الاحتلال يسيطر على طول خط ألفا بمرتفعات الجولان
في إطار توسع التوترات فى سوريا، استغل قوات الاحتلال الإسرائيلي حالة عدم الاستقرار بسوريا وتوسيع وجودها العسكري في مرتفعات الجولان، حسبما ذكرت وسائل الإعلام العبرية.
المنطقة العازلة فى سوريا
واحتل جيش الاحتلال الإسرائيلي المنطقة العازلة في الجولان، في الصباح التالي لسقوط نظام الأسد، بعد تمركز الدبابات وقوات المشاة على خط ألفا على حدود مرتفعات الجولان، الذي يفصل مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل عن سوريا، داخل المنطقة منزوعة السلاح، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية.
وتواجد جيش الاحتلال الإسرائيلي العسكري مبرراً في مرتفعات الجولان، قائلًا: "إنه في ضوء الأحداث بسوريا ووفقًا لتقييم الوضع واحتمال دخول مسلحين إلى المنطقة العازلة، تمركزت قوات بالمنطقة العازلة وفي عدد من النقاط الضرورية من أجل ضمان أمن مستوطنات هضبة الجولان ومواطني إسرائيل".
خنادق عميقة وواسعة
وفى إطار الأحداث المتسارعة في سوريا، وما إذ كان جيش الاحتلال يتدخل في الشأن السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد، وفراره إلى روسيا، ومنحه حق اللجوء الإنساني، قال جيش الاحتلال: "إنه لا يتدخل في الأحداث التي تجري بسوريا، مع الحفاظ على المنطقة العازلة".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي بناء حاجز جديد على طول خط الحدود، وتحفر الجرافات خنادق عميقة وواسعة مضادة للدبابات على طول الخط الشرقي للحدود "شريط من الأرض يفصل بين البلدين".
خطوة محدودة ومؤقتة من قوات الاحتلال
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، إن وجود قوات الاحتلال الإسرائيلية في الأراضي السورية خطوة محدودة ومؤقتة في ظل حالة الارتباك التي أعقبت سقوط بشار الأسد.
ووجهت إسرائيل ضربات جوية إلى مواقع يشتبه أنها تستخدم للأسلحة الكيميائية وصواريخ بعيدة المدى بسوريا لمنع وقوعها في أيدي أطراف أخرى، بحسب ما أعلنه وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي.
تنفيذ ضربات جوية على دمشق
نفذت القوات الجوية التابعة لجيش الاحتلال موجات من الهجمات حول دمشق في الساعات الأخيرة، بهدف تدمير مجموعات الأسلحة المتقدمة ومنشآت إنتاج الذخائر، إضافة إلى تعرض مستودع للأسلحة الكيميائية في سوريا لهجوم.
وصرح ساعر: "لهذا السبب هاجمنا أنظمة الأسلحة الاستراتيجية، مثل الأسلحة الكيميائية المتبقية، أو الصواريخ والقذائف بعيدة المدى".
وأضاف ساعر أيضًا عن المفاوضات المتعثرة مع حماس بشأن إطلاق سراح المحتجزين في غزة، قائلًا: "إن المحادثات غير المباشرة مستمرة، دون الخوض في التفاصيل، وأن بلاده أكثر تفاؤلًا بشأن تحقيق تقدم في نهاية المطاف، لكنها لم تصل إلى هذا الحد بعد".
عبرت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع الجمهورية العربية السورية والمواقع القيادية المجاورة لها، بما يمثل احتلالا لأراض سورية، ويعد انتهاكا صارخا لسيادتها ومخالفة صريحة لإتفاق فض الاشتباك لعام 1974، جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية.
وأكدت مصر على أن الممارسات الإسرائيلية تخالف القانون الدولي وتنتهك وحدة وسلامة الأراضي السورية، وتعد إنتهازا لحالة السيولة والفراغ في سوريا لاحتلال مزيد من الأراضي السورية لفرض أمر واقع جديد على الأرض بما يخالف القانون الدولي.
