الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 الموافق 29 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

حكم إخراج الزكاة على «الأبقار والجاموس» وعدد النصاب

الزكاة
الزكاة

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن أحكام «الزكاة» على الأنعام، لا سيما البقر والجاموس، تختلف اختلافًا واضحًا عن «الزكاة» المفروضة على الإبل أو الماعز أو الخراف، حيث بيّنت الدكتورة زينب السعيد أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن نصاب «الزكاة» في الأبقار يبدأ من ثلاثين رأسًا، مؤكدة أن هذه المسألة من المسائل الدقيقة التي يجب على المربين والتجار معرفتها جيدًا لتطبيق «الزكاة» بالشكل الصحيح الذي يرضي الله تعالى ويحقق العدالة الاجتماعية بين الناس.

نصاب الزكاة في البقر والجاموس

قالت أمين الفتوى إن من يمتلك تسعًا وعشرين بقرة أو جاموسة فلا «زكاة» عليه لأن النصاب لم يكتمل بعد، أما إذا بلغ العدد ثلاثين رأسًا فقد وجبت «الزكاة» بشرط أن تكون الأنعام سائمة، أي أنها ترعى في المراعي الطبيعية طوال العام، وألا تكون مستخدمة في العمل أو الحرث أو النقل، لأن «الزكاة» تجب على المال النامي الذي يزيد مع الزمن ولا يُستهلك في المعيشة أو الإنتاج، مشيرة إلى أن النص الشرعي واضح في ذلك، وأن العلماء أجمعوا على أن نصاب البقر يبدأ من ثلاثين رأسًا.

وأوضحت أن «الزكاة» في هذه الحالة تُحسب بعدد الرؤوس وليس بالوزن، فالعبرة بالعدد لا بالحجم، لأن المقصود في الشرع هو تنمية المال بما يحقق التكافل بين أفراد المجتمع، مؤكدة أن من يملك بقرة أو جاموسة واحدة لغرض التربية أو الاستخدام الشخصي لا «زكاة» عليه فيها، لأن المقصود هو المال النامي المتكرر وليس الحيوان المستخدم للحاجة الشخصية.

كيفية إخراج الزكاة على الأنعام

تابعت الدكتورة زينب السعيد أن من بلغ عنده العدد المحدد وهو ثلاثون رأسًا من الأبقار أو الجاموس يخرج عنها ما يسمى «تبيعًا»، وهو عجل صغير في عمر سنة تقريبًا، وسُمّي بهذا الاسم لأنه يتبع أمه في السير والرعي، وهذا هو المقدار المحدد شرعًا في هذه الحالة، أما إذا بلغ العدد أربعين رأسًا فيجب أن يخرج «مسنة» وهي أنثى من الأبقار تجاوزت السنتين، وسميت مسنة لأنها اكتملت أسنانها وأصبحت بالغة النضج.

وأكدت أمين الفتوى أن هذا التفريق بين «التبيع» و«المسنة» ورد في كتب الفقه تفصيلًا، وقد أوضح العلماء أن المقصود منه تحقيق العدل بين الأغنياء والفقراء بحيث لا يُكلف صاحب المال فوق طاقته، ولا يُحرم الفقير من نصيبه المشروع من الزكاة، موضحة أن «الزكاة» جاءت لتنقية المال من الشح والأنانية، ولتوزيع الخير بين أفراد المجتمع بما يحفظ التوازن الاقتصادي ويقوي أواصر الرحمة بين الناس.

أهداف الزكاة ومقاصدها

وأشارت دار الإفتاء إلى أن «الزكاة» ليست مجرد عبادة مالية، بل هي نظام اجتماعي متكامل يهدف إلى «تحقيق العدالة» و«حماية المجتمع من الفقر»، فهي تطهر المال وتنقي النفس وتمنح الغني فرصة للإحسان والفقير فرصة للحياة الكريمة، كما أن إخراج «الزكاة» بشكل منتظم يعزز الثقة بين أفراد الأمة ويقوي الروابط الاجتماعية، موضحة أن الشريعة راعت في تشريع «الزكاة» التوازن بين مصلحة المالك ومصلحة المحتاج.

وأكدت أن الإسلام جعل «الزكاة» فريضة مالية تعبر عن الإيمان الحقيقي، فكل من يؤديها بإخلاص يجد البركة في ماله ونفسه وأهله، وكل من يبخل بها يحرم من هذه البركة، لقوله تعالى «خُذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها»، فالمقصود منها ليس مجرد إخراج المال، وإنما تحقيق معنى التكافل والرحمة والإحسان.

إخراج زكاة الأرض المؤجرة

وفي سياق متصل، تحدثت الدكتورة إيمان أبو قورة عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن «الزكاة» في الأرض المؤجرة، موضحة أن من يستأجر الأرض ليزرعها هو من تجب عليه «زكاة» الزرع والثمار، وليس المؤجر الذي يملك الأرض، لأن «الزكاة» تتعلق بالنماء، والنماء هنا يكون من نصيب المستأجر الذي زرع وجنى المحصول، بينما المؤجر يحصل على أجر ثابت لا ينمو.

وأضافت أن جمهور الفقهاء يرون أن «الزكاة» في الزروع والثمار واجبة على المستأجر إذا بلغ محصوله النصاب، أما المؤجر فلا يُلزم بها إلا إذا بلغ المال الذي حصل عليه من إيجار الأرض النصاب بعد مرور عام هجري كامل، فيخرج حينها «زكاة المال» بنسبة 2.5% من إجمالي المبلغ، وهذا يُعرف بربع العشر، وهو الحكم الذي يضمن العدل في توزيع الثروة بحسب حال كل شخص.

الفرق بين زكاة المال وزكاة الزروع

بيّنت الدكتورة إيمان أن الفرق بين «زكاة المال» و«زكاة الزروع» يكمن في نوع المال ومصدره، فـ«زكاة الزروع» تخرج عند الحصاد مباشرة إذا بلغ الناتج النصاب، أما «زكاة المال» فتخرج بعد مرور عام هجري كامل على المال البالغ النصاب، موضحة أن الزكاة لا تسقط بالتقادم، وأن من أهمل إخراجها وجب عليه القضاء عنها فورًا، لأنها حق للفقراء لا يسقط بمرور الوقت.

الزكاة طهارة للمال وبركة للحياة

واختتمت دار الإفتاء توضيحاتها بالتأكيد على أن «الزكاة» هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي حق لله تعالى في مال الغني، وأنها سبب لزيادة الرزق ونماء البركة، فمن أخرجها طيبة بها نفسه نال الخير في دنياه وأخراه، ومن بخل بها خسر سعادة القلب وراحة الضمير، مشيرة إلى أن أداء «الزكاة» واجب على كل مسلم بلغ ماله النصاب وحال عليه الحول، وأن تطبيقها الصحيح يسهم في تنمية المجتمع واستقراره.

تم نسخ الرابط