من جديد.. حلا شيحة بالحجاب وسارة نخلة.. «نفس القصة كل سنة ونص»

أثارت الفنانة حلا شيحة حالة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ظهورها مؤخرًا بالحجاب مجددًا، حيث حرصت على توجيه رسالة مطوّلة لجمهورها، حملت بين طياتها مضمونًا روحانيًا مؤثرًا، تحدثت فيه عن العلاقة مع الله ومكائد الشيطان، ودعت من خلالها إلى عدم الاستسلام للوساوس التي تمنع الإنسان من الاقتراب من الله بسبب ذنوبه الماضية.
وجاءت هذه الرسالة بعد أسابيع قليلة من اختفائها عن الأضواء، لتعود مجددًا بإطلالة محتشمة وحجاب، وهو ما دفع الجمهور للانقسام ما بين مؤيد يرى في موقفها توبة صادقة، وآخرين يرون أن تكرار هذا المشهد أصبح ظاهرة مثيرة للتساؤل.
حلا شيحة.. «اذهب إلى الله حتى بمعاصيك»
وفي منشور عبر حسابها الشخصي على موقع تبادل الصور والفيديوهات "إنستجرام"، قالت حلا شيحة:«وبي أمل برب لا يغيب.. الشيطان علشان يصعب علينا الطاعة زي الصلاة وحسن الخلق والأوامر الإلهية، يعمل فكرة شيطانية من الدرجة الأولى: يقول انت ازاي تصلي وانت تعمل كل المعاصي دي؟ لا، استني لما تبطل معاصي وذنوب وبعدين صلي.. لا! اذهب إلى الله حتى بمعاصيك وأخطائك كلها، وضعها بين يدي الله، وسيقبلك في كل مرة ولا يملّ الله حتى تملوا».
وأضافت شيحة في حديثها التأملي:«يحسسنا أننا لازم نكون مثاليين الأول، وده مش من صفات الإنسان.. الله خلق الإنسان ينسى ويضعف ويخطئ، ولم يخلقه مثاليًا.. لا، مكيدة الشيطان بأنك لابد أولاً أن تكون مثاليًا حتى تكون صالحًا، لا أساس لها من الصحة.. تأملوها».
وقد لقي المنشور تفاعلًا واسعًا من قبل متابعيها الذين انقسموا بين من تأثروا بكلماتها واعتبروها دعوة صادقة للتوبة، وبين من رأوا في كلامها تكرارًا لمواقف سابقة سبق وأن تراجعت عنها الفنانة.
سارة نخلة تنتقد.. «الحجاب مش موضة»
في المقابل، لم تمر عودة حلا شيحة للحجاب ورسالتها دون انتقادات، حيث شنت الفنانة والإعلامية سارة نخلة هجومًا لاذعًا ضدها خلال ظهورها في برنامج «آخر اليوم» المذاع على قناة «هي»، وأعربت عن استيائها من تكرار نفس المشهد كل فترة.
وقالت سارة نخلة :«اللي بيحصل ده مش طبيعي.. كل سنة ونص بنشوف نفس القصة، تتحجب، تتجوز، تختفي، ترجع، تقلع الحجاب، وترجع تمثل. الحجاب مش موضة ولا وسيلة للترند، دي حاجة أكبر وأعمق بكتير».
وأوضحت نخلة أنها لا تتحدث من منطلق ديني أو تعليمي، بل من منظور عام يحق لأي شخص التعبير فيه عن رأيه قائلة:« أنا مش هعلم الناس الحجاب ولا الالتزام، لكن من حقي أتكلم لما يتحول الحجاب لأداة يتم خلعها وارتداؤها كلما تغيرت الظروف الشخصية».
ورأت نخلة أن ما يحدث أصبح «ظاهرة غريبة» تستحق التوقف عندها، خاصة وأن جمهور الفن يتأثر سلبًا أو إيجابًا بتصرفات الفنانين، وهو ما يتطلب نوعًا من الثبات في المواقف والرسائل التي تُبث من الشخصيات العامة.
مسيرة متقلبة ومواقف متغيرة
وتُعرف حلا شيحة بمسيرتها المتقلبة ما بين الفن والابتعاد عنه، والحجاب وخلعه، ما جعلها دائمًا في دائرة الجدل، خاصة أن قراراتها تكون في الغالب مفاجئة ومتزامنة مع تغييرات في حياتها الشخصية مثل الزواج أو الطلاق.
وكانت حلا قد أعلنت في وقت سابق اعتزالها الفن بعد ارتداء الحجاب، ثم عادت للتمثيل مجددًا، وشاركت في أفلام وأعمال درامية أبرزها فيلم «مش أنا» مع تامر حسني، ثم اختفت عن الساحة لفترة، قبل أن تعود اليوم مجددًا للحجاب، مع رسائل دينية تُعبّر فيها عن حالة إيمانية وعودة للتقرب من الله.
آخر أعمالها: «إمبراطورية ميم»
جدير بالذكر أن آخر أعمال الفنانة حلا شيحة كان مسلسل «إمبراطورية ميم»، الذي عُرض خلال الموسم الرمضاني الماضي.
وتدور أحداث المسلسل حول شخصية «مختار»، الذي يجد نفسه مسؤولًا عن أولاده الستة بعد وفاة زوجته، ويواجه صراعات داخلية وخارجية بين تربيته لأولاده، والتحديات التي يفرضها عليه المجتمع، بجانب قصة حب تهدد توازنه الأسري.
وشاركت حلا في العمل بدور محوري، وقد لقي أداؤها إشادة من بعض النقاد رغم الجدل الدائم الذي يلاحق حياتها الشخصية.
رسائل متكررة وجدل لا ينتهي
يبقى السؤال الذي يطرحه كثيرون: هل ستثبت حلا شيحة هذه المرة على موقفها وتلتزم بالحجاب والابتعاد عن الفن؟ أم أن هذا المشهد سيُعاد لاحقًا كما حدث من قبل؟ وبين مؤيد ومتحفظ، تظل قصتها واحدة من أكثر القصص تعقيدًا على الساحة الفنية، لما تحمله من تداخلات دينية، شخصية، وفنية، تتجاوز حدود الفن وتصل إلى ساحات النقاش المجتمعي الواسع.