وتطالب مصر مجلس الأمن والقوى الدولية بالاضطلاع بمسئولياتها واتخاذ موقف حازم من الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، بما يضمن سيادتها على كامل أراضيها.
احتلال المنطقة العازلة على حدود سوريا
وبعد سلسلة مداولات حول التطورات الدرامية في سوريا، باشر الجيش الإسرائيلي عمليات حربية بعيدة المدى، وأصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعليمات لقوات الجيش باحتلال المنطقة العازلة على الحدود بين سوريا وإسرائيل والمحددة باتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين عام 1974.
وقصفت الطائرات بكثافة عدداً من القواعد التابعة رسمياً للجيش السوري ودمرت مخازن للأسلحة، بدعوى «منع وقوع الأسلحة المتطورة بأيدي ميليشيات مسلحة وإرهابيين»، غير أن مراقبين وجدوا فيها «رغبة في فرض قواعد للنظام الجديد في دمشق تظهر الخطوط الحمراء».
تصريحات نتنياهو بعد سقوط نظام الأسد
وقال نتنياهو، خلال زيارة له إلى مرتفعات الجولان السوري المحتل، إن «سقوط نظام الأسد في سوريا يوم تاريخي في تاريخ الشرق الأوسط، ونحن لن نسمح لأي قوة معادية بالاستقرار عند حدودنا».
وأطلق نتنياهو تصريحاته لدى توقفه عند موقع مطل على الحدود السورية، وبرفقته وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، ورئيس المجلس الإقليمي للمستوطنات اليهودية في الجولان، أوري كلنر.
المنطقة العازلة بين سوريا وإسرائيل
وظلت المنطقة العازلة بين سوريا وإسرائيل، لقرابة 50 عاماً خاضعة لاتفاق أبرم عام 1974 لفصل القوات التي تحاربت في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973.
واستمع نتنياهو إلى تقرير قدمه قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي حول تطور الأحداث في سوريا وحشد قواته هناك وما اعتبره «جهوزية وإجراءات قتالية لعمليات عسكرية مستقبلية».
وقال نتنياهو، وفق بيان رسمي عن مكتبه: «نظام الأسد هو حلقة مركزية في محور الشر الإيراني، وهذا النظام سقط. وهذه نتيجة مباشرة للضربات التي أنزلناها على إيران و(حزب الله)، الداعمين الأساسيين لنظام الأسد، وتسببت في تبعات بأنحاء الشرق الأوسط من جانب الذين يريدون التحرر من نظام القمع والاستبداد هذا».
ورأى نتنياهو أن التطورات في سوريا «تُنشئ فرصاً جديدة لدولة إسرائيل. لكن هذا لا يخلو من المخاطر أيضاً، ونعمل أولاً من أجل الدفاع عن حدودنا».
وقال نتنياهو إنه وجه الجيش بـ«السيطرة على المنطقة العازلة وعلى مواقع السيطرة القريبة منه. وفي موازاة ذلك، نعمل من أجل جيرة حسنة، كتلك الجيرة الحسنة التي نفذناها وننفذها هنا عندما أقمنا مستشفى ميدانياً للعناية بآلاف السوريين الذين أصيبوا في الحرب الأهلية. وقد وُلد مئات الأطفال السوريين هنا في إسرائيل».
وتابع نتنياهو: «نمد يد السلام نفسها إلى جيراننا الدروز. إليهم أولاً، وهم أشقاء إخوتنا الدروز في دولة إسرائيل. ونمد يد سلام للأكراد والمسيحيين والمسلمين، الذين يريدون العيش بسلام مع إسرائيل. وسنتابع التطورات بسبع أعين. وسننفذ ما ينبغي من أجل الدفاع عن حدودنا وعن أمننا».
وحسب اتفاق فصل القوات عام 1974، يوجد حزام أمني على طول الحدود (75 كيلومتراً)، من جبل الشيخ وحتى الحدود الأردنية، ويسمى منطقة حرام، يحظر على العسكريين دخوله من الجهتين، ويعني القرار الإسرائيلي إلغاءه.