إسرائيل تستغل دعم ترامب وتخطط للبقاء في سوريا لسنوات قادمة

تخطط إسرائيل إلى استغلال دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتقرر البقاء لسنوات قادمة بالأراضي السورية التي توغلت فيها عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، وذلك وفق ما كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

اختراق خط ألفا

وبعد ساعات من انهيار نظام الأسد في 8 ديسمبر الماضي، اخترقت الدبابات والقوات الإسرائيلية "خط ألفا" الذي رسم حدود وقف إطلاق النار على مدى نصف القرن الماضي، وانتقلت إلى منطقة عازلة تراقبها الأمم المتحدة داخل الأراضي السورية، وفي بعض الحالات إلى ما وراءها.

المناطق السورية العازلة

وتدخل قوات الاحتلال الإسرائيلية الآن وتخرج في المنطقة العازلة التي تبلغ مساحتها 90 ميلًا مربعًا، التي من المفترض أن تكون منزوعة السلاح، وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا لعام 1974.

وقالت إسرائيل إنها تعتبر هذا الاتفاق لاغيًا بعد انهيار نظام الأسد. وتبلغ مساحة المنطقة العازلة في أوسعها نحو 6 أميال، لكن في بعض النقاط تقدمت قوات الاحتلال عدة أميال إلى ما بعدها، بحسب مسؤولين محليين.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أوردت في تقرير نشرته مطلع شهر فبراير الجاري، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شرع في بناء مواقع دائمة في الأراضي السورية، التي توغل فيها في أعقاب سقوط نظام الأسد.

اجتياح الاحتلال للقرى السورية

وقالت الصحيفة، إنه مع اجتياح جيش الاحتلال لسلسلة من القرى السورية، الشهر الماضي، أكد جنوده للسكان المحليين أن وجودهم سيكون مؤقتًا، وأن الهدف يقتصر على الاستيلاء على الأسلحة وتأمين المنطقة بعد انهيار نظام بشار الأسد، لكن المركبات التي أعقبت ذلك تشير إلى وجود دائم.

منشآت عسكرية داخل الأراضي السورية

وتشير صور الأقمار الصناعية إلى إنشاء منشآت عسكرية داخل الأراضي السورية، بالقرب من هضبة الجولان المحتلة، ما يثير القلق بشأن نية إسرائيل تحويل وجودها العسكري إلى دائم.

وذكرت "جيروزاليم بوست" أنه رغم أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة يحققان تقدمًا كبيرًا في تطبيع العلاقات مع القيادة الجديدة في سوريا، مشيرة إلى المؤتمر الدولي الكبير لدعم سوريا الذي استضافته باريس أمس الخميس، فإن إسرائيل واثقة من أن إدارة ترامب تتفهم مخاوفها من النظام الجديد في دمشق.

وكشفت الصحيفة، ما دامت إسرائيل تحظى بدعم الرئيس الأمريكي للبقاء في المنطقة العازلة، فمن المتوقع أن يبقى جيش الاحتلال هناك لفترة طويلة للغاية، حتى لو بدأ الأوروبيون والأمم المتحدة في الضغط على إسرائيل للانسحاب في الأشهر المقبلة.

دعم ترامب للاحتلال

ورغم أن إسرائيل تدرك أن ترامب لا يريد إهدار الوقت والطاقة الأمريكية في سوريا ويرغب في سحب القوات الأمريكية المتبقية هناك، لكن هذا لن يؤثر على دعمه المستمر لمنطقة عازلة إسرائيلية هناك، وفق "جيروزاليم بوست".

وأشارت الصحيفة إلى تزايد الضغوط على إسرائيل للانسحاب من المنطقة العازلة في سوريا، نظرًا لتصريحات الرئيس الانتقالي لسوريا أحمد الشرع العلنية المستمرة بأنه سيحترم الهدنة التي تم التوصل إليها في عام 1974 بين البلدين وتحركاته الملموسة لإعادة الاندماج مع الغرب.

تصريحات نتنياهو بشأن البقاء في سوريا

وفي هذا السياق، بدت التصريحات السابقة التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس بشأن البقاء في سوريا طوال عام 2025 أو أكثر بمثابة تصريحات متطرفة.

ومع ذلك، تشير "جيروزاليم بوست" إلى أن دعم إدارة ترامب للوجود الإسرائيلي في سوريا لا يزال ثابتًا حتى بعد شهرين من التوغل في المنطقة العازلة في 8 ديسمبر، وعلى الرغم من التقدم المحرز في إزالة العقوبات المفروضة على سوريا.

وتزامنًا مع التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية في 8 ديسمبر، شن جيش الاحتلال في أعقاب انهيار نظام الأسد، أكثر من 500 هجوم على الأصول العسكرية السورية.

وكشف جيش الاحتلال في وقت سابق عن مجموعة من الإحصائيات، تشير إلى أنه دمّر أكثر من 90% من الصواريخ المضادة للطائرات المتقدمة لدى سوريا، وخاصة أنظمة SA22  وSA17.

وفي المجمل، تم تدمير نحو 85% من الدفاعات الجوية السورية، بما في ذلك الأنظمة الأقل تقدمًا، وقال جيش الاحتلال بعد ذلك إن أسراب الطائرات السورية من طراز سوخوي 22 وسوخوي 24 دمرت بالكامل، وفي المجمل نحو 40% من سلاح الجو السوري. ودمر جيش الاحتلال 100% من الطائرات بدون طيار السورية المتفجرة، و390 هدفًا ناريًا سوريًا مهمًا.