جمال عبد الرحيم.. أكثر من 6000 صحفي شاركوا.. والبلشي نقيبًا بـ3346 صوتا
في يوم انتخابي وُصف بـ«التاريخي»، حسم الكاتب الصحفي خالد البلشي منصب نقيب الصحفيين بعد تفوقه الواضح على منافسه عبدالمحسن سلامة، وذلك في انتخابات التجديد النصفي التي شهدت إقبالًا غير مسبوق من أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين.
وأعلنت اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات، برئاسة المستشارين من مجلس الدولة، فوز البلشي بمنصب النقيب بعد حصوله على 3346 صوتًا، مقابل 2562 صوتًا لمنافسه الأقوى عبدالمحسن سلامة، وذلك من إجمالي أكثر من 6000 صوت صحيح تم الإدلاء به في العملية الانتخابية.
إقبال كثيف.. وإجراءات محكمة
من جانبه، أكد جمال عبدالرحيم، رئيس اللجنة المشرفة على انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين، أن أكثر من 6000 صحفي شاركوا في التصويت، مشيرًا إلى أن هذه النسبة التي تجاوزت 60% تُعد الأعلى في تاريخ النقابة خلال السنوات الأخيرة، وتعكس وعيًا متناميًا لدى الصحفيين بأهمية دور النقابة في الدفاع عن حقوقهم المهنية والمعيشية.
وأضاف عبد الرحيم أن باب التصويت أُغلق في تمام الثامنة مساء، بعد أن تم تمديده لمدة ساعة إضافية بسبب الزحام الشديد على اللجان، لافتًا إلى أن العملية الانتخابية سارت بسلاسة ومن دون أية عراقيل أو تجاوزات تُذكر، وذلك تحت إشراف قضائي كامل.
أجواء تنافسية مشحونة
الانتخابات التي جرت اليوم شهدت تنافسًا ساخنًا على مقعد النقيب بين 8 مرشحين، تصدّرهم خالد البلشي، النقيب الحالي، وعبدالمحسن سلامة، النقيب الأسبق ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام سابقًا. كما تنافس 43 مرشحًا على 6 مقاعد بعضوية مجلس النقابة.
وتصاعدت حدة التوتر مع تزايد المؤشرات الأولية لتقدم البلشي، ما دفع سلامة إلى مغادرة مقر الفرز بشكل مفاجئ قبل إعلان النتيجة النهائية، وهو ما أثار تساؤلات عديدة بين الصحفيين الحاضرين.
توصيات الجمعية العمومية
وعلى هامش العملية الانتخابية، ناقشت الجمعية العمومية عدة توصيات هامة تعكس أولويات الصحفيين في المرحلة المقبلة، وجاء على رأس هذه التوصيات:
- إعداد لائحة موحدة للأجور تضمن الحد الأدنى للرواتب في المؤسسات القومية والخاصة.
- التصدي للكيانات الموازية التي تنتحل الصفة الصحفية وتسيء للمهنة.
- حظر الجمع بين عضوية مجلس النقابة والمناصب الحكومية بالتعيين أو الانتداب.
- المطالبة بإنشاء دار مسنين للصحفيين كبار السن.
- التضامن الكامل مع الصحفيين المحبوسين احتياطيًا، والمطالبة بالإفراج عنهم وتحسين ظروف احتجازهم.
نقابة تنتصر لفلسطين
كما تبنت الجمعية العمومية بيانًا قويًا لدعم القضية الفلسطينية، حيث وقف الحضور دقيقة حداد على أرواح 202 صحفي فلسطيني استشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، بالإضافة إلى عدد من الإعلاميين.
وأكد البيان على دعم النقابة الكامل للموقف الرسمي المصري الرافض لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها.
وتعد هذه الخطوة تأكيدًا على أن نقابة الصحفيين ليست فقط كيانًا مهنيًا، بل صوتًا حرًا للمواقف الإنسانية والقضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي كانت ولا تزال حاضرة في وجدان الصحفيين المصريين.
إشادة واسعة بنزاهة العملية الانتخابية
حظيت الانتخابات بإشادة واسعة من قبل الصحفيين والمرشحين على حد سواء، حيث جرت في أجواء نزيهة وشفافة، وسط تنظيم محكم من اللجنة المشرفة، واهتمام لافت من وسائل الإعلام التي تابعت مجريات الفرز لحظة بلحظة.
وقد أعرب عدد من المرشحين الخاسرين عن تهنئتهم للفائزين، مؤكدين احترامهم لإرادة الجمعية العمومية، وتمنياتهم بأن تنجح النقابة في تحقيق المطالب التي عبر عنها الصحفيون خلال اليوم الانتخابي.
البلشي بعد الفوز.. معركتنا مستمرة
وفي أول تصريح له بعد إعلان فوزه، قال خالد البلشي: «هذا الفوز ليس لشخصي، بل انتصار لجماعة الصحفيين الذين اختاروا أن تستمر نقابتهم صوتًا حرًا يدافع عن الكرامة والمهنة والحقوق».
وأضاف: «نحن أمام تحديات جسيمة، تتعلق بالأوضاع الاقتصادية الصعبة، والحريات المهددة، والأوضاع المتردية داخل مؤسساتنا الصحفية.. وسنكون عند حسن ظن الجمعية العمومية».
