السبت 22 فبراير 2025 الموافق 23 شعبان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الأزهر: يجوز إخراج الزكاة لصالح إعمار غزة وإعادة الحياة إليها

غزة
غزة

قال مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية أنه يجوز إخراج الزكاة لصالح إعمار غزة، وإيواء أهلها، ولإيصال كافة المواد الغذائية والمستلزمات الطبية، بل للمزكي في هذه الحالة أجران، أجر الزكاة وأجر إغاثة الملهوف، ونصرة الحق والعدل، كما ينبغي أن يكون التبرع من خلال الطرق الشرعية والمؤسسات الموثوقة فى صرف أموال الزكاة؛ ضمانة لوصوله وتحقيق المطلوب منه.

بيان مركز الأزهر

وتابع المركز فى بيان له :فقد آن أوان تعمير غزة وإعادة الحياة إليها، وتضميد جراحها، بعد أكثر من 15 شهرًا من الحصار والدمار، ودموية وعدوان عدوًّ محتل، لم يحارب شعب غزة فقط، بل حارب شجرها وحجرها، ماءها وهواءها، بِخِسَّة وفُجور لم يرَ العالم مثلهما من قبل.

إعادة إعمار غزة

وأضاف الأزهر إن إعادة إعمار غزة، وتكاتف أصحاب هذه القضية العادلة في شتى بقاع الأرض؛ لهو واجب الوقت، وهو من أهم حقوق المسلم على أخيه، وسيدنا رسول الله ﷺ يقول: «المؤمنُ أخُو المؤمنِ يكُفُّ عليه ضيْعتَه، ويَحوطُه من ورائِه». [أخرجه أبو داود]، ويقول ﷺ: «المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ». [متفق عليه]

والمسلم إن بذل ماله لصالح المتضررين من شعب فلسطين الأبي فقد جاهد بماله، وتصدق بأعظم الصدقات.

كما يجوز إخراج الزكاة لصالح إعمار غزة، وإيواء أهلها، ولإيصال كافة المواد الغذائية والمستلزمات الطبية، بل للمزكي في هذه الحالة أجران، أجر الزكاة وأجر إغاثة الملهوف، ونصرة الحق والعدل.

كما ينبغي أن يكون التبرع من خلال الطرق الشرعية والمؤسسات الموثوقة؛ ضمانة لوصوله وتحقيق المطلوب منه.

قال سيدنا رسول الله ﷺَ: «أحبُّ النَّاسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا». [أخرجه الطبراني في الأوسط]

وتعد الزكاة ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام الخمسة، وهي وسيلة فعّالة لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتوزيع الثروة بشكل عادل بين أفراد المجتمع، وتُفرض الزكاة على المسلمين الذين يمتلكون مالًا فوق النصاب المحدد، وتعد من أبرز الوسائل التي تحقق التكافل الاجتماعي وتخفف من معاناة الفقراء والمحتاجين، لكن مع تطور الزمن وتعدد احتياجات المجتمع، بدأ يظهر تساؤل حول مدى جواز تخصيص جزء من مال الزكاة لدعم مجالات جديدة تتجاوز المساعدة المباشرة للفقراء.

حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين

في هذا السياق، ردت دار الإفتاء المصرية على بعض الأسئلة التي أثارها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حول حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وتحسين الخدمات المجتمعية، بالإضافة إلى دعم المشاريع الاستثمارية والإنتاجية التي تعود بالنفع على الفقراء، وقد أبدت دار الإفتاء رأيها بأن تخصيص الزكاة في هذه المجالات جائز بشرط أن تظل المصلحة الأساسية للفقراء والمحتاجين هي المحور الرئيسي في هذا التخصيص، أي أن الأموال يجب أن تُستخدم بطريقة تضمن تمليك الفقراء لهذه المشاريع أو تقديم خدمات تعليمية وعلاجية لهم، بما يضمن تحسين حياتهم المعيشية.

تأمين احتياجات الفقراء الأساسية

وبالإضافة إلى ذلك، أشارت دار الإفتاء إلى أن الزكاة يجب أن تركز على تأمين احتياجات الفقراء الأساسية من مأكل، ملبس، مسكن، وعلاج، وكذلك دعم تعليمهم، وتُعتبر هذه الأمور هي الأولوية في توزيع الزكاة بما يتماشى مع مقاصد الشريعة في تحقيق العدالة الاجتماعية وإغاثة المحتاجين، وأكدت دار الإفتاء في منشورها على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك أن الزكاة تُؤخذ من أغنياء المسلمين وتُرد إلى فقرائهم، لتخفف عنهم أعباء الحياة وتساهم في تحسين مستوى معيشتهم.

حكم إخراج الزكاة للأقارب

من جانب آخر، ورد إلى دار الإفتاء سؤال حول حكم إخراج الزكاة للأقارب الذين يعانون من تعثر مادي، وهو ما يطرح تساؤلًا آخر حول كيفية توزيع الزكاة بين الأقارب وغير الأقارب، أجاب الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بالدار، بأن الزكاة يجوز إعطاؤها للأقارب المتعثرين ماديًا، ولكن بشرط أن لا تكون النفقات واجبة على المزكي تجاه هؤلاء الأقارب، كما نوه شلبي إلى أن زكاة المال لا تجب على الأبوين، الأولاد، أو الزوجة.

وفيما يخص التساؤل الذي طرحه البعض حول مضاعفة الثواب عندما تُعطى الزكاة لأقارب المحتاجين، أكدت دار الإفتاء أن إعطاء الزكاة لأقارب المزكي يُعتبر أفضل وأعظم أجرًا من إعطائها لغير الأقارب، مستندة في ذلك إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «الصَّدَقَةُ عَلَى المِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ: صَدَقةٌ وَصِلَةٌ»، مشيرة إلى أن هذا يعزز مبدأ الصلة بين الأرحام، ويؤكد على أهمية رعاية الأقارب.

كما تناولت دار الإفتاء مسألة أخرى مهمة تتعلق بجواز إعطاء الأب لابنته المتزوجة من زكاة المال، وجاءت الإجابة من الدكتور محمد عبد السميع، مدير إدارة الفروع الفقهية وأمين الفتوى بالدار، حيث أكد أنه لا مانع من إعطاء الأب ابنته المتزوجة من زكاة ماله إذا كانت مستحقة لها، لأن نفقتها ليست واجبة عليه، بل تكون من مسؤولية الزوج، وأوضح أن هذا المال الذي يُعطى من الزكاة يجب أن يكون بنية الزكاة وليس الصدقة، حيث يفرق الفقهاء بينهما في النية.

تم نسخ الرابط