الخوف والنسيان.. حقائق صادمة عن مرض شريف مدكور تكشف للمرة الأولى

في الساعات الأخيرة، تصدر الإعلامي المصري شريف مدكور مؤشرات البحث على جوجل ومنصات التواصل الاجتماعي بعد الكشف عن تفاصيل معاناته مع اضطراب الوسواس القهري خلال حواره مع الإعلامي خالد عليش في بودكاست “ع الرايق”، تصريحات شريف مدكور أثارت اهتمام الجمهور، ليس فقط لشجاعته في التحدث عن موضوع يُعتبر من المواضيع الحساسة، ولكن أيضًا لدفع الكثيرين للبحث عن ماهية هذا الاضطراب وأعراضه وكيفية التعامل معه.

اضطراب الوسواس القهري: تعريفه وأبعاده

اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو حالة نفسية طويلة الأمد تتميز بأفكار متكررة وغير مرغوب فيها تُعرف باسم الهواجس، بالإضافة إلى سلوكيات متكررة قهرية يحاول الشخص من خلالها التخفيف من القلق الناتج عن هذه الأفكار، يمكن لهذا الاضطراب أن يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المصاب به، حيث يستهلك وقتًا كبيرًا من يومه وقد يتسبب في ضائقة نفسية وعاطفية شديدة.

ما الذي يميز الوسواس القهري؟

وفقًا للمعلومات الطبية المنشورة على موقع "NIMH"، الأشخاص المصابون بالوسواس القهري يعانون عادةً من الهواجس أو السلوكيات القهرية أو كليهما، الهواجس هي أفكار أو صور ذهنية متكررة تُسبب الضيق والقلق، ومن الأمثلة الشائعة عليها:

- الخوف من الجراثيم أو التلوث: يصبح الشخص مهووسًا بالنظافة بشكل مفرط.
- الخوف من النسيان أو فقدان الأشياء: القلق من وضع الأشياء في غير أماكنها.
- الخوف من فقدان السيطرة: كأن يخشى الشخص إيذاء نفسه أو الآخرين.
- أفكار عدوانية: يمكن أن تكون موجهة نحو الذات أو الآخرين.
- الرغبة في النظام المثالي: الهوس بترتيب الأشياء بشكل معين.

السلوكيات القهرية

تدفع الهواجس الكثير من الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب إلى تبني سلوكيات قهرية متكررة مثل غسل اليدين بشكل مبالغ فيه، التحقق المستمر من قفل الأبواب أو الأجهزة المنزلية، أو حتى إعادة ترتيب الأشياء بطريقة معينة، وعلى الرغم من إدراك المصاب أن هذه السلوكيات قد لا تكون منطقية، إلا أنه يجد صعوبة في مقاومتها.

أعراض إضافية ومضاعفات محتملة

من الجدير بالذكر أن بعض الأشخاص المصابين بالوسواس القهري قد يعانون أيضًا من اضطرابات أخرى مثل اضطراب التشنجات العصبية، هذا الاضطراب يتضمن حركات أو أصوات متكررة وغير إرادية، مثل:
- حركات عصبية مكررة: كرمش العين أو اهتزاز الرأس والكتفين.
- أصوات غير إرادية: كالشخير أو تفريغ الحلق.

إضافة إلى ذلك، قد يصاحب الوسواس القهري اضطرابات مزاجية أو قلق مفرط، مما يزيد من تعقيد الحالة.

بداية الأعراض وتطورها

عادةً ما تبدأ أعراض الوسواس القهري في مرحلة الطفولة أو الشباب المبكر، ويتم تشخيص معظم الحالات في هذه الفترة، قد تتطور الأعراض ببطء أو تختفي لفترات، ولكنها غالبًا ما تزداد سوءًا في أوقات التوتر أو الضغوط النفسية، ومن الملاحظ أيضًا أن طبيعة الهواجس والسلوكيات القهرية قد تتغير بمرور الوقت.

العلاج والأمل

على الرغم من التحديات الكبيرة التي يفرضها اضطراب الوسواس القهري، إلا أن العلاج متاح ويمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة المصابين به، تشمل خيارات العلاج:

1. العلاج النفسي: مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي يُركز على تغيير الأفكار والسلوكيات.
2. الأدوية: مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين (SSRIs) التي تساعد في تقليل الأعراض.
3. الدعم الأسري والمجتمعي: لتوفير بيئة مشجعة ومتفهمة.

شجاعة شريف مدكور في تسليط الضوء

حديث شريف مدكورعن معاناته مع الوسواس القهري يعكس شجاعة استثنائية، حيث يُساهم في كسر وصمة العار المحيطة بالاضطرابات النفسية، فتح باب النقاش حول هذا الموضوع يُمكن أن يُلهم الكثيرين ممن يعانون بصمت للبحث عن المساعدة والتحدث عن تجاربهم، يُعتبر حديث شريف مدكور خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي بالصحة النفسية في المجتمعات العربية، ودعوة لتقبل المصابين بهذه الاضطرابات ودعمهم في رحلتهم نحو التعافي.