الثلاثاء 07 أكتوبر 2025 الموافق 15 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

أعراض «الذبحة الصدرية» الخطيرة.. متى تستدعي القلق؟

الذبحة الصدرية
الذبحة الصدرية

تُعد «الذبحة الصدرية» من الأمراض القلبية التي تثير القلق لدى كثير من الناس، فهي ليست مرضًا بحد ذاتها بل إشارة واضحة إلى أن هناك مشكلة في تدفق الدم إلى عضلة القلب، وتحدث «الذبحة الصدرية» عادة عندما لا يحصل القلب على كمية كافية من الأكسجين بسبب تضيق أو انسداد في الشرايين التاجية، مما يسبب ألمًا في الصدر يمكن أن يمتد إلى الذراع أو الكتف أو الرقبة، وتُعتبر «الذبحة الصدرية» من الحالات التي تستوجب الانتباه الفوري لأن إهمالها قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تصل أحيانًا إلى «النوبة القلبية» أو الوفاة إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح.

ما هي الذبحة الصدرية؟

الذبحة الصدرية هي نوع من الألم أو الضغط في منطقة الصدر ينتج عن انخفاض تدفق الدم إلى عضلة القلب، وغالبًا ما توصف بأنها «شعور بالثقل أو الانقباض» في منتصف الصدر، وتحدث الذبحة الصدرية عندما تكون هناك مشكلة في الشرايين التي تزود القلب بالدم، فقد تكون هذه الشرايين ضيقة أو مصابة بتصلب نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول، ويُطلق على هذا التراكم مصطلح «تصلب الشرايين»، وتُعد الذبحة الصدرية مؤشرًا واضحًا على وجود مرض قلبي إقفاري يجب التعامل معه بجدية، لأنها تُظهر أن القلب يعاني من نقص في الأكسجين اللازم لأداء وظيفته الحيوية.

أنواع الذبحة الصدرية

هناك نوعان رئيسيان من «الذبحة الصدرية»، الأول هو الذبحة المستقرة وهي الأكثر شيوعًا وتحدث عادة أثناء بذل مجهود بدني أو بعد تناول وجبة دسمة أو في حالات التوتر النفسي، ويختفي الألم بعد الراحة أو تناول الأدوية الموصوفة مثل النيتروغليسيرين، أما النوع الثاني فهو الذبحة غير المستقرة وهي الأخطر لأنها تحدث فجأة حتى أثناء الراحة وتستمر لفترات أطول وتُعتبر علامة تحذيرية لاحتمال حدوث نوبة قلبية وشيكة، كما يوجد نوع ثالث يُعرف باسم الذبحة الوعائية التشنجية أو «ذبحة برنزميتال» وتنتج عن تشنج مؤقت في أحد الشرايين التاجية مما يعيق تدفق الدم بشكل مفاجئ.

أعراض الذبحة الصدرية الخطيرة

تظهر أعراض «الذبحة الصدرية» بعدة أشكال، وأبرزها ألم في منتصف الصدر يُوصف غالبًا بأنه «ضغط أو حرقة أو انقباض» وقد يمتد إلى الكتف الأيسر أو الذراع أو الفك أو حتى الظهر، وقد يشعر المريض أيضًا بضيق في التنفس أو تعب غير مبرر أو غثيان أو دوار خفيف، وفي بعض الحالات قد تظهر الأعراض عند بذل مجهود بسيط أو بعد التعرض لانفعال قوي، ويجب الانتباه إلى أن الذبحة الصدرية قد تختلف من شخص لآخر، فبعض الأشخاص يشعرون بألم حاد بينما يعاني آخرون من انزعاج خفيف، وغالبًا ما تكون الأعراض أخف عند النساء أو مرضى السكري مما يجعل التشخيص أكثر صعوبة، لذلك من الضروري استشارة الطبيب فور الشعور بأي من هذه العلامات.

الأسباب والعوامل المؤدية للذبحة الصدرية

تحدث «الذبحة الصدرية» في الأساس نتيجة تضيق الشرايين التاجية بسبب تراكم الدهون والكوليسترول داخل جدرانها، مما يقلل من كمية الدم المتدفقة إلى القلب، وهناك عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول والسمنة المفرطة ومرض السكري وقلة النشاط البدني، كما أن التوتر النفسي والعادات الغذائية غير الصحية من الأسباب القوية التي تساهم في تطور الذبحة الصدرية، وتزداد احتمالية الإصابة مع التقدم في العمر خصوصًا عند الرجال فوق سن الأربعين والنساء بعد انقطاع الطمث.

