الثلاثاء 22 أبريل 2025 الموافق 24 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

«فيلم Two Popes».. صداقة غير متوقعة بين بابا الفاتيكان تكشفها الدراما

البابا فرانسيس
البابا فرانسيس

«بابا الفاتيكان».. في وداع البابا فرانسيس تتجه الأنظار مجددًا إلى أحد أبرز الأفلام التي روت تفاصيل حياته وعلاقته بابا الفاتيكان السادس عشر، في عمل درامي إنساني استثنائي حمل عنوان «Two Popes» وجذب ملايين المشاهدين حول العالم.


وفاة البابا فرانسيس تعيد للأذهان قصة صداقة نادرة

«بابا الفاتيكان».. أعلن الفاتيكان رسميًا، خلال الساعات الماضية، وفاة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان عن عمر يناهز 88 عامًا، بعد مسيرة طويلة من العطاء الروحي والقيادة الدينية التي امتدت لأكثر من عقد من الزمن، وتزامنًا مع هذا النبأ المؤلم، تجدد الاهتمام بفيلم «Two Popes»، الذي أضاء جانبًا خفيًا من حياة البابا فرانسيس وعلاقته غير التقليدية بسلفه البابا بنديكت السادس عشر.

فيلم «Two Popes»، الذي عُرض لأول مرة على منصة نتفليكس عام 2019، يعد من أبرز الأعمال السينمائية التي تناولت جوانب إنسانية وفكرية لاثنين من أعمدة الكنيسة الكاثوليكية في العصر الحديث، وجسّد البطولة فيه النجم أنتوني هوبكنز بدور البابا بنديكت، والممثل جوناثان برايس بدور البابا فرانسيس.


نظرة إنسانية داخل جدران الفاتيكان

«بابا الفاتيكان».. تدور أحداث الفيلم في قالب درامي وسير ذاتي، يكشف فيه عن كواليس العلاقة التي جمعت بين الرجلين، خصوصًا خلال الفترة التي أعقبت استقالة البابا بنديكت في عام 2013، وانتخاب الكاردينال الأرجنتيني خورخي ماريو بيرغوليو (البابا فرانسيس) خلفًا له.

الفيلم لا يركّز فقط على الجوانب السياسية والدينية، بل يغوص في أعماق الشخصيتين، مقدّمًا صورة إنسانية مليئة بالصراعات الداخلية، والتجارب الروحية، والأسئلة الأخلاقية التي طرحت نفسها بقوة على قمة الكنيسة الكاثوليكية.

إشادة نقدية واسعة وأداء تمثيلي مبهر

 «بابا الفاتيكان».. منذ صدوره، حظي «Two Popes» بإشادة نقدية واسعة من قبل النقاد والجمهور على حد سواء، ووفقًا لموقع Rotten Tomatoes الشهير، فقد حصل الفيلم على تقييم بلغ 88%، ما يعكس إعجاب المشاهدين بمستوى الإخراج والكتابة، والأداء التمثيلي المذهل للثنائي برايس وهوبكنز.

قال أحد النقاد «إنجاز رائع، إنه فيلم مهم للكاثوليك، ويجب مشاهدته على الشاشة الكبيرة»، فيما وصف آخر أداء جوناثان برايس بـ«الرشيق والموزون»، مشيرًا إلى أن تجسيده لشخصية البابا فرانسيس أظهر جانبًا إنسانيًا محبوبًا ومؤثرًا.

وفي تعليق آخر، جاء وصف الفيلم بأنه «ذكي ومُحكم البناء»، قادر على رواية قصة معقدة وعميقة بطريقة بسيطة، دون أن يفقد تأثيره العاطفي والفكري.

خلفية سياسية ودينية تعمّق من تأثير القصة

«بابا الفاتيكان».. من أبرز ما تميز به الفيلم هو التناول الذكي لخلفية ل بابا الفاتيكان السياسية في الأرجنتين، لاسيما خلال فترة المجلس العسكري، حيث يسلط العمل الضوء على مواقف جدلية وشخصية شديدة الحساسية، لكنها صيغت بأسلوب درامي يحترم السياق الديني دون تهوين أو تهويل.

هذه الخلفية التاريخية منحت الفيلم بعدًا إضافيًا، يجمع بين الدين والسياسة، ويكشف كيف أن الزعيم الروحي الأعلى للكنيسة يمكن أن يكون أيضًا رجل مواقف وصراعات وجدانية.


كلمات مؤثرة من المشاهدين

لم يقتصر التفاعل مع الفيلم على النقاد فقط، بل عبّر الكثير من المشاهدين عن إعجابهم بالعمل، حيث قال أحدهم «أداءان رائعان من ممثلين بارعين في مجالهما، ورغم جدية السياق، أضفى الحوار الخفيف والنكات الماكرة لمسة إنسانية ساحرة».

وأضاف آخر «رغم غياب مشاهد الأكشن، إلا أن الفيلم مشوّق للغاية، بفضل الحوار العميق والخلفية التاريخية التي أضافت قيمة حقيقية للعمل».


أهمية الفيلم في توثيق مرحلة محورية

يُعد فيلم «Two Popes» من الأعمال القليلة التي استطاعت تقديم مرحلة انتقالية حساسة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، بكل ما حملته من توتر، وتحديات، وتفاهم بين رؤيتين مختلفتين لإدارة الفاتيكان.

وقد ساهم الفيلم في تسليط الضوء على الطابع المتسامح والمتواضع ل بابا الفاتيكان، مقابل الحكمة والتحفّظ في شخصية البابا بنديكت، مما جعل الجمهور يرى أن الخلافات العقائدية لا تعني بالضرورة غياب الاحترام أو الود.


إرث خالد في السينما والواقع

«بابا الفاتيكان»..  مع رحيل بابا الفاتيكان، يبقى فيلم «Two Popes» وثيقة سينمائية خالدة، تخلّد ذكرى رجلين أثّرا في مسار الكنيسة الكاثوليكية بطرق مختلفة، لكنهما اجتمعا على الإنسانية والتفاهم رغم الاختلاف ، ويستمر الفيلم في جذب انتباه محبّي السينما والسير الذاتية، كما يشكل مرجعًا بصريًا وثقافيًا لمن يريد التعمق في فهم آليات السلطة الروحية، والقرارات التي تصنع التاريخ من داخل أسوار الفاتيكان.

تم نسخ الرابط