الإثنين 21 أبريل 2025 الموافق 23 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«الرئيس معنا لحظة بلحظة».. قناة السويس تستعيد ذكرى يوم التفوق

القارئ نيوز

قال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن يوم 23 مارس من كل عام أصبح يحمل طابعًا خاصًا بالنسبة للعاملين في القناة، بعد أن ارتبط بإنجاز ضخم حققته الهيئة وطاقمها في واحدة من أصعب الأزمات التي مرت بها الملاحة العالمية، وهي أزمة جنوح السفينة العملاقة «إيفرجيفن» عام 2021.

سفينة غير تقليدية وحادث غير مسبوق

وأضاف ربيع، خلال مداخلة تلفزيونية، أن السفينة كانت ذات مواصفات ضخمة واستثنائية، إذ بلغ طولها 400 متر، وعرضها 60 مترًا، وغاطسها 15 مترًا، وكانت تحمل على متنها نحو 18 ألف حاوية بإجمالي حمولة وصلت إلى 222 ألف طن، مما جعل من الحادث أمرًا غير تقليدي بل وغير مسبوق في تاريخ حركة الملاحة الدولية.

وأوضح أن الحادث كان معقدًا للغاية، حيث شحطت السفينة على جانبي القناة، واخترق الجزء الأمامي منها الضفة الشرقية لمسافة 12 مترًا تقريبًا، بينما اصطدم مؤخّرها بالضفة الغربية، الأمر الذي تسبب في إغلاق المجرى الملاحي بالكامل، وهو ما وضع قناة السويس أمام لحظة تحدٍ مصيرية.

أخطاء مركبة ومناورات معقدة

وتابع رئيس الهيئة بأن الحادث لم يكن نتيجة خطأ واحد فقط، بل كان نتاجًا لأخطاء مركبة.

 وأشار إلى أن سرعة السفينة أثناء دخولها القناة كانت أعلى من المعتاد، كما أن محاولة استخدام الدفع العكسي بالماكينات لم تُجدِ نفعًا، بل زادت الوضع سوءًا وجعلت السفينة تلف لتسدّ القناة بالكامل.

شركات الإنقاذ العالمية تقترح التفريغ

وكشف الفريق ربيع أن الحل الذي اقترحته شركات الإنقاذ العالمية حينها كان يتمثل في تخفيف حمولة السفينة، من خلال إنزال الحاويات لتقليل الوزن وتسهيل تحريك المقدمة العالقة، إلا أن ذلك الحل، رغم وجاهته النظرية، كان سيستغرق ما لا يقل عن 6 أشهر، ما يعني توقف قناة السويس خلال تلك الفترة، وهو ما لم يكن مقبولًا بأي حال.

وأشار إلى أن فرق الهيئة قررت الدخول في تحدٍّ صعب، من خلال الاعتماد على قوة السحب الجماعي باستخدام نحو 15 قاطرة بحرية ضخمة، على رأسها القاطرة «عزت عادل»، لمحاولة زحزحة المقدمة العالقة، رغم أن الأيام الأولى من المحاولات لم تسفر عن نتيجة فورية.

اليوم الثالث هو بداية الاستجابة

وقال ربيع: «رغم أن أول يومين لم يشهدا أي استجابة تُذكر، فإننا لم نفقد الأمل، ومع دخول اليوم الثالث بدأت السفينة تستجيب تدريجيًا، ونجحنا في تحريك المقدمة قليلًا، وهو ما شكّل لحظة حاسمة في عملية التعويم».

وأكد أن ملحمة التعويم لم تكن فقط عملاً فنيًا معقدًا، لكنها حملت أيضًا بُعدًا وطنيًا وإنسانيًا كبيرًا، حيث شارك فيها مئات من العاملين في الهيئة بمختلف التخصصات، متحدين كل الظروف، من منطلق المسؤولية الوطنية والثقة في القدرة على تجاوز المحنة دون الحاجة لدعم خارجي مباشر.

الرئيس السيسي تابع الموقف لحظة بلحظة

ولم يغفل الفريق ربيع الإشارة إلى الدعم الكبير الذي تلقته الهيئة من القيادة السياسية، مؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان يتابع تطورات الحادث لحظة بلحظة، وتواصل معه شخصيًا ثلاث مرات يوميًا خلال الأزمة، لمتابعة خطط التعويم وتذليل أي عقبات قد تواجه الفرق العاملة.

واعتبر رئيس هيئة قناة السويس أن هذا الدعم السياسي كان بمثابة قوة دفع كبيرة للفريق القائم على إدارة الأزمة، وأعطاهم دافعًا معنويًا هائلًا للمضي قدمًا دون تردد.

درس للعالم ورسالة ثقة في القدرات المصرية

وفي ختام تصريحاته، أكد الفريق أسامة ربيع أن ما جرى في حادث «إيفرجيفن» لم يكن مجرد إنقاذ لسفينة ضخمة فحسب، بل كان رسالة قوية للعالم مفادها أن مصر تمتلك كوادر ومؤسسات قادرة على إدارة أصعب الأزمات باحترافية وكفاءة.

وأضاف أن قناة السويس، باعتبارها شريانًا حيويًا للتجارة العالمية، لا يمكن أن تتوقف، وأن الهيئة مستعدة دومًا للتعامل مع أي طارئ، بفضل ما تمتلكه من خبرات تراكمية وتجهيزات متطورة وروح وطنية عالية.

تم نسخ الرابط