متى تستدعي الذبحة الصدرية القلق؟

تستدعي «الذبحة الصدرية» القلق عندما تكون الأعراض غير معتادة أو تزداد شدتها أو تستمر لفترة أطول من المعتاد، خاصة إذا لم تختفِ بالراحة أو باستخدام الأدوية الموصوفة، كما يجب القلق الفوري إذا كان الألم مصحوبًا بتعرق شديد أو ضيق في التنفس أو فقدان للوعي، لأن هذه العلامات قد تشير إلى بداية نوبة قلبية خطيرة، وفي هذه الحالة يجب الاتصال بالطوارئ على الفور وعدم الانتظار، فكل دقيقة تمر قد تكون فارقة في إنقاذ حياة المصاب، ويُنصح المرضى الذين يعانون من الذبحة الصدرية المزمنة بمتابعة حالتهم بانتظام مع الطبيب وإجراء فحوصات دورية للشرايين والضغط ونسبة الدهون.

طرق تشخيص الذبحة الصدرية

يعتمد تشخيص «الذبحة الصدرية» على التاريخ المرضي للمريض ووصفه للأعراض، بالإضافة إلى بعض الفحوصات مثل تخطيط القلب الكهربائي الذي يُظهر التغيرات في النشاط الكهربائي للقلب أثناء الألم، واختبار الجهد الذي يقيس استجابة القلب أثناء ممارسة التمارين، وكذلك تصوير الشرايين التاجية باستخدام الأشعة المقطعية أو القسطرة لتحديد أماكن الانسداد، وفي بعض الحالات يتم إجراء فحص دم لقياس مستويات الإنزيمات القلبية التي ترتفع عند حدوث تلف في عضلة القلب، وتساعد هذه الفحوصات الأطباء في تحديد نوع الذبحة الصدرية وخطة العلاج المناسبة.

علاج الذبحة الصدرية والوقاية منها

يعتمد علاج «الذبحة الصدرية» على شدة الحالة ونوعها، ففي الحالات البسيطة يتم وصف أدوية لتحسين تدفق الدم مثل النيتروغليسيرين أو موسعات الأوعية الدموية، بالإضافة إلى أدوية تخفيض الكوليسترول وضبط ضغط الدم، أما في الحالات الشديدة فقد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا مثل تركيب دعامات لتوسيع الشرايين أو إجراء عملية مجازة للشرايين التاجية، أما الوقاية فتكون بتغيير نمط الحياة عبر الإقلاع عن التدخين، وممارسة النشاط البدني بانتظام، وتناول غذاء صحي غني بالخضروات والفواكه وتقليل الدهون المشبعة، والحفاظ على وزن صحي ومراقبة مستويات الضغط والسكر باستمرار.

الحياة مع الذبحة الصدرية

يستطيع المصابون بـ«الذبحة الصدرية» أن يعيشوا حياة طبيعية إذا التزموا بالعلاج والتعليمات الطبية، فالمتابعة المنتظمة تساعد على السيطرة على الأعراض وتجنب المضاعفات، كما أن التحكم في العوامل المسببة كالكوليسترول والضغط يقلل من فرص تكرار الذبحة الصدرية، ومن المهم أيضًا الاهتمام بالصحة النفسية لأن التوتر والانفعال يزيدان من الضغط على القلب، ويمكن للمرضى ممارسة أنشطة خفيفة مثل المشي أو اليوغا لتحسين الدورة الدموية، فالحياة الصحية المنتظمة هي خط الدفاع الأقوى ضد الذبحة الصدرية.

في النهاية تظل «الذبحة الصدرية» جرس إنذار مبكر ينبّه إلى ضرورة العناية بالقلب وعدم إهمال أي إشارة يصدرها، فالاكتشاف المبكر والعلاج الصحيح يمكن أن ينقذا حياة المريض ويمنعان تطور الحالة إلى أمراض قلبية خطيرة، لذا يجب أن يكون الوعي بأعراض «الذبحة الصدرية» جزءًا من ثقافتنا الصحية اليومية.

تم نسخ الرابط