حسن يوسف.. ذكرى فنان جمع بين الإبداع والالتزام

تحل اليوم، الإثنين 14 أبريل 2025، ذكرى ميلاد الفنان الكبير حسن يوسف، أحد أبرز نجوم العصر الذهبي للسينما المصرية، والذي غادر عالمنا عن عمر ناهز التسعين عامًا، تاركًا خلفه رصيدًا فنيًا ضخمًا تجاوز الـ150 عملًا ما بين السينما والتلفزيون، ويُعد بمثابة مرآة لعقود من تطور الفن المصري.
من ملاعب الكرة إلى خشبة المسرح
في فيديو نادر، كشف النجم الراحل عن بداية رحلته الفنية، التي لم تبدأ كما يتوقع الكثيرون من استوديوهات التصوير، بل من ملاعب كرة القدم، حيث كان لاعبًا في مركز "الجناح الأيمن" بمدرسة الخديوي إسماعيل الثانوية، وكان يعشق الرياضة ويطمح في احترافها.
روى حسن يوسف قائلاً: "كنت بلعب كورة، وجاري في السيدة زينب كان الفنان عبد البديع العربي، وكان بيدرب فريق التمثيل في المدرسة، وشفني مرة وأنا وأصحابي بنقلد فنانين على السلم، فقال لي: أنت عندك إلقاء كويس.. تعالى جرب في فريق التمثيل. ومن وقتها، شعرت إن التمثيل بقى جزء مني، وبدأت الحكاية من هنا".
انطلاقة قوية مع عمالقة الفن
بدأ حسن يوسف مسيرته السينمائية من خلال فيلم "هدى" عام 1959، أمام النجم الكبير عماد حمدي والنجمة لبنى عبد العزيز، ولفت الأنظار بدوره المميز في الفيلم. ثم توالت مشاركاته المهمة، حيث تألق في فيلم "نساء وذئاب" مع هند رستم عام 1960، وقدم دورًا لافتًا في "في بيتنا رجل" بدور "محيي زاهر"، إلى جانب عمر الشريف وزبيدة ثروت.
وفي عام 1961، شارك في فيلم "الغجرية" مع العمالقة محمود المليجي وعبد السلام النابلسي، حيث أدى دور "حسن"، واستمر في تقديم أدوار متنوعة ما بين الرومانسي، والاجتماعي، والدرامي، ليصبح أحد أهم نجوم الشباك خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
أرشيف سينمائي ودرامي زاخر
من بين أبرز أعماله السينمائية التي لا تزال تُعرض حتى اليوم:
"كلهم أولادي"
"مذكرات تلميذة"
"الخطايا"
"قاضي الغرام"
"سجين الليل"
"العزاب الثلاثة"
"زقاق المدق"
"المغامرون الثلاثة"
"رحلة حب"
"3 لصوص"
"لست مستهترة"
"الحب والفلوس"
أبرز أعمال حسن يوسف السينمائية
لم يكتفِ حسن يوسف بالسينما، بل ترك بصمة قوية في الدراما التلفزيونية، ومن أبرز أدواره في هذا المجال مشاركته في مسلسل "ليالي الحلمية" بشخصية الشيخ عبد العليم، ومشاركته المميزة في مسلسل الأطفال "بوجي وطمطم".
لكن أبرز أعماله الدينية والتاريخية كان تجسيده شخصية الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي في مسلسل "إمام الدعاة" عام 2002، وهو الدور الذي أعاد تقديم حسن يوسف للجمهور في ثوب جديد، وحقق له نقلة نوعية في مشواره الفني، ونال استحسان النقاد والجمهور على حد سواء.
كما شارك لاحقًا في أعمال مثل:
"زهرة وأزواجها الخمسة"
"كلمة سر"
"الإمام النسائي"
تجربة الاعتزال والعودة
في مرحلة لاحقة من حياته، اتخذ حسن يوسف قرارًا باعتزال السينما مؤقتًا، والتفرغ للأعمال الدينية والاجتماعية، وابتعد عن الأضواء لفترة طويلة. إلا أنه عاد بعد سنوات، ولكن بحرص شديد على انتقاء أدواره، وأكد في لقاءات إعلامية سابقة أنه "يريد أن يُذكر بالخير"، ويحرص على اختيار أدوار تتفق مع قناعاته وقيمه الشخصية.
وفاته ووداعه الهادئ رغم صراعة مع الشيخوخة
رحل حسن يوسف عن عالمنا بهدوء، بعد صراع مع الشيخوخة، ووسط حالة من الحزن التي عمّت الوسط الفني والجمهور العربي، حيث نعاه العديد من الفنانين والمؤسسات الثقافية، مشيدين بأخلاقه العالية، وبصمته الراقية التي تركها في كل عمل فني قدمه.
صنع مكانة لا تُنسى في وجدان الجمهور
في ذكرى ميلاده، يتجدد الحديث عن فنان من طراز خاص، مزج بين الموهبة والكاريزما والاختيارات الذكية، ليصنع مكانة لا تُنسى في وجدان الجمهور المصري والعربي.
وسيظل اسم حسن يوسف محفورًا في ذاكرة الفن المصري، كواحد من روّاده الذين أثروا السينما والتلفزيون، وقدموا نماذج فنية وإنسانية يُحتذى بها.