الربيع ومعاناته الموسمية.. كيف تتغلب على حساسية حبوب اللقاح بسهولة؟
الربيع من أكثر الفصول المحببة لدى الكثيرين لما يحمله من دفء وجمال في الطبيعة وازدهار الأشجار والنباتات، ولكن هذا الفصل الجميل لا يخلو من منغصات صحية تؤثر على شريحة كبيرة من الناس، ولعل أبرزها حساسية حبوب اللقاح التي تظهر مع بداية فصل الربيع وتسبب أعراضًا مزعجة تؤثر على جودة الحياة والنشاط اليومي، فى هذا المقال يسلط القارئ نيوز الضوء على أسباب تلك الحساسية وكيفية التعامل معها بطرق بسيطة وفعالة.
ما هي حساسية الربيع؟
تُعد حساسية الربيع من أكثر أنواع الحساسية الموسمية شيوعًا، وتنتج عن استنشاق حبوب اللقاح التي تنتشر في الهواء بكثرة خلال موسم تفتح الأزهار، حيث يتعامل الجهاز المناعي مع هذه الحبوب على أنها أجسام غريبة ضارة فيبدأ بإطلاق مواد كيميائية مثل الهيستامين لمهاجمتها مما يؤدي إلى ظهور الأعراض المزعجة.
وتشمل الأعراض الشائعة لحساسية الربيع العطس المتكرر، واحتقان الأنف، وسيلان الأنف، والحكة في العينين والأنف والحنجرة، بالإضافة إلى الدموع والصداع في بعض الحالات، وقد تؤثر هذه الأعراض سلبًا على قدرة الشخص على التركيز أو النوم المريح.
أسباب تفاقم الأعراض في فصل الربيع
الربيع يتسبب في زيادة نشاط النباتات المزهرة والأشجار التي تطلق كميات كبيرة من حبوب اللقاح في الهواء، وتُعتبر هذه الحبوب العامل الرئيسي وراء نوبات الحساسية الموسمية، كما تزداد حدة الأعراض في المناطق الريفية أو القريبة من الحدائق والحقول المفتوحة التي تحتوي على أعشاب وأشجار مثل الزيتون أو الجميز أو الحور.
وتؤثر الرياح القوية على سرعة انتشار حبوب اللقاح مما يزيد من تعرض الأفراد لها، ويؤدي إلى تفاقم الأعراض خصوصًا لدى من يعانون من تحسس موسمي مزمن.
نصائح للحد من أعراض حساسية الربيع
يمكن التقليل من تأثير حساسية حبوب اللقاح باتباع عدد من النصائح التي تساعد في تقليل التعرض للمهيجات وتخفيف الأعراض، ومن بين هذه النصائح:
تجنب الخروج من المنزل في الصباح الباكر حيث تكون نسبة حبوب اللقاح في الهواء مرتفعة
الحرص على إغلاق النوافذ خلال موسم الربيع وخاصة في أوقات الذروة مثل الصباح والمساء
استخدام فلاتر هواء عالية الجودة في المكيفات لتنقية الهواء من الشوائب والمهيجات
غسل الوجه واليدين جيدًا بعد العودة إلى المنزل، وتغيير الملابس لتقليل التعرض لحبوب اللقاح
ارتداء نظارات شمسية عند الخروج لتقليل دخول الحبوب إلى العينين
تجنب تجفيف الملابس في الهواء الطلق لأن حبوب اللقاح قد تلتصق بها
تناول الأطعمة التي تعزز مناعة الجسم مثل الفواكه الحمضية والخضروات الورقية
العلاج الدوائي لحساسية الربيع
في حال لم تُجدِ الإجراءات الوقائية نفعًا، يمكن اللجوء إلى الأدوية المضادة للهيستامين التي تخفف من الأعراض مثل سيلان الأنف والحكة، كما يمكن استخدام بخاخات الأنف والكورتيزون لعلاج التهابات الجيوب الأنفية أو قطرات العين المضادة للحكة.
وينصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء لضمان التشخيص الصحيح وتحديد نوع الحساسية وجرعة العلاج المناسبة.
متى ينبغي زيارة الطبيب؟
في بعض الحالات قد تستمر أعراض حساسية الربيع لفترات طويلة أو تكون مصحوبة بضيق تنفس أو صفير في الصدر مما يشير إلى الإصابة بالربو التحسسي، وهنا ينبغي زيارة الطبيب المختص لتشخيص الحالة بدقة وإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد خطة العلاج المناسبة.
الفرق بين حساسية الربيع ونزلات البرد
رغم تشابه الأعراض بين حساسية الربيع ونزلات البرد مثل العطس وسيلان الأنف إلا أن هناك بعض الفروقات التي تساعد على التمييز بينهما، فالحساسية لا تسبب الحمى أو آلام الجسم ولا تكون معدية بينما يصاحب البرد غالبًا ارتفاع في درجة الحرارة والتهاب بالحلق وآلام عضلية.
أثر الربيع على الصحة النفسية مع الحساسية
تتسبب حساسية الربيع أحيانًا في الشعور بالإرهاق وقلة النوم مما يؤثر على المزاج والصحة النفسية، كما قد يشعر البعض بالإحباط نتيجة استمرار الأعراض لفترة طويلة دون تحسن، لذلك من المهم التعامل مع المشكلة بوعي واتباع النصائح العلاجية والوقائية وتجنب التفكير السلبي حتى لا يؤثر ذلك على الأداء اليومي أو الحياة الاجتماعية.
الاهتمام بالأطفال في موسم الربيع
الأطفال هم الأكثر عرضة لحساسية حبوب اللقاح في فصل الربيع بسبب مناعتهم الضعيفة أو وجود تاريخ وراثي للحساسية، لذا من الضروري الانتباه لأي أعراض غير معتادة تظهر على الطفل مثل العطس أو الحكة أو صعوبة التنفس، مع مراجعة الطبيب فورًا عند الشك في وجود تحسس موسمي لديهم.
يظل فصل الربيع موسما جميلا يحمل معه الكثير من البهجة والألوان ولكن أيضًا يحمل بعض التحديات الصحية مثل حساسية حبوب اللقاح التي يمكن التغلب عليها بسهولة من خلال الفهم الجيد لطبيعتها والوقاية منها باتباع نصائح بسيطة والاستعانة بالرعاية الطبية عند الضرورة.
