تأثير نقص التعرض لأشعة الشمس على صحتك البدنية والعقلية

تعتبر أشعة الشمس مصدرًا أساسيًا للعديد من الفوائد الصحية للجسم والعقل، ومع ذلك في ظل الحياة العصرية المتسارعة، أصبح العديد من الأشخاص يعانون من قلة التعرض لأشعة الشمس، خاصة في فصل الشتاء أو في الأماكن التي تشهد طقسًا غائمًا بشكل متكرر.

لهذا فإن نقص التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على صحة الإنسان الجسدية والعقلية على حد سواء.

في هذا المقال يتناول “القارئ نيوز” كيفية تأثير نقص التعرض لأشعة الشمس على الجسم والعقل، مع توضيح الأضرار المحتملة وكيفية الوقاية منها.

1. أشعة الشمس وصحة العظام

أحد أهم الفوائد التي يحصل عليها الجسم من أشعة الشمس هو إنتاج فيتامين “د”، الذي يعتبر ضروريًا لصحة العظام، حيث يساعد فيتامين “د” على امتصاص الكالسيوم في الأمعاء وبالتالي يساهم في تقوية العظام والأسنان، عندما لا يتعرض الشخص للشمس بشكل كافٍ، يصبح من الصعب على الجسم إنتاج هذا الفيتامين، مما يؤدي إلى نقصه، هذا النقص يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل هشاشة العظام، الكساح عند الأطفال، وآلام المفاصل.

إضافة إلى ذلك، هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى أن نقص فيتامين “د” يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، لذلك يعد التعرض المعتدل لأشعة الشمس من أهم الوسائل لتجنب هذه المخاطر الصحية.

2. نقص أشعة الشمس وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب

بالإضافة إلى التأثيرات البدنية، يمكن أن يؤدي نقص التعرض لأشعة الشمس إلى مشاكل نفسية خطيرة، يعد الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية التي تتأثر بغياب الضوء الطبيعي.

وفي دراسة أجرتها العديد من الجامعات العالمية، تبين أن الأشخاص الذين يعيشون في أماكن تشهد شتاء طويلًا أو حالات من الغيوم المستمر، هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الموسمي.

ويُعتقد أن انخفاض مستويات أشعة الشمس يؤدي إلى تقليل إنتاج مادة السيروتونين في الدماغ، وهي المادة الكيميائية المسؤولة عن تنظيم المزاج والشعور بالسعادة.

بالإضافة إلى الاكتئاب، هناك أيضًا علاقة بين قلة التعرض لأشعة الشمس واضطرابات النوم مثل الأرق، يتداخل الضوء الطبيعي مع إنتاج هرمون الميلاتونين الذي ينظم دورة النوم والاستيقاظ، عندما يفتقر الجسم إلى أشعة الشمس، يمكن أن يؤدي ذلك إلى اضطراب في الساعة البيولوجية للجسم، مما يسبب مشاكل في النوم ويزيد من التوتر النفسي.

3. ضعف جهاز المناعة وزيادة القابلية للأمراض

أشعة الشمس تساهم أيضًا في تقوية جهاز المناعة، من خلال تحفيز إنتاج فيتامين “د”، يساعد الجسم على تعزيز استجابته المناعية ويقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض المعدية مثل الإنفلونزا والزكام، نقص فيتامين “د” يمكن أن يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة والمعدية.

أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من نقص في فيتامين “د” يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي وأمراض القلب، كما أن نقص هذا الفيتامين قد يؤدي إلى تفاقم بعض الحالات الصحية الموجودة مسبقًا مثل مرض السكري.

4. تأثير نقص الشمس على الوزن والشهية

يؤثر التعرض لأشعة الشمس أيضًا على التوازن الهرموني الذي ينظم الشهية والوزن، بعض الدراسات تشير إلى أن نقص أشعة الشمس قد يساهم في زيادة الوزن وتراكم الدهون في الجسم.

وهذا يرجع إلى تفاعل أشعة الشمس مع مادة السيروتونين، التي لا تؤثر فقط على المزاج ولكن أيضًا على الشهية، في الحالات التي يقل فيها التعرض للضوء، يتزايد إفراز هرمون الجوع “الغريلين”، مما يؤدي إلى زيادة الشهية والرغبة في تناول الطعام.

علاوة على ذلك، يمكن أن يتسبب نقص أشعة الشمس في حدوث تغيرات في نمط الأكل، مثل تناول الوجبات السريعة أو الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون.

5. الحماية من تأثيرات نقص الشمس

على الرغم من أن نقص التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي إلى العديد من الأضرار الصحية والنفسية، إلا أن هناك طرقًا للوقاية والتعويض عن هذه الآثار، أولاً يمكن للشخص تحسين مستوى فيتامين “د” من خلال تناول المكملات الغذائية أو تناول الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين مثل الأسماك الدهنية، البيض، ومنتجات الألبان.

ثانيًا، يمكن للأشخاص الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس بشكل كافٍ محاولة قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق خلال ساعات النهار، حتى لو كان ذلك لبضع دقائق فقط، يمكن المشي في الطبيعة أو قضاء بعض الوقت في حديقة المنزل للمساعدة في تعويض النقص.

وأخيرًا، يمكن استخدام أجهزة العلاج بالضوء، التي تحاكي ضوء الشمس وتساعد في علاج الاكتئاب الموسمي واضطرابات النوم الناتجة عن قلة التعرض لأشعة الشمس.

ومن الواضح أن التعرض لأشعة الشمس له تأثيرات عميقة على الصحة البدنية والعقلية. إن تأثير نقص أشعة الشمس يمكن أن يكون خطيرًا على المدى الطويل، مما يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض البدنية والنفسية.

ومن المهم أن ندرك أن التوازن في التعرض لأشعة الشمس هو المفتاح، حيث أن الاعتدال في الوقت الذي نقضيه تحت أشعة الشمس يمكن أن يعزز صحتنا بشكل عام، من خلال اتباع بعض النصائح مثل تناول مكملات فيتامين “د”، والقيام بأنشطة خارجية، واستخدام العلاج بالضوء في الحالات الخاصة، يمكننا الحفاظ على صحتنا الجسدية والنفسية بشكل جيد.