تعرف على كيفية إخراج الزكاة.. دار الإفتاء توضح أبرز الاستفسارات

تُعد الزكاة من أهم أركان الإسلام التي تعكس روح التكافل الاجتماعي وتعزز العدالة بين أفراد المجتمع، وفي ظل استفسارات متزايدة من المسلمين حول كيفية إخراج الزكاة وأوجه صرفها، قدمت دار الإفتاء المصرية مؤخرًا إجابات شاملة ومفصلة، توضح العديد من الجوانب المتعلقة بهذا الركن الأساسي، بما في ذلك حكم زكاة المال، صرفها على التعليم، وسداد ديون المتوفى.

زكاة المال: الأصل والربح معًا

صرّح الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، أن الأصل في إخراج زكاة المال هو احتسابها على أصل المال والأرباح معًا، وأوضح أن المزكّي يجب عليه جمع أصل المال مع الأرباح الناتجة عنه ثم إخراج نسبة 2.5% من الإجمالي.

وأشار عثمان إلى أنه في حالة تناقص أصل المال نتيجة استخدامه لتلبية الاحتياجات الحياتية الأساسية، يُسمح بإخراج 10% فقط من قيمة الربح المتحقق، بما يراعي أحوال المكلفين وظروفهم المعيشية، هذا التوضيح جاء ردًا على سؤال طُرح عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على موقع "فيسبوك"، حيث أكد الشيخ أن التيسيرات الممنوحة تتماشى مع مقاصد الشريعة التي تجمع بين أداء الواجبات الشرعية ومراعاة الضرورات الحياتية.

صرف الزكاة على التعليم: الإنسان قبل البنيان

فيما يتعلق بإمكانية صرف أموال الزكاة على التعليم، صرّح الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بجواز ذلك بشرط أن تصرف مباشرة على الإنسان، وأوضح أن أموال الزكاة يمكن استخدامها لدفع أجور المعلمين أو توفير الاحتياجات الضرورية للمتعلمين، وهو ما يندرج تحت مصرف "في سبيل الله" بمفهومه الواسع الذي يشمل الجهاد في سبيل المعرفة ونشر العلم.

ومع ذلك، شدد وسام على أن أموال الزكاة لا يجوز استخدامها في بناء المدارس أو المؤسسات التعليمية، حيث إن الزكاة موجهة للأفراد المحتاجين وليس للبنى التحتية، وأكد أن بناء المدارس يمكن تمويله من أموال الصدقات التي تتسم بمرونة أكبر وتتيح توجيهها لأغراض تنموية أوسع.

حكم دفع الزكاة لسداد ديون المتوفى

أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الشرع يشترط أولًا النظر إلى تركة المتوفى، فإذا ترك المتوفى تركة كافية لسداد ديونه، فيجب سداد الدين منها، أما إذا كان المتوفى فقيرًا ولم يترك تركة كافية، وكان ورثته غير قادرين على السداد، فإنه يجوز استخدام أموال الزكاة لسداد ديونه.

وأشار شلبي إلى أن هذا الحكم يعكس رحمة الشريعة الإسلامية وحرصها على مراعاة الظروف الاجتماعية والمالية للأسر الفقيرة، حيث تستند هذه الحالة إلى مبدأ التكافل الاجتماعي الذي تهدف الزكاة إلى تحقيقه.

الزكاة: عبادة مالية ودعامة للتكافل الاجتماعي

تبرز من خلال هذه التوضيحات أهمية الزكاة كوسيلة لتحقيق التوازن الاجتماعي والاقتصادي، فهي ليست مجرد عبادة مالية، بل تُعد ركنًا أساسيًا لتحقيق التكافل والعدالة، ومن خلال السماح بصرف أموال الزكاة على قضايا التعليم وسداد الديون وفق ضوابط محددة، تقدم دار الإفتاء نموذجًا عمليًا لكيفية استثمار الزكاة في حل مشكلات حيوية تعزز من استقرار المجتمع.

إن هذه الفتاوى التي أصدرتها دار الإفتاء المصرية تؤكد حرص الشريعة الإسلامية على تلبية احتياجات الأفراد وظروفهم المتنوعة، ما يجعل الزكاة أداة فعّالة للتنمية وتحقيق السلم الاجتماعي، ومع هذه الإجابات الشاملة، يتجلى بوضوح كيف يمكن للزكاة أن تكون جسرًا بين الواجب الديني والمصلحة العامة.

وفي سياق متصل تحدث الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوي بدار الإفتاء المصرية، خلال برنامج "فتاوى الناس" المذاع على فضائية قناة الناس، وحسم الأمر حول هل تجب الزكاة على من عليه دين للبنك أقساط شهرين لمدة ثلاثين عاما إذا كان القيمة الإجمالية للقرض تفوق المدخرات؟

زكاة ديون البنك

وقال الدكتور هشام ربيع أمين الفتوي: "في الزكاة بنعمل حسبة كويسة عشان نعرف نطلع الزكاة، ومعروف للجميع أن في نصاب للزكاة بيعدي عليه سنة قمرية يعنى حول، ويجي في نهاية السنة يحسب لو النصاب ماشي معاه وبلغ 85 جرام ذهب عيار 21 واجب عليا الزكاة بيعمل الاتي يضع قيمة الزكاة التى عليه وينقص منهم كل دين عليا سواء دلوقتي أو مستقبل".

وأضاف أمين الفتوي: "ونعمل يساوي ولو طلع النصاب موجود يجب عليه الزكاة ولو مش موجود لا يجب عليا الزكاة، والحسبة دي لما نعملها ترتاح جدا ، واخصم كل الأقساط خلال حسبة نصاب الزكاة ما على الناس لك لابد من تخصمه من الزكاة".

يجوز قراءة القرآن عن طريق الهاتف أثناء الحيض؟

أجاب الشيخ الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال لبرنامج "فتاوى الناس" المذاع على فضائية قناة الناس، حول هل يجوز قراءة القرآن عن طريق التليفون خلال أيام فترة الحيض؟

ورد أمين الفتوي قائلا: "قراءة القرآن في الحديث النبوي المفهوم لا يقرأ الجنب أو الحائض شيء من القرآن ومعنى ذلك لا يقرأ أي لا يجريه على لسانه ولا يتلفظ به والجنب سواء ذكر أو أنثى والحائض والنفساء مقصود بها النساء لا يقرأ من المصحف الورقي أو الكومبيوتر إنما لو أجرت القران على قلبها أو قرأت بعينها والأحسن تسمع بأذنها والسامع والتالي والناظر كلهم في الأجر سواء".

وتابع أمين الفتوي: "في مثال حالة الحيض نقول لها أنها لها في العبادات الأخرى فسحة وعندها الذكر والصلاة على النبي وسماع القرآن وجريان القران على قلبها، إلا إذا لو كانت طالبة أو معلمة ويجب عليها أن تمتحن فتجري القرآن على لسانها ولا شئ عليها استثناء في هذه الحالة".