الإثنين 21 أبريل 2025 الموافق 23 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

ترامب يحذر.. «قصف لم تره طهران من قبل» ويُبقي الباب مفتوحًا للحوار

ترامب
ترامب

في تطور جديد على صعيد العلاقات المتوترة بين واشنطن وطهران، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، اليوم السبت، أنه لا يسعى إلى شن أي هجوم عسكري ضد إيران، مشددًا على أن الخيار الأفضل لطهران هو الدخول في مفاوضات سلمية.

وقال ترمب في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أمريكية: «لا نريد الحرب مع إيران، يمكنهم أن يعيشوا بسعادة، دون موت، إذا اختاروا التفاوض».

 وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر بين البلدين بشأن برنامج إيران النووي.

جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة في روما

بالتزامن مع هذه التصريحات، أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي انطلاق الجولة الثانية من المحادثات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، والتي تُعقد في العاصمة الإيطالية روما، بوساطة أوروبية.

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد وصل في وقت سابق اليوم إلى روما، للمشاركة في هذه الجولة التي تهدف إلى كسر الجمود الذي يسيطر على الملف النووي منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق الأصلي في 2018.

إيران تحدد 9 مبادئ تفاوضية.. ولا تفاوض تحت التهديد

في السياق ذاته، أعلن علي شمخاني، المستشار السياسي للمرشد الإيراني علي خامنئي، أن إيران تدخل هذه المفاوضات بناءً على تسعة مبادئ تفاوضية أساسية، تمثل خطوطًا حمراء لا يمكن تجاوزها، بحسب ما نقلته وكالة «تسنيم» الإيرانية الرسمية.

وقال شمخاني: "هذه المبادئ هي أساس موقف إيران في المفاوضات، ونتعامل مع أي عرض أمريكي بمرونة محسوبة، دون التفريط بالثوابت الوطنية".

وأضاف أن طهران ما زالت ترفض التفاوض المباشر تحت التهديد أو الضغط، لكنها لا تعارض المفاوضات غير المباشرة إذا توفرت الجدية من الجانب الأمريكي.

رسالة ترمب السابقة وتحذيرات من "قصف غير مسبوق"

وكان الرئيس ترمب قد بعث برسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في مارس الماضي، يدعوه فيها إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، محذرًا من أن البديل سيكون قصفًا لم تره إيران من قبل.

ورغم أن القيادة الإيرانية رفضت العرض في حينه، معتبرة أن الضغوط الأمريكية تتناقض مع مبدأ السيادة، إلا أن المفاوضات غير المباشرة ظلت مطروحة على الطاولة، في ظل وساطة دولية مستمرة من أطراف أوروبية.

ضغوط اقتصادية متزايدة على طهران

تأتي هذه التطورات في وقت تعاني فيه إيران من أزمة اقتصادية خانقة، نتيجة العقوبات الأمريكية المتجددة والانهيار المستمر للعملة المحلية، إلى جانب ارتفاع معدلات التضخم ونقص في السلع الأساسية.

ويرى مراقبون أن تدهور الوضع الاقتصادي قد يدفع طهران إلى تبني موقف أكثر مرونة في المفاوضات، خصوصًا مع تزايد الاستياء الشعبي وتراجع مؤشرات النمو الاقتصادي في البلاد.

واشنطن تسعى لاتفاق نووي جديد بشروط أكثر صرامة

من جانبها، تسعى إدارة ترمب إلى إعادة إيران إلى الاتفاق النووي، ولكن بشروط جديدة أكثر تشددًا تشمل الحد من برنامج الصواريخ الباليستية، وتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة.

وتحذر الولايات المتحدة من أن فشل المفاوضات الحالية قد يؤدي إلى تصعيد عسكري غير مسبوق في الشرق الأوسط، في ظل تصاعد تهديدات إيران بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا استمرت العقوبات الأمريكية.

المخاوف تتزايد من تصعيد جديد في المنطقة

وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، تتزايد المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية جديدة، قد تكون أوسع نطاقًا مما سبق، وسط تعقيدات سياسية وإقليمية تجعل من الاتفاق مهمة صعبة، ولكن ضرورية لتفادي الانفجار.

ويأمل المجتمع الدولي في أن تفضي المحادثات الجارية في روما إلى تفاهم مرحلي يُمهّد لاتفاق شامل يُنهي الأزمة النووية، ويعيد الاستقرار إلى المنطقة.

تحركات دبلوماسية مكثفة ودعوات أوروبية للتهدئة

في السياق ذاته، تشهد العواصم الأوروبية تحركات دبلوماسية حثيثة في محاولة لتقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران، حيث دعا الاتحاد الأوروبي الجانبين إلى تغليب لغة الحوار وتجنب التصعيد العسكري، مؤكداً أن التوتر المتصاعد لا يخدم الاستقرار في الشرق الأوسط ولا مصالح المجتمع الدولي.

وفي هذا الإطار، عبّرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عن استعداد بروكسل لتقديم الدعم الفني والسياسي اللازم لإنجاح مسار المفاوضات، مشددة على أهمية العودة إلى اتفاق 2015 كقاعدة انطلاق لأي اتفاق مستقبلي.

وتزامنًا مع هذه التحركات، دعا عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي إلى اتباع نهج أكثر دبلوماسية، محذرين من الانزلاق إلى حرب جديدة في منطقة تعاني بالفعل من صراعات مزمنة. كما حثت منظمات أممية على ضرورة الفصل بين الشأن النووي الإيراني والملف الإنساني، لضمان وصول المساعدات إلى الشعب الإيراني المتضرر من الأزمة الاقتصادية والعقوبات.

وتبقى الأنظار معلقة بنتائج المباحثات الجارية في روما، وسط ترقب عالمي لأي مؤشرات على التوصل إلى أرضية مشتركة يمكن أن تعيد الهدوء إلى واحد من أكثر ملفات السياسة الدولية توتراً.

تم نسخ الرابط