بعد تجديدها.. متى تفتح حديقة الحيوان فى الجيزة وهل تعمل في العيد؟

حديقة الحيوان في الجيزة تتهيأ لاستقبال زوارها من جديد بعد خضوعها لواحدة من أضخم عمليات التطوير التي عرفتها على مدار تاريخها الطويل، إذ تحولت هذه الحديقة من نموذج تقليدي لعرض الحيوانات إلى «تجربة ترفيهية متكاملة» تتماشى مع أحدث المعايير الدولية المعتمدة في مجالات الرعاية البيئية وتصميم موائل الحيوانات بطريقة تحاكي بيئتها الطبيعية، ولم يقتصر التطوير على الشكل أو التخطيط بل شمل كذلك «إعادة صياغة مفهوم الزيارة» ليصبح أكثر تفاعلية ومتعة للأسرة المصرية والسائح الأجنبي على حد سواء.

ربط الحديقتين بنفق حديث لتجربة أكثر تكاملًا

من أبرز ملامح التطوير الجاري في حديقة الحيوان هو «دمجها مع حديقة الأورمان» التاريخية المجاورة لها من خلال إنشاء نفق عصري يتيح للزوار التنقل بين المساحتين دون مغادرة الأجواء الطبيعية، وقد تم تنفيذ هذا النفق بأسلوب معماري ينسجم مع طبيعة المكان ويضمن الراحة للزائرين من مختلف الأعمار، ويأتي هذا الربط كجزء من رؤية شاملة تهدف إلى تحويل منطقة الجيزة إلى مركز جذب سياحي جديد يعيد إحياء «قيمة الحديقة التراثية» ويعزز من أهميتها على خريطة المزارات المصرية.

الحفاظ على الطابع التاريخي للحديقة

لم يغفل المخططون والمطورون في مشروع تجديد حديقة الحيوان عن أهمية الحفاظ على «التراث المعماري» الذي يميز هذا الموقع العريق، حيث شمل التطوير ترميم وتجديد 8 معالم تاريخية تعد علامات بارزة داخل الحديقة، وهي: كوبري إيفل ذو الطراز الفريد، القاعة اليابانية، القاعة الملكية، جزيرة الشاي، الجبلاية، المتحف الحيواني، بوابة الحديقة الأصلية، والسور الحديدي القديم، وقد تم تنفيذ تلك الأعمال بالتعاون مع جهات تراثية متخصصة لضمان سلامة الطابع الأثري وضمان بقائه كما كان.

أهداف المشروع تتجاوز الترفيه إلى الثقافة والتعليم

أوضحت الشركة المسؤولة عن المشروع أن عملية تطوير حديقة الحيوان لا تهدف فقط إلى الترفيه بل تسعى أيضًا إلى «تحقيق بُعد ثقافي وتعليمي» يثري الزوار، حيث تم تصميم البيئات الجديدة بطريقة تتيح التعرف على خصائص الحيوانات وسلوكها الطبيعي دون الحاجة إلى الأقفاص، إلى جانب إضافة لافتات توعوية وشاشات ذكية توضح معلومات تفصيلية عن كل نوع معروض، وهذا ما يجعل الزيارة تجربة تعليمية حقيقية للصغار والكبار.

افتتاح رسمي بعد العيد.. وغياب عن الموسم السياحي الصيفي

أعلنت الشركة أن الافتتاح الرسمي لحديقة الحيوان سيكون في شهر سبتمبر من العام الجاري، وهو ما يؤكد غياب الحديقة عن قائمة الوجهات المتاحة خلال «عيد الأضحى المبارك»، وهو أمر قد يخيب آمال العديد من الأسر التي كانت تتطلع إلى قضاء العيد وسط أجواء الطبيعة والحيوانات، ومع ذلك فإن إدارة المشروع شددت على أن التأخير ضروري لإتمام كافة مراحل التطوير بالجودة المطلوبة، وضمان أن تكون تجربة الزوار عند الافتتاح تجربة استثنائية بكل المقاييس.

تعاون دولي مع خبراء عالميين

تم تنفيذ المشروع بالتعاون مع نخبة من «الاستشاريين والخبراء الدوليين» في مجالات رعاية الحيوان وتصميم الحدائق النباتية، وقد تم الاستعانة بخبرات أجنبية لضمان أن تتوافق الحديقة الجديدة مع المعايير البيئية العالمية، فضلًا عن اعتماد تقنيات صديقة للبيئة في أعمال الإنشاء والإضاءة والري، ما يعكس حرص الدولة على تقديم نموذج يُحتذى به في مجال التطوير المستدام للمواقع التراثية.

مكانة تاريخية لا تُضاهى

تُعد حديقة الحيوان في الجيزة من أقدم وأكبر الحدائق في العالم، حيث أُنشئت في عهد الخديوي إسماعيل على مساحة تمتد إلى 112 فدانًا، وتضم الحديقة أكثر من 3 آلاف شجرة ونبات نادر تم استقدام العديد منها من دول مختلفة حول العالم، بالإضافة إلى 186 نوعًا من الكائنات الحية تشمل الثدييات والطيور والزواحف، ما يجعلها من أغنى الحدائق الحيوانية من حيث التنوع البيولوجي.

إعادة إدراج الحديقة على الخريطة السياحية

تهدف خطة التطوير الشاملة إلى إعادة إدراج حديقة الحيوان وحديقة الأورمان على الخريطة السياحية الترفيهية لمصر، وذلك من خلال تقديم باقة متكاملة من الخدمات التي تشمل مقاهي وحدائق للأطفال ومسارات تعليمية داخل الحديقة، مع وضع نظام ذكي للتذاكر وتنظيم الزيارات، لضمان تجربة «سلسة وآمنة» للزوار، كما يتم العمل على تطوير واجهة الحديقة وتحديث لافتاتها ووسائل التواصل المرئي مع الجمهور عبر منصات إلكترونية.

مستقبل جديد لحديقة عريقة

يتضح من حجم الأعمال القائمة أن حديقة الحيوان في الجيزة على أعتاب نقلة نوعية تجعلها تضاهي الحدائق العالمية، وتمنح القاهرة الكبرى معلمًا جديدًا يجمع بين الترفيه والتعليم والمحافظة على التراث، وبينما ينتظر الجمهور موعد الافتتاح الرسمي في سبتمبر، يبقى الأمل في أن تعود الحديقة إلى «مكانتها الطبيعية» كرمز من رموز القاهرة القديمة وواحدة من أجمل الحدائق في الشرق الأوسط.