أسوأ من عهد هتلر

ولفت المحلل البارز إلى أن تصريح نائب وزير خارجية كوريا الشمالية في الأمم المتحدة، والذي وصف جرائم الاحتلال في غزة بأنها «أسوأ من فظائع هتلر»، يمثل صفعة مدوية للغرب وإسرائيل والولايات المتحدة.

 وأوضح أن هذه الشهادة تأتي من دولة ذات سيادة في أروقة الأمم المتحدة، لتكشف للعالم بأسره حجم الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية في غزة، والتي تتجاوز في وحشيتها أبشع الجرائم التي عرفها التاريخ

وأكد أن هذا الموقف يضع المجتمع الدولي أمام مرآة فضحه وخزيه، مطالبًا بتحرك عاجل لوقف هذه الإبادة.

الإنذار الأخير: هندسة الجحيم على غزة

وانتقد أبو الياسين بحدّة التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أعطى مهلة حتى مساء الأحد المقبل لحماس لقبول خطته، محذرًا من «فتح أبواب جحيم غير مسبوق». 

ووصف أبو الياسين ترامب بأنه «المجرم النازي الذي يهندس المجاعة ويدير الإبادة والتجويع»، مؤكدًا أن مثل هذه التهديدات لا تصنع سلامًا، بل تفرض استسلامًا. 

ووضح أن هذا «التهديد السافر» يؤكد أن الخطة الأمريكية ليست سوى استمرار للحرب بوسائل أخرى، بهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته.

موقف حماس: رفض التهديدات والتمسك بالحقوق

من جانب آخر، أوضح أبو الياسين أن رد حركة حماس، من خلال تصريحات القيادي محمد نزال، يأتي في إطار المسؤولية الوطنية العالية. 

وأشار إلى أن الحركة، رغم ضغوط الدم والوقت، تتعامل بجدية لوقف الحرب والإبادة، لكنها «لا تقبل بمنطق التهديدات والإملاءات». 

ونوه إلى أن بدء حماس في مشاورات داخلية وخارجية واسعة يؤكد أن قرارها سيأتي منسجمًا مع مصالح الشعب الفلسطيني وثوابته، ولن يكون مجرد رد فعل على التهديدات الأمريكية، مؤكدًا أن «لن تكون النهاية التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني بعد كل هذه التضحيات».

الرد الحكيم: حماس تفوت الفرصة على ترامب وتقلب الطاولة

وفي تطور بالغ الأهمية، علق نبيل أبو الياسين على الرد الرسمي الذي سلمته حركة حماس للإخوة الوسطاء

وأشار أبو الياسين إلى أن هذا الرد يمثل «ضربة استراتيجية في صميم هندسة ترامب للخديعة»، حيث قبلت الحركة بما يشكل مكاسب إنسانية فورية من وقف الحرب والتبادل، ورفضت في الوقت ذاته التفريط بأي من الثوابت الوطنية

وأوضح أن موافقة حماس على التبادل «وفق صيغة ترامب» ولكن «مع توفير الظروف الميدانية» هي رسالة واضحة بأن المقاومة هي من يتحكم بالميدان وليس التهديدات. 

ولفت إلى أن اشتراط الربط بين أي اتفاقيات مستقبلية وبين «موقف وطني جامع» و«القوانين الدولية» يحول دون تمرير بنود التصفية، ويحبط محاولات فرقعة الفلسطينيين

واختتم أبو الياسين قائلًا: بهذا الرد الذكي والمسؤول، أحبطت حماس مخطط ترامب لوضعها أمام خيارين أحلاهما مر: إما القبول بالاستسلام أو تحمل تبعات رفض «الصفقة».

 لقد قدمت نموذجًا للقيادة التي تنتزع مكاسب تكتيكية دون التفريط بثوابت استراتيجية، وتثبت أن طريق المفاوضات الندية هو الأصوب، وليس منطق الإنذارات المسقطة.

الخليج والخطة: بين رغبة السلام وكشف التزييف


وردًا على ما نشرته نيويورك تايمز حول استعداد حلفاء ترامب الخليجيين للمضي في الخطة «مع أو بدون حماس»، هزأ أبو الياسين من هذا الادعاء ووصفه بـ «الكذب والتضليل والعاري تمامًا من الصحة». 

وأكد أن شعوب دول الخليج، قبل حكوماتها، «لا تقبل بالخداع ولا بتزييف الحقائق»، وأنها تدرك جيدًا أن أي حل حقيقي لا يمكن أن يمر دون موافقة الفلسطينيين وممثليهم الشرعيين.

 ولفت إلى أن الموقف الخليجي الحكيم لن يسمح بتبديد الفرص الحقيقية للسلام، لكنه في الوقت ذاته لن ينخدع بخطة تهدف لتصفية القضية وتكريس الاحتلال.

ازدواجية الغرب: محاربة التضامن بدل محاربة الجريمة

وختامًا لفقرات تحليله، انتقد أبو الياسين بشدة ازدواجية المعايير الغربية، مستشهدًا بطلب وزير الخارجية الإسرائيلي من نظيرته البريطانية «محاربة الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين». 

ووصف هذا الطلب بأنه "صورة طبق الأصل من منطق ترامب"، الذي يحارب حرية التعبير ويتواطأ مع جرائم الحرب

وأوضح أن هذه الدول، التي تزعم الدفاع عن القيم الديمقراطية، تكشف عن وجهها الحقيقي المنحاز تمامًا للاحتلال، حيث يتم وصم التضامن الإنساني مع شعب يعاني بالإبادة بـ «معاداة السامية»، بينما تُمَارس أبشع صور العنصرية والإبادة الجماعية تحت سمعهم وبصرهم.

وختم نبيل أبو الياسين تصريحه الصحفي قائلاً: لهؤلاء جميعًا، لنتنياهو وأذنابه، ولترامب الذي يمول ويدير أبشع جريمة إبادة وتجويع في العصر الحديث، نقول: كفاكم هرطقة واستخفافًا بعقول البشر. 

ليس هناك ما يسمى «شعب الله المختار» لقتل الأطفال والنساء بهذه الوحشية، فالله لا يختار شعبًا ليكون جلادًا، ولا يشجع على تجويع البشر حتى الموت. 

إن السلام الحقيقي لا يُبتز بالتهديد، ولا يُبنى على جماجم الأبرياء، ولا يتحقق تحت تهديد «الجحيم غير المسبوق».

 إنه يولد فقط من رحم العدالة، واعتراف الظالم بجرائمه، وتحرر المظلوم من قيوده. إن صمود غزة اليوم هو شعلة الحرية التي ستضيء الطريق للأجيال القادمة، وهي من تقول لترامب وحلفائه: لقد فشلتم في حرب الإبادة، وستفشلون في فرض صفقة الاستسلام، لأن إرادة الحياة عندما تلتقي بإرادة الشهادة، لا يمكن لأي قوة في العالم أن تهزمها.

تم نسخ الرابط