نبيل أبوالياسين: يستنكر صمت العالم أمام قتل الصحفيين والأطفال والنساء بالقنابل الأمريكية
متابعة: محمد جوده
إن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الإحتلال بالسلاح والأموال والأخيرة تقتل الصحفيين والأطفال والنساء، وإستهداف المصور الصحفي "سامر أبو دقة " أمس بعد أكثر من 5 ساعات ونصف من إصابتةُ مع زميله وائل الدحدوح، ويتم منع سيارات الإسعاف من الوصول إليه، ويترك لينزف بمحيط مدرسة فرحانة في خانيونس جنوبي قطاع غزة حتى يلقي أنفاسة الأخيرة، تعُد جريمة حرب متكاملة الأركان مشاركة فيها الأدارة الأمريكية التي جعلت من العالم نادي للأجرام الدولي يُغتال فيها الصحافيين على الملأ دون محاسبة لانها محصنة بـ "الفيتو" الأمريكي الذي يستخدم فقط لقتل المدنيين العزل والأطفال والنساء ومن يوثق هذا من الصحفيين.
ونتعجب ممن يطالبون بفتح تحقيق دولي في إستهداف الصحفيين الفلسطينيين، وناقلي الحقيقة في غزة وإحالة مجرمي الحرب الصهاينة إلى المحاكمة الجنائية الدولية بعد إرتقاء ما يقرب من 90 صحفياً فلسطينياً في أكبر جريمة حرب بحق الصحفيين في التاريخ الحديث، ونقول لهم؛ ماذا عن التحقيق في إغتيال الصحفية "شيرين أبو عاقلة"!؟، وأين الجنائية الدولية من إغتيال 90 صحفي في سبعون يوماً بمعدل مقتل صحفي كل 20 ساعه لا حرية صحافة ولا حقوق إنسان في ظل السياسة الأمريكية المتحيزة والداعمه والمشاركة في جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، وعندما يتحرك العالم في مجلس الأمن لوقف جرائم الحرب تستخدم "فيتو" الدم لإستمرار المجازر بما فيها قتل من ينقلون الحقيقة "الصحفيين".
كما نتعجب من الحكومة الأمريكية التي تعتقد أن بقية العالم أغبياء يتحدثون عن الإرهاب وهم صانعوه ويتشدقون بدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وهم"جذور الإستبداد"، فالأرهابيين ليس من يتحدثون عن زوال إسرائيل بل من يدعون لبقاءها في فلسطين، ويدعمونها بالأموال والسلاح لقتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل، وحتى من ينقولون هذه الجرائم من الصحفيين يتم إستهدافهم وقتلهم على الهواء مباشرة في مشهد غير مسبوق يشاهدها العالم بأسرة على شاشات التلفاز، ورغم إستشهاد "90" منهم وكان أخرهم أمس مصور قناة الجزيرة الذي تُرك لعدة ساعات ينزف حتى إستشهادة، ويخرج علينا البيت الأبيض اليوم وبكل بجاحة ويقول: إنه لا مؤشرات على أن إسرائيل تتعمد إستهداف الصحفيين في غزة !!؟.
ورغم تعمد الإحتلال إستهداف الصحفيين ووكالات الأنباء المحلية والعالمية فى قطاع غزة، إلا أنة لازال الصحفيون الفلسطينيون وغيرهم يضربون المثل في البطولة، ويعيدون الإعتبار لمهنة الصحافة، ويقدمون للعالم نموذجاً كيف تكون صحفياً مهنياً وناقلاً للحقيقة وكيف ترسي بمهنيتك قواعد راسخة للدفاع عن الحق والقضايا الإنسانية، فالمجد كل المجد للمقاومة الفلسطينية، والمجد لناقلي الحقيقة للعالم فالأولىّ أثبتت للجميع بقدرتها على دحر وكسَر الجيش الذي لايقهر كما زعموا وزعمت أمريكا وتغنىّ بعظمتةُ وقوتة الدول الغربية، والآخيرة فضحت المتشدقين من نيويورك وأوروبا في كل المحافل عن حرية الصحافة وإحترام حقوق الإنسان بنقلهم الحقيقة من أرض المعركة ويدفعون حياتهم ثمناً لهذا، وشاهد الحقيقة جميعها العالم بأسرة.
وألفت: في مقالي إلى تصريحات نائبة الرئيس الأمريكي "كامالا هاريس" والتي قالت: فيها، إني أريد من البيت الأبيض أن يبذل المزيد من التعاطف بشأن الأضرار الإنسانية في غزة !، وذكر أن الرئيس"جو بايدن"، كان من بين المسؤولين الذين حثتهم "هاريس" على إظهار المزيد من التعاطف تجاه المدنيين الفلسطينيين!!، وأضافت "هاريس"أنها تعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تكون "أكثر صرامة" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، ودعت إلى أن تكون أكثر قوة في السعي لتحقيق سلام طويل الأمد وحل الدولتين، وفق ماجاء في مجلة"بوليتيكو" الأمريكية، وترد قوات الإحتلال بعدها بوقت قصير بإستهداف مصور قناة الجزيرة "سامر أبو دقة " ومراسلها "وائل الدحدوح" وترك الأول ينزف لمدة 5 ساعات ويمنع وصول سيارة الإسعاف لنقلة للمستشفى حتى لقي مصرعه متأثراً بإصابتةُ.
ويزعم وزير الخارجية بلينكن أن الحكومة الإسرائيلية لديها "نية" عدم قصف المدنيين الفلسطينيين ومحاصرتهم، "لكن النتائج لا تظهر نفسها دائمًا" وونتساءل ما هو حجم القصف والحصار المطلوب قبل أن يدرك "بلينكن" أنه متعمد!؟، وعندما وجه الصحفي الأمريكي ورئيس مراسلي شبكة CNN بواشنطن"جيك تابر" سؤالاً: لـ "بلينكن" لماذا وقفت الولايات المتحدة بمفردها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة لعرقلة وقف إطلاق النار، وتتجنب الإدارة الكونجرس لإرسال المزيد من الأسلحة إلى إسرائيل.
متواصلاً؛ لقد قلت هذا الأسبوع أن هناك، أقتباس، "فجوة بين نية حماية المدنيين الفلسطينيين، والنتائج الفعلية التي نراها على الأرض" في غزة، وهل يمكنك وصف تلك الفجوة؟ ما الذي تفعله إسرائيل الآن والذي تعتقد أنه لا يظهر ما يكفي من الرعاية أو الحماية للمدنيين الفلسطينيين؟، وكان جواب وزير الخارجية الأمريكي مراوغاً ولم يقتنع به"جيك تابر" حيث قال"بيلنكن" إننا نعتقد أنه يجب إعطاء الأولوية لحماية المدنيين، والتأكد من وصول المساعدة الإنسانية إلى كل من يحتاج إليها، وكما قلت، أعتقد أن النية موجودة، لكن النتائج لا تظهر نفسها دائمًا، ونحن نرىّ ذلك من حيث حماية المدنيين والمساعدة الإنسانية!!؟.
وتطرق "جيك تابر" إلى سؤال أربك "بلينكن" عندما قال: له لقد قال: الجيش الإسرائيلي لشبكة CNN في وقت سابق من هذا اليوم إنهم يقدرون أنهم قتلوا حوالي 7000 من مقاتلي حماس ! هل هؤلاء هم الأطفال أم من أفراد حماس ؟ ومتى تتوقع أن تنتهي هذه المرحلة من الحملة العسكرية الإسرائيلية؟، ومن الواضح أنهم لا يستطيعون قتل كل عضو في حماس، وحتى لو فعلوا ذلك، فسيظهر 150 ألف عضو جديد من حماس في اليوم التالي، هل يخبرك الإسرائيليون بأي شيء عن الموعد الذي ستنتهي فيه هذه المرحلة؟ لأنه من الواضح أن عدد القتلى المدنيين آخذ في الإرتفاع؛ إنه أمر لا يمكن تصوره، وأشار الوزير أوستن إلى أن إسرائيل قد تواجه في نهاية المطاف هزيمة إستراتيجية من خلال مطاردة الكثير من الفلسطينيين للإرتماء في أحضان حماس.
فتجاهل"بلينكن" الشق الأول من السؤال، عن قتل الـ 7000 من عناصر حماس وقال: إننا أجرينا هذه المناقشات مع إسرائيل، بما في ذلك حول المدة وكيفية تنفيذ هذه الحملة ضد حماس، وهذه قرارات يتعين على إسرائيل أن تتخذها، ولكن على حماس أن تتخذ قرارات أيضاً!؟ ويمكن أن يخرج من الإختباء خلف المدنيين غداً، وأضاف "بلينكن" يمكنها إلقاء أسلحتها غداً، ويمكنها الإستسلام غداً، وسينتهي هذا ولكن حماس لا تريد الإستسلام ومستمره في القتال ومن حق إسرائيل الدفاع عن نفسها والقضاء على حماس حتى لا يتكرر ما حدث في 7 أكتوبر مره أخرىّ .
وفي سؤال "جيك تابر" عن إستهداف الصحفيين قال: لـ "بلينكن" إن لجنة حماية الصحفيين قالت : إن ما لا يقل عن 89 صحفياً وعاملاً في وسائل الإعلام تم إستهدافهم ولقي مصرعهم رغم أنهم مميزين ومعروفين من خلال سترة توضح بأنهم صحفيين ومنهم فلسطينيين في هذه الحرب، ويُفترض أن معظم ذلك، إن لم يكن بالكامل، بسبب ضربات جيش الدفاع الإسرائيلي، هل هذا مقبول بالنسبة لك؟ لقد جعلت من حرية الصحافة السمة المميزة لولايتك. كيف تفسر كل هذه الوفيات للصحفيين؟، وكيف يفسر الإسرائيليون ذلك؟.
فأجب الوزير إني أرى الصحفيين، بما في ذلك بعض زملائك، والعديد من المؤسسات الإخبارية الأخرىّ، يضعون حياتهم على المحك لمجرد جلب الأخبار، وتقديم الحقائق، وتقديم المعلومات إلى العالم، وأنا معجب للغاية بـ ما يفعلونه، للشجاعة التي يظهرونها، وللأهمية الحيوية لمهمتهم، ونريد أن نتأكد؛ من أنه مثلما يتمتع كل مدني بالحماية إلى أقصى حد ممكن، فإن الصحفيين يتمتعون بالحماية أيضاً!!، وهنا عندما يتعلق الأمر بالحالات التي قُتل فيها صحفيون، نريد التأكد: من أنه تم التحقيق فيها وأننا نفهم ما حدث وأن هناك مساءلة!!؟.
وأشير في مقالي: إلى أنه عندما يصل الأمر وتتحدث الصحف الغربية بأن سكان أشقاءنا في غزة اليائسين، الذين يعانون من الجوع الشديد بعد أكثر من شهرين من الحصار، ويوقفون شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة، ويأخذون منها الطعام ويلتهمونه على الفور من أثر الجوع ، ومع ذلك تواصل القوات الإسرائيلية قصف المدنيين الفلسطينيين ومحاصرتهم، وجميع الدول العربية والإسلامية عاجزة بشكل كلي طول هذه الفترة من إدخال ما يكفيهم من المساعدات رغم إجتماعهم قبل 35 يوما ً في "القمة العربية الإسلامية" وتعهدوا بوقف إطلاق النار وكسر الحصار وإدخال المساعدات دون شرط، وترقبت شعوبهم وشعوب العالم يأسرة لتنفيذ ما تعهدوا به ولم نرىّ حتى يومنا هذا أي قرار مما زعم بتنفيذة!!؟ .
فكيف لنا "كـ"عرب عندما يقول"فيليب لازارين"رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مؤتمر صحفي في جنيف وتنقله الفضائيات والصحف الغربية، إن سكان غزة اليائسين الذين يعانون من الجوع الحاد بعد أكثر شهرين من الحصار يوقفون شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة ويأخذون منها الطعام ويلتهمونه على الفور، وأضاف؛ بعد يومين من زيارتةُ لرفح في الطرف الجنوبي من قطاع غزة: هذا هو مدىّ يأسهم وجوعهم لقد شهدت ذلك بنفسي، وفي كل مكان تنظر إليه تجد ملاجئ مؤقتة !؟، وفي كل مكان تذهب إليه، تجد الناس جائعين ويائسين ومذعورين.
وختاماً : أن إسرائيل تدفع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة بلا هوادة جنوباً في الوقت الذي تسعى فيه قواتها إلى تدمير الجناح العسكري لحركة حماس وبنيتها التحتية، وقد تم تهجير أكثر من 85% من السكان، وفقاً للأمم المتحدة، وكانت رفح موطناً لبضعة مئات الآلاف من الأشخاص قبل الحرب، وقد إرتفع عدد سكانها بشكل كبير في الأيام الأخيرة، وقد وصل الأشخاص الفارون من الحملة الجوية في الشمال في وقت مبكر من الحرب، على الرغم من أن إسرائيل واصلت قصف أهداف في رفح أيضاً، ووفق منظمات الإغاثة إن عشرات الآلاف الآخرين وصلوا هذا خلال الأيام القليلة الماضية، ويتجمعون في مناطق "تل السلطان" والمواصي، الواقعة في أقصى الغرب على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
ويعيش الكثيرون في رفح الآن في ظروف مزرية ومكتظة، ولا يوجد لديهم سوىّ ملاجئ بدائية مرتجلة لحمايتهم من العوامل الجوية مع حلول فصل الشتاء، وكل يوم هو بمثابة كفاح من أجل الحصول على الغذاء الكافي والمياه النظيفة حتى المراحيض التي باتت نادرة بالنسبة لهم يكافحون من أجلها، والعالم بأسرة يكتفي بالشجب والتنديدات فقط، وأمريكا تقف بمفردها وتتحدى العالم بأكملة وتعرقل قرار الآمم المتحدة لوقف إطلاق النار، وتأتي "واشنطن" كدولة واحدة تخطف قرار شعوب العالم الذين كانوا يترقبون قراراً بوقف إطلاق النار بـ"فيتو" القتل والدمار.
وأؤكد: في مقالي أن ماقام به الجنود الإسرائيليين من تدنيس المساجد ورددوا صلاة يهودية في أحد مساجد الضفة الغربية، وسخرية أحدهم الذي أعتلىّ المنبر ومسك المايك ويغني يعُد إنتهاك صارخ للمقداسات الدينية، مؤكداً: لو قام جندي عربي أو مسلم بهذا العمل الإجرامي والمشين في إحدىّ الكنائس أو المعابد اليهودية، أو بوظية أو ماجوسية لقام العالم الغربي المنافق بالويلات والأهات، وتشدقت أبواقهم بأن العرب والمسلمين إرهابيين، ولكن عندما يكون الأمر من جانب الإحتلال لا نسمع صوت وكأنهم أصناماً لايسمعون ولا ينتقون، لذا؛ نقولها الآن لأمريكا والدول الغربية لاحديث لكم بعد اليوم يسمع عن الديمقراطية وحرية الصحافة وحقوق الإنسان فأنتم غير أهل لها.