العدوى الفيروسية والحساسية.. أهم الأسباب وراء احتقان الحلق لدى الأطفال
يعد احتقان الحلق من الأعراض الشائعة التي يعاني منها الأطفال، وقد يكون نتيجة للعديد من الأسباب التي تتفاوت في شدتها ومدة تأثيرها، من بين هذه الأسباب تتصدر العدوى الفيروسية والحساسية القائمة، حيث يشكلان المصدرين الرئيسيين لاحتقان الحلق عند الأطفال، في هذا المقال يتناول القارئ نيوز أبرز الأسباب وراء هذه الحالة، مع تسليط الضوء على كيفية تأثيرها على صحة الأطفال، وطرق الوقاية والعلاج.
العدوى الفيروسية وأثرها على الأطفال
تعد العدوى الفيروسية من أكثر الأسباب شيوعًا التي تؤدي إلى احتقان الحلق لدى الأطفال، تشمل هذه العدوى الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، مثل فيروسات البرد والإنفلونزا وفيروسات كورونا وفيروس الحلق (المعروف أيضًا بالفيروسات المعوية)، عند الإصابة بهذه الفيروسات، يبدأ الجهاز المناعي في محاربة العدوى، ما يؤدي إلى حدوث التهابات في الحلق، مما يسبب الشعور بالاحتقان.
الأعراض المصاحبة لهذه العدوى تشمل السعال، والحمى، والرشح، وأحيانًا قد يرافقها ألم في الأذنين أو صعوبة في البلع، في الغالب لا تتطلب العدوى الفيروسية علاجًا محددًا، حيث يتعافى الطفل بشكل طبيعي بعد مرور بضعة أيام من الراحة والعناية المنزلية، ومع ذلك يمكن استخدام بعض الأدوية المسكنة لتخفيف الأعراض وتسهيل الراحة للطفل.
الحساسية وتأثيرها على احتقان الحلق
الحساسية هي سبب آخر شائع لاحتقان الحلق لدى الأطفال، خاصة لأولئك الذين يعانون من مشاكل تحسسية مزمنة مثل الربو أو الحساسية الموسمية، يمكن أن تتسبب المواد المسببة للحساسية مثل حبوب اللقاح، والغبار، ووبر الحيوانات، والعفن في تهيج الجهاز التنفسي والحلق، تتفاعل أجهزة المناعة لدى الأطفال المصابين بالحساسية بشكل مفرط مع هذه المواد، مما يؤدي إلى التهابات خفيفة في الحلق وتورمه.
إلى جانب احتقان الحلق، قد يعاني الأطفال المصابون بالحساسية من أعراض أخرى مثل سيلان الأنف، والعطس المستمر، وحكة في العينين، والشعور بالعطش، في مثل هذه الحالات، يتم التعامل مع الحساسية عن طريق استخدام الأدوية المضادة للهستامين، والعلاجات الموضعية مثل البخاخات الأنفية، وكذلك تجنب التعرض للمثيرات المعروفة.
أسباب أخرى لاحتقان الحلق عند الأطفال
بالإضافة إلى العدوى الفيروسية والحساسية، يمكن أن يكون لاحتقان الحلق أسباب أخرى تتضمن العدوى البكتيرية، والتهابات اللوزتين، والتعرض للمواد الكيميائية أو الملوثات، من بين هذه الأسباب تعد العدوى البكتيرية مثل التهاب الحلق العقدي (الذي تسببه بكتيريا المكورات العقدية) من الحالات التي تتطلب علاجًا باستخدام المضادات الحيوية، قد يعاني الأطفال المصابون بالتهاب الحلق العقدي من أعراض مثل الحمى الشديدة، وتورم الغدد اللمفاوية، وصعوبة البلع.
كيفية الوقاية والعلاج
لحماية الأطفال من احتقان الحلق، يجب أن يتم اتخاذ بعض التدابير الوقائية، أولاً من المهم الحفاظ على نظافة اليدين، حيث أن غسل اليدين بشكل منتظم يقلل من خطر الإصابة بالعدوى الفيروسية والبكتيرية، كما يجب تجنب تعرض الأطفال للأشخاص المصابين بالزكام أو الإنفلونزا.
بالنسبة للأطفال الذين يعانون من الحساسية، يجب تجنب المثيرات المعروفة قدر الإمكان، يمكن أيضًا استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب الذي يشمل الأدوية المضادة للحساسية أو بخاخات الأنف.
عند الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية، يُفضل الراحة والراحة في المنزل، مع تناول السوائل الدافئة والمغذية لتخفيف الاحتقان وتخفيف الأعراض. في حالات العدوى البكتيرية مثل التهاب الحلق العقدي، يجب استشارة الطبيب للحصول على العلاج بالمضادات الحيوية.
احتقان الحلق لدى الأطفال هو مشكلة صحية شائعة، ويمكن أن يكون ناتجًا عن عدة أسباب، بما في ذلك العدوى الفيروسية، والحساسية، والتهابات بكتيرية، من خلال التعرف على الأسباب المحتملة ومعرفة كيفية التعامل مع الأعراض، يمكن تقليل تأثير هذه الحالة على صحة الطفل، إن الوقاية والعلاج المناسبين يلعبان دورًا كبيرًا في تقليل احتمالية الإصابة وتحسين حالة الطفل بسرعة وفعالية.