لحظات غيرت مسار التاريخ الإسلامي في رمضان

على مر العصور، شهد يوم من شهر رمضان العديد من الأحداث المهمة التي تركت أثرًا بالغًا في التاريخ الإسلامي والإنساني، من زواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى انتصارات المسلمين ومعارك فاصلة، يعرض لكم القارئ نيوز أبرز هذه المحطات التاريخية التي خلدها التاريخ.
زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من زينب بنت خزيمة
في الحادي عشر من رمضان من السنة الثالثة للهجرة، تزوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم من زينب بنت خزيمة، التي كانت تُعرف بلقب “أم المساكين” نظرًا لكرمها وعطائها للفقراء والمحتاجين، جاء هذا الزواج بعد وفاة زوجها في معركة أحد، وكان ذلك تكريمًا لها ومواساة لما مرت به من فقد، كما كان اعترافًا بصلاحها وتقواها. وقد كان زواجه بها بعد زواجه من حفصة بنت عمر رضي الله عنها وقبل زواجه من ميمونة بنت الحارث، لم يدم زواج النبي بها طويلًا، حيث توفيت بعد بضعة أشهر من زواجها، ولكنها بقيت مثالًا للمرأة الصالحة التي خلد اسمها في التاريخ الإسلامي.
استشهاد سعيد بن جبير على يد الحجاج
في عام 95هـ، استشهد التابعي الجليل سعيد بن جبير على يد الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان سعيد أحد كبار التابعين الذين اشتهروا بالعلم والورع والتفسير، عرف بمواقفه الثابتة أمام الظلم، حتى جاء يوم محاكمته أمام الحجاج الذي أمر بقتله بعد محاورة بينهما، وحينها قال سعيد: “إني إذًا لسعيد كما سمتني أمي”، في إشارة إلى اسمه الذي يعني السعادة والنجاة، فكان موته شهادة خلدها التاريخ، لم يمضِ سوى أربعين يومًا حتى توفي الحجاج، وقيل إنه كان يرى سعيدًا في منامه يعاتبه على قتله، مما جعله يعيش أيامه الأخيرة في ندم واضطراب.
وفاة جنكيز خان.. قائد المغول وأحد أشرس الغزاة
وفي رمضان عام 624هـ، توفي تيموجين بن يسوكاي بهادر، المعروف بجنكيز خان، مؤسس إمبراطورية المغول، وهو أحد أكثر القادة قسوة في التاريخ، قاد حروبًا دموية دمرت مدنًا وحضارات، وكان له تأثير مدمر على مناطق شاسعة في آسيا وأوروبا، بعد وفاته، دُفن في منغوليا، وخلفه ابنه “أوكتاي” الذي واصل سياسة التوسع والغزو، لتبقى إمبراطوريته واحدة من أضخم الإمبراطوريات التي شهدها التاريخ.
ظهور دعوة بني العباس في خراسان
وفي رمضان عام 129هـ، بدأت دعوة بني العباس في خراسان بقيادة أبي مسلم الخراساني، والتي كانت تمهيدًا لسقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية، انتشرت الدعوة في أوساط الفرس والعرب الساخطين على الحكم الأموي، حتى تمكن العباسيون من السيطرة على الدولة وإقامة حكمهم الذي استمر لقرون.
هولاكو يهدد الخليفة العباسي المستعصم بالله
في عام 655هـ، بعث القائد المغولي هولاكو رسالة إلى الخليفة العباسي المستعصم بالله يطالبه فيها بالاستسلام والخضوع، كانت هذه الرسالة مقدمة للغزو المغولي لبغداد، والذي أدى إلى سقوطها بعد ذلك بثلاث سنوات في واحدة من أسوأ الكوارث التي شهدها العالم الإسلامي، حيث قتل عشرات الآلاف من المسلمين ودُمرت الحضارة العباسية بالكامل.
انتصار العثمانيين على الصفويين في معركة شماهي
خاض العثمانيون بقيادة السلطان سليمان القانوني معركة شماهي ضد الصفويين في منطقة القفقاس، حيث تمكنوا من إلحاق هزيمة ساحقة بجيش الشاه طهماسب، مما أدى إلى مقتل 15 ألف مقاتل صفوي، كانت هذه المعركة جزءًا من الصراع العثماني الصفوي الذي استمر لسنوات طويلة للسيطرة على العالم الإسلامي.
تولية محمد المنتصر شئون الحجاز واليمن والطائف
في عام 233هـ، أصدر الخليفة المتوكل العباسي قرارًا بتولية ابنه محمد المنتصر إدارة شئون الحجاز واليمن والطائف، كان هذا القرار خطوة نحو تمكين المنتصر من الحكم، حيث تولى الخلافة لاحقًا بعد مقتل والده، إلا أن حكمه لم يدم طويلًا بسبب الصراعات الداخلية التي نشبت داخل الدولة العباسية.
القائد العباسي عباس بن عمرو يصل إلى بغداد بعد أسره من القرامطة
في سنة 287هـ، خلال خلافة المعتضد العباسي، وصل القائد عباس بن عمرو إلى بغداد بعد إطلاق سراحه من أسر القرامطة، حيث دخل على الخليفة وقدم له تقريرًا مفصلًا عن أوضاع القرامطة وقوتهم العسكرية، كان القرامطة يمثلون تهديدًا للدولة العباسية، وكان تحرير الأسرى منهم أمرًا في غاية الأهمية للحفاظ على هيبة الخلافة.
اعتقال الأمير يشبك قاضي سويقة السباعين
في 875هـ، في عهد السلطان قايتباي، تم اعتقال القاضي يشبك الداودار مع مجموعة من القضاة بعد اتهامهم بالتزوير في قضية وقف وحرمان امرأة من حقوقها، وبعد تدخل العلماء، تم العفو عنهم بشرط اعتزالهم القضاء نهائيًا، ما يدل على مدى تشدد الدولة المملوكية في قضايا العدل ومنع التلاعب في الأحكام الشرعية.
ولادة المعز لدين الله الفاطمي.. مؤسس القاهرة
في عام 319هـ، وُلد المعز لدين الله الفاطمي، وهو الخليفة الفاطمي الذي أسس مدينة القاهرة وجعلها عاصمة لدولته، كان من أبرز حكام الدولة الفاطمية، وتمكن من بسط نفوذه على أجزاء واسعة من شمال إفريقيا والشام.
انتصار المسلمين في موقعة البويب
في رمضان عام 13هـ، وقعت معركة البويب في العراق بين المسلمين بقيادة المثنى بن حارثة والفرس بقيادة مهران بن بازان، كانت هذه المعركة نقطة تحول كبرى بعد الهزيمة التي تعرض لها المسلمون في معركة الجسر، حيث تمكنوا من استعادة ثقتهم وتحقيق نصر كبير مكّنهم من مواصلة فتوحاتهم في بلاد فارس.
يعتبر رمضان حافلًا بالأحداث التي غيرت مجرى التاريخ الإسلامي، حيث شهد انتصارات ومعارك، كما تخللته أحداث سياسية ودينية أثرت على مسار التاريخ، تظل هذه الذكريات محفورة في وجدان الأمة الإسلامية، شاهدة على ما قدمه أبطالها من تضحيات وما مرت به من تحديات.