احذر هذه الخرافة.. البركة في الرزق هل هي في المال أم الأولاد؟
تعد البركة في الرزق من المفاهيم التي يتداولها الناس كثيرًا في حياتهم اليومية، لكن قليلون هم من يفهمون معناها الحقيقي وأثرها الكبير على حياتهم، البعض يعتقد أن البركة ترتبط فقط بالمال أو الوفرة المادية، بينما الحقيقة أن البركة هي نعمة من الله سبحانه وتعالى تجعل الرزق مهما كان قليلاً أكثر تأثيرًا وأكثر فائدة، هذه البركة تتعدى الحسابات المادية التقليدية، وتلعب دورًا محوريًا في الشعور بالقناعة والرضا، حتى وإن كان الرزق في صورته الظاهرة قليلًا.
البركة في الرزق والتكديس المادي
وفقًا للداعية الإسلامي الدكتور عمرو مهران، هناك خلط شائع بين البركة في الرزق والتكديس المادي، كثيرون يظنون أن البركة مرتبطة فقط بزيادة الأموال أو الممتلكات المادية، لكن البركة الحقيقية تكمن في كيفية تأثير الرزق على حياتنا وكيف يشعر الإنسان بما يملكه، فالإيمان بأن الرزق هو من عند الله هو مفتاح البركة، وهذه البركة يمكن أن تجعل القليل يكفي ويغني عن الكثير.
وأوضح الدكتور مهران أن البركة ليست في عدد الأشياء أو في كثرة المال، بل هي تلك الزيادة التي تحدث في تأثير الرزق على حياة الإنسان، فحتى وإن كانت كمية المال قليلة، لكن مع البركة تصبح كافية وتفي بالغرض، في حين أن المال الكثير بدون بركة قد يسبب شقاء وعدم رضا، فالنبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن البركة النبوية هي أغلى ما في الدنيا، وهي التي تجعل الرزق بسيطًا لكن ذو تأثير عميق في حياة صاحبه.
وتطرق الدكتور مهران إلى موضوع المعاصي والذنوب وكيفية تأثيرها على البركة في الرزق، فالذنوب لا تعني توقف الرزق أو حرمان الإنسان منه بشكل مباشر، ولكنها تؤثر على التوفيق والبركة في استخدامه، فالإنسان قد يحصل على الرزق، لكنه لن يشعر بقيمته أو سيعاني من صعوبة في استخدامه بطريقة صحيحة، مع ارتكاب المعاصي، قد يصبح الرزق بلا بركة حتى وإن كان يتم كسبه بطرق حلال، الشعور بعدم رضا عن الرزق قد يكون نتيجة لفقدان البركة، والشعور بأن المال لا قيمة له رغم وجوده.
وأشار الدكتور مهران إلى أن التوفيق والبركة ليسا مرتبطين بكمية المال الذي يملكه الشخص، بل بكيفية استخدامه والشعور بالرضا عن ما لديه، فالشخص الذي يشعر بالبركة في رزقه يشعر بالقناعة حتى وإن كان رزقه قليلًا، في حين أن الشخص الذي يفتقد البركة قد يشعر أن ما يملكه لا يفي بالغرض، مهما كان كثيرًا.
وأكد الدكتور مهران أن على الإنسان أن يسعى لطلب البركة في رزقه من خلال الإيمان بالله، والتقوى والابتعاد عن المعاصي التي قد تؤثر سلبًا على حياته، فالبحث عن البركة يعني السعي لتحقيق التوفيق والنجاح في الحياة، بما يضمن الرضا والتوفيق في استخدام الرزق بطرق ترضي الله.
فوائد عظيمة للاستغفار على الإنسان
يشير مركز الأزهر العالمي للفتوى إلى أن الاستغفار لا يعود بالنفع فقط على الجانب الروحي، بل يمتد أثره ليشمل العديد من الجوانب المادية والمعنوية في حياة الإنسان، ومن بين الفوائد التي تتحقق بفضل الاستغفار:
1.التقرب من الله تعالى: يُعَدّ الاستغفار وسيلةً للتقرب إلى الله وزيادة التعلق به، فهو من أعظم صور الذكر التي تؤكد افتقار العبد إلى خالقه.
2.تفريج الكرب وانشراح الصدر: يسهم الاستغفار في إزالة الهموم والغموم التي قد تثقل على النفس، مما يمنح الإنسان شعورًا بالراحة والطُمأنينة.
3.دخول الجنة: يُعَدّ الاستغفار أحد أسباب مغفرة الذنوب، وبالتالي مفتاحًا لدخول جنات النعيم.
4.دفع البلاء والمصائب: يساعد الاستغفار في رفع البلاء الذي قد يصيب الإنسان، ويدفع الكثير من الصعوبات التي تواجهه في حياته.
5.الشفاء من الأمراض: يرى العلماء أن كثرة الاستغفار يمكن أن تكون سببًا في الشفاء من بعض الأمراض، إلى جانب كونه وسيلة لدفع الفقر وجلب الرزق.
6.التكفير عن الذنوب: الاستغفار يطهّر النفس من صغائر الذنوب، وقد يغفر الكبائر إذا صاحبته نية التوبة الصادقة.
الاستغفار وسعة الرزق
أشار مركز الأزهر إلى ارتباط الاستغفار بسعة الرزق وإنزال البركات، مستدلًا بآيات من القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} وبيّن أن الله سبحانه وتعالى جعل الاستغفار وسيلة لإدرار الخير على العباد، سواء كان ذلك من خلال زيادة المال أو بركة الأولاد.