مع تغيّر الفصول.. نصائح لتقليل تأثير الحساسية الموسمية في الربيع
يعد فصل الربيع من أكثر الفصول التي يحبها الجميع بفضل الطقس المعتدل والأجواء المنعشة، ولكن مع قدوم الربيع قد يعاني البعض من أعراض الحساسية الموسمية نتيجة لزيادة حبوب اللقاح في الهواء والتي تسبب مشكلات صحية متعددة، مثل العطس المتكرر، انسداد الأنف، الدموع المستمرة، وغيرها من الأعراض التي قد تؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من حساسية الأتربة أو حبوب اللقاح في هذا الوقت من العام.
في هذا المقال يستعرض “القارئ نيوز” بعض النصائح التي تساعد في التقليل من تأثير الحساسية الموسمية في فصل الربيع، والتي يمكن أن تساعدك في التمتع بهذا الموسم الجميل دون المعاناة من الأعراض المزعجة.
التعرف على محفزات الحساسية الموسمية
من أولى الخطوات المهمة لتقليل تأثير الحساسية الموسمية هي التعرف على المحفزات الرئيسية التي تسبب الأعراض، فالفصول الانتقالية مثل الربيع هي الأكثر عرضة لزيادة حبوب اللقاح والأتربة في الجو، لذا من الضروري معرفة نوع الحساسية التي تعاني منها، فإذا كنت تعاني من حساسية تجاه حبوب اللقاح، يجب أن تكون على دراية بنوع الزهور والنباتات التي تنتشر في منطقتك، حيث إن هذه الحبوب تكون أكثر تركيزًا في الصباح الباكر، مما يتطلب اتخاذ تدابير وقائية في هذا الوقت من اليوم، مثل تجنب الخروج في الصباح الباكر أو ارتداء كمامة مخصصة لحجب الحبوب
البقاء في المنزل أثناء ذروة موسم حبوب اللقاح
تتراوح ذروة موسم حبوب اللقاح بين شهر مارس وشهر مايو، ويعتبر هذا الوقت هو الأكثر صعوبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية الموسمية، خاصة إذا كانوا يعيشون في المناطق التي تشهد تزايدًا في نسبة حبوب اللقاح في الجو، لذلك يُنصح بتقليل الأنشطة الخارجية خلال هذه الفترة قدر الإمكان، وفي حال كان من الضروري الخروج من المنزل، يُفضل ارتداء النظارات الشمسية والكمامة لتقليل التعرض المباشر لحبوب اللقاح.
إغلاق النوافذ وتجنب دخول الهواء الخارجي
في فصل الربيع، يفضل الكثير من الأشخاص فتح النوافذ للاستمتاع بالهواء النقي، ولكن إذا كنت تعاني من حساسية الربيع، فإن هذا قد يزيد من تعرضك لحبوب اللقاح المعلقة في الهواء، لذلك من الأفضل إبقاء النوافذ مغلقة خاصة في الأيام التي تكون فيها مستويات حبوب اللقاح مرتفعة، ويمكنك استخدام مكيف الهواء بدلاً من ذلك، مع التأكد من تنظيفه وتغيير الفلاتر بانتظام للحد من تراكم الغبار وحبوب اللقاح داخله.
استخدام أدوية الحساسية المناسبة
توجد العديد من الأدوية التي يمكن أن تساعد في تقليل أعراض الحساسية الموسمية، مثل مضادات الهيستامين، والتي تساعد في تقليل العطس، والحكة، والاحتقان الأنفي، ويمكن أيضًا استخدام بخاخات الأنف التي تحتوي على الكورتيزون لتخفيف الالتهاب الناتج عن الحساسية، ولكن من المهم استشارة الطبيب قبل استخدام أي نوع من الأدوية لتحديد العلاج الأنسب لحالتك، خاصة إذا كنت تعاني من أي حالات صحية أخرى قد تتداخل مع أدوية الحساسية.
الحفاظ على نظافة المنزل وتغيير الملابس بعد الخروج
من المهم الحفاظ على نظافة المنزل بشكل مستمر خلال فصل الربيع، حيث أن حبوب اللقاح قد تلتصق على الملابس والأحذية والشعر، مما يؤدي إلى نقلها داخل المنزل، لذلك يفضل تغيير الملابس فور العودة إلى المنزل وغسل يديك جيدًا، كما ينصح بغسل الشعر قبل النوم للتخلص من حبوب اللقاح التي قد تكون علقت به أثناء اليوم، بالإضافة إلى تنظيف الأرضيات باستخدام المكنسة الكهربائية بشكل دوري للتخلص من الغبار والمواد المسببة للحساسية.
استنشاق بخار الماء للتخفيف من احتقان الأنف
إذا كنت تعاني من انسداد الأنف أو احتقان في الجيوب الأنفية بسبب الحساسية، يمكنك استخدام بخار الماء كطريقة فعالة لتخفيف الأعراض، حيث يمكن استنشاق البخار من وعاء يحتوي على ماء ساخن، مما يساعد في تهدئة الأغشية المخاطية المتهيجة في الأنف وتسهيل التنفس، كما يمكن إضافة بعض الزيوت العطرية مثل زيت النعناع أو زيت الكافور إلى الماء لزيادة الفعالية.
اتباع نظام غذائي صحي
أظهرت بعض الدراسات أن النظام الغذائي قد يؤثر بشكل كبير على أعراض الحساسية، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يساعد تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الفواكه والخضروات في تقليل التهابات الجسم التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأعراض، بالإضافة إلى ذلك، يساعد شرب كميات كافية من الماء على ترطيب الجسم وتخفيف أعراض الجفاف التي قد تزيد من حدة الحساسية، لذا يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الأطعمة التي تدعم الجهاز المناعي وتقلل من التهابات الجسم.
استشارة الطبيب في حالة تفاقم الأعراض
إذا كانت أعراض الحساسية الموسمية شديدة أو لا تتحسن بعد اتباع النصائح السابقة، فقد تكون بحاجة إلى استشارة الطبيب المختص لتحديد العلاج الأنسب، في بعض الحالات قد يوصي الطبيب بعلاج مناعي أو علاج طويل الأمد لتقليل شدة الحساسية بمرور الوقت، خاصة إذا كانت الحساسية تؤثر بشكل كبير على حياتك اليومية أو تسبب لك مشاكل صحية مزمنة.
تُعد الحساسية الموسمية من المشكلات الصحية المزعجة التي يعاني منها الكثيرون في فصل الربيع، ولكن من خلال اتخاذ بعض التدابير الوقائية مثل تجنب التعرض لحبوب اللقاح، استخدام الأدوية المناسبة، والحفاظ على نظافة البيئة المحيطة، يمكن تقليل تأثير هذه الحساسية بشكل كبير، كما أن اتباع نمط حياة صحي يساعد في تعزيز المناعة ويقلل من الأعراض، في النهاية، لا تدع الحساسية تفسد متعة فصل الربيع، بل اتبع هذه النصائح وتمتع بأجواء هذا الفصل الجميل دون معاناة